نظمت كلية الحقوق بـ جامعة المنصورة ، ندوة بعنوان (المستجدات القانونية والشرعية في مجال نقل و زراعة الأعضاء البشرية)، بحضور مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء على مستوى العالم، والدكتور شريف يوسف خاطر رئيس الجامعة، ود. أيمن مختار محافظ الدقهلية، والدكتور محمد عطية نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد عبدالعظيم نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع والبيئة، والدكتور أحمد شوقي أبو خطوة أستاذ القانون الجنائي وعميد كلية الحقوق الأسبق والمحامي بالنقض، والمستشار محمد عبدالمحسن رئيس نادي قضاة مصر، والمستشار د. مجدي سلامة رئيس محكمة جنايات الإسكندرية، والدكتور وليد الشناوي عميد كلية الحقوق.
وفب بداية كلمته، رحب الدكتور شريف يوسف خاطر، بـ مفتي الديار المصرية والحضور، مؤكداً أن جامعة المنصورة قلعة الطب في مصر ومنارة العلم، ويشار إليها بالبنان في العديد من المحافل المحلية والإقليمية والدولية وهذا ما نراه في مختلف التصنيفات العالمية من صداره الجامعة في أخر التصنيفات الدولية، كما حققت الجامعة انجازًا كبيرًا وتصدرت المراكز الأولى في مجال زراعة الأعضاء وبخاصة زراعة الكلى والكبد في مصر.
وأوضح أن، زراعة ونقل الأعضاء البشرية تعتبر من الموضوعات الشائكة التي بدأت في الظهور في الوقت المعاصر ولقد أخذت جامعة المنصورة عاصمة الطب في مصر على عاتقها تنظيم تلك الندوة والتى تستهدف مناقشة المستجدات الخاصة بمدى جواز التوصية بنقل الأعضاء بعد الوفاة، خاصة وأن هذا الأمر إذا تم وفق ضوابطه القانونية والشرعية سوف يشكل تقدماً جديدًا في مجال العلاج الطبي لكثير من الأمراض المزمنة، بعيدًا عن الإتجار في الأعضاء البشرية.
مشيراً، أن العالم في الوقت الحالي يشهد تطورًا كبيرًا وهاماً في المجال الطبي والعلمي، حيث ظهرت تقنيات ووسائل علاجية ساهمت في انقاذ العديد من الأرواح البشرية ومن بين هذه الوسائل هي عملية نقل وزرع الاعضاء والخلايا والأنسجة البشرية، ولكن وعلى الرغم من إيجابيات هذه الوسائل الطبية إلا أنه يجب على المشرع وفقهاء الشريعة الاسلامية ضبطها بقصد الحد من اللجوء إليها دون وجود ضرورة طبية.
وعبر الدكتور أيمن مختار، عن سعادته لتواجده في رحاب جامعة المنصورة التي تحتل مكانة علمية كبيرة والتي أنجبت لـ مصر الكثير من العلماء والوزراء والمبدعين والمفكرين والتي بفضل تميزهم أصبحت "المنصورة" عاصمة مصر الطبية، وأصبحت الدقهلية قلعة للعلم والعلماء.
كما عبر عن، فخره واعتزازه لمشاركته في هذه الندوة العلمية شديدة الأهمية في رحاب كلية الحقوق العريقة التي أنجبت لـ مصر علماء وأعلام في القانون والقضاء، مشيرًا إلى أن القضية التي يناقشها المؤتمر من أهم القضايا المعاصرة ومحط اهتمام الجميع من الناحية الشرعية والقانونية.
وأكد المحافظ، على أن جامعة المنصورة شريك أساسي مع المحافظة في تقديم كافة الخدمات للمواطنين وفي مقدمتها الرعاية الصحية بالإضافة إلي مشاركتها في تطوير العديد من القطاعات الخدمية.
وأشار الدكتور وليد الشناوي، أن كليةُ الحقوقِ أولتْ اهتمامَها بأبرزِ هذه الظواهرِ والمشكلاتِ، وأخضعتها للبحثِ والتحليلِ بُغيةَ التوصلِ إلى مقترحاتٍ وتوصياتٍ تكونُ عونًا لمتخذي القراراتِ وواضعي السياساتِ، وقد رأتْ الكليةُ، أن عرض موضوع نقلِ وزراعةِ الأعضاءِ البشرية، وذلك لمناقشةِ الضوابطِ والإجراءاتِ والمحظوراتِ الواجبِ مراعاتُها في مجالِ ممارسةِ هذه العمليات، وبحثِ ما إذا كان القانونُ الحالي- قانون تنظيم الأعضاء البشرية رقم 5 لسنة 2010، وبحثُ ما إذا كان هذا القانونُ يواجه مشكلاتٍ أو عقباتٍ في التطبيقِ العملي، وما إذا كان يحتاجُ إلى تعديلاتٍ.
وأشار الدكتور علاء التميمي، أن البشرية تشهد تقدمًا سريعًا وملموسًا في شئون الحياة ومن أهم هذه المعطيات قضية نقل الأعضاء البشرية وهى من القضايا الشائكة التى تعددت وتضاربت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض، ولقد أثارت عملية نقل و زراعة الأعضاء العديد من المشكلات على المستويات الأخلاقية والدينية والطبية والقانونية، وعلى الرغم من صدور قانون تنظيم الأعضاء البشرية رقم 5 لسنة 2010المعدل بالقانون رقم 142 لسنة 2017 ولائحته التنفيذية، حيث يعد بمثابة بازغة أمل للقضاء على التجارة الغير مشروعة للأعضاء البشرية الا أن الجدل حول هذه القضية يشغل مساحة كبيرة من اهتمامات النخبة، ولقد أولت القيادة السياسية اهتمام كبيرًا بملف زراعة الأعضاء ويتم حالياً إنشاء مركز مصري لزراعة ونقل الأعضاء وفقًا للمعايير العالمية لخدمة المرضى والتخفيف عن كاهلم وأسرهم.