قال علي أبو سرحان الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، إن زيارة بيني جانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، إلى واشنطن، أمس الأحد، رغم عدم موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاءت لأن نتنياهو يضع إسرائيل بشعبها في حقيبة وهو سيد القرار السياسي والعسكري بما فيه مجلس الحرب المصغر؛ لذلك جاءت الدعوة الامريكية لـ بيني جانتس، والذي هو جزء من تركيبة الكبينت الإسرائيلي «مجلس الوزراء»؛ لأن نتنياهو لم يلتفت للضغوطات الأمريكية، ولا للنصائح، ولم ينتبه للتحذيرات أيضًا.
وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: لذلك ينظر إلى دعوة جانتس على أنها «رسالة غضب واحتجاج على سياسة نتنياهو» التى تحرج أمريكيا وحلفاءها أمام العالم.
وأشار إلى أن ربما تأكدت أمريكا أن نتنياهو يريد توريط الولايات المتحدة في حرب بالمنطقة، بل أصبح قرار توسع رقعة الحرب مسألة وقت، خاصة على الجبهة اللبنانية مما يدفع بفتح جبهات جديدة، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة.
وتابع: إضافة إلى قرب حلول شهر رمضان الكريم، ومع ذلك ما زالت المفاوضات على جبهة غزة متعثرة؛ نتيجة خداع نتنياهو المستمر، مؤكدًا أن الولايات المتحدة علمت أن الأسرى الإسرائيليين مجرد ورقة لصداع وخداع الجمهور الإسرائيلي وهي ليست ذات قيمه لدى نتنياهو، والولايات المتحدة من خلال دعوة جانتس تريد الضغط على نتنياهو وفرملت طموحاته المجنونة، وهي تعلم أن الوقت ليس في صالحها في استمرار الحرب على غزة، لعدة اعتبارات داخلية وانتخابية، وأيضًا استراتيجية، من حيث التوقيت والأهداف بعد أن أيقنت أن أهداف نتنياهو «شخصية».
واستكمل: نتنياهو أدخل الولايات المتحدة في منطقة حرجة، وسط تهديده بدخول رفح، من جهة أخرى إعطاء صلاحيات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير؛ بالعبث في المسجد الأقصى المبارك، وهو بمثابة صاعق قد يدفع بتفجير المنطقة بأسرها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تنظر لـ جانتس على أنه الحصان الأسود، الذي يستطيع إجبار نتنياهو على التراجع، والانصياع للمصالح الأمريكية، وربما اذا فشل يطالب بإعلان من الانسحاب بصحبة رفيقه آيزنكوت عضو مجلس الحرب الإسرائيلي من الكبينت وترك نتنياهو يواجه مصير أهدافه الشخصية.