أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تسريبات ألمانيا الأخيرة حول كيفية توجيه ضربة لجسر القرم الواقع تحت السيطرة الروسية تنذر بقيام حلف شمال الأطلنطي (الناتو) بخطوة غير محسوبة في أوكرانيا.
وأشار كاتب المقال سيمون جينكنز كذلك إلى أن ما ورد في التسجيل الصوتي للضباط الألمان حول إرسال صواريخ من طراز "توروس" بعيدة المدى إلى القوات الأوكرانية يوحي أن الدول الغربية أصبحت على حافة القيام بمغامرة غير محسوبة العواقب وتصعيد غير ذي جدوى في أوكرانيا.
ولفت المقال إلى أن التسريبات الألمانية أسهمت في تأكيد الموقف الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حرب أوكرانيا ليست مجرد حرب بين القوات الروسية والأوكرانية فحسب ولكنها من جانب جميع الدول الغربية ضد روسيا، واصفا إياها بأنها حرب بالوكالة تقوم فيها أوكرانيا بدور الوكيل عن الدول الغربية.
وأوضح المقال أن الهدف المعلن من جانب الدول الغربية فيما يخص تلك الحرب هو إحباط الجهود الروسية لإسقاط حكومة كييف، مشيرا إلى أن الدول الغربية تمكنت من تحقيق هذا الهدف حتى الآن بفضل المساعدات العسكرية التي قدمتها ل أوكرانيا إلا أنه أصبح من الواضح أن دول الناتو تغامر بتصعيد صراع بين طرفين إلى حرب واسعة النطاق قد تشمل قارة بأكملها.
وأضاف أنه بات كذلك من الواضح أن الحرب في أوكرانيا وصلت إلى مرحلة الجمود في الوقت الذي فقدت فيه جهود الناتو كل عناصر التنسيق والتناغم فيما بينها إلى الحد الذي ينذر بخروج تلك الحرب عن السيطرة، موضحا أنه منذ بداية الحرب قبل عامين لم يفعل قادة الدول الغربية شيئا سوى القيام بزيارات للرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي لمناقشة سبل تحقيق النصر على القوات الروسية.
كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - وفقا للمقال - اكتفى مؤخرا بطرح اقتراح بإرسال قوات من الدول الغربية للقتال في صفوف القوات الأوكرانية في الوقت الذي يناقش فيه قادة الجيش الألماني سبل التصعيد وهو الموقف الذي يتعامل معه المستشار الألماني أولاف شولتز بحذر.
أما فيما يخص العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية فإنها فشلت فشلا ذريعا ولم تسفر عن أية نتائج إيجابية إلا أنها فقط ألقت بظلالها السلبية على الاقتصاد العالمي ولم تسهم في تدمير الاقتصاد الروسي كما كان مخطط لها ولم تفلح كذلك في إقناع الرئيس بوتين بالعدول عن موقفه بشأن الحرب في أوكرانيا.
ولفت المقال، في هذا الصدد، إلى أن التوقعات تشير إلى أن معدلات النمو الاقتصادي الروسي للعام الحالي سوف تفوق معدلات النمو في بريطانيا.
وفي الختام.. أوضح المقال أن فشل التدخلات العسكرية من جانب الدول الغربية على مدار ما يقرب من ربع قرن من الزمان كان يجب أن يعلم القادة الغربيين درسا بعدم جدوى تلك التدخلات ولكن من الواضح أنهم لم يستفيدوا من هذا الدرس.