مما لاشك فيه أن المرأة أصبحت قوة عاملة مؤثرة في النشاط الإقتصادي و المجالات التجارية والصناعية المختلفة ،كما أنها تطرقت في وظائف ومهن صعبة وخطيرة يهابها ويخشاها الرجال ،كما أنها اخترقت مجالات تكنولوجية وتطبيقية صعبة ومعقدة وغير تقليدية ، ومع طبيعة العصر الحالي التي تتميز بأنها شديدة التقلبات وحادة التغيرات ،بات على المرأة ان تواجه ظروف عمل غير اعتيادية ،واضطرتها سرعة الأحداث والتفاصيل الى العمل من المنزل في كثير من الأحيان ،فتحول بيتها من مملكتها الخاصة الى مكتب عمل يأخذ منها جزء كبير من التركيز والإنتباه الذي توفره لبيتها وأسرتها .
وهكذا صار على المرأة العاملة التي تخطط لنجاحها الشخصي والمهني في عملها ،ان تستعد للعمل من منزلها لفترات طويلة حتى تتمكن من توفير الوقت والجهد الذي تبذله في التنقل ما بين بيتها ومقر عملها ، وهذا الأمر لايتم الا إذا استطاعت وتمكنت من عمل التوازن اللازم والضروري بين إدارة أسرتها وإدارة عملها في آنٍ واحد .
ولا خلاف على ان هناك مزايا عديدة للعمل من المكتب للمرأة العاملة، حيث يتيح لها العمل من المكتب مساحة لأداء مهامها الوظيفية تتمتع بالخصوصية تساعدها على تكريس كل الوقت والتركيز على المهام الرئيسية ، أما العمل من المنزل فيمنحها الكثير من المرونة والراحة، وقد يكون العمل من المنزل مع الأطفال الصغار حلاً جيداً عندما لا يكون لديك خيار توظيف جليسة أطفال. وهنا يقع على الأم البقاء في المنزل وتحمُّل عبء العمل ورعاية أطفالها في الوقت نفسه، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام، نقدم مجموعة من الأفكار العملية التي مهمة تساعد المرأة عند العمل من المنزل، وما يجب مراعاته عند العمل من المنزل مع الأطفال الصغار ،كي تحقق النجاح المطلوب في عملها دون ان تتأثر أسرتها ، وهذه الطرق السبع هى :
١- توفير مساحة العمل الخاصة.
من أول الأشياء التي يجب أن تضعها المرأة العاملة في اعتبارها عند العمل من المنزل هى توفير مساحة مكانية خاصة للعمل ، أو إنشاء مساحة جديدة للعمل إذا لم تكن المساحة متوفرة بالفعل .
٢- تجهيز مساحة العمل .
بمعنى جعلها مساحة متكاملة للعمل يتوافر بها كل الاحتياجات المطلوبة للعمل وأداء المهام الوظيفية ويجب ان تكون مماثلة لمساحة العمل الوظيفية بمقر العمل حتى تجعل ذهنك وعقلك مقتنعان تماما بأنهما في بيئة العمل مما يمنحك القوة ، ويساعدك على أن تشعري فيه بالأمان والتركيز.
٣- وضع جدول زمني للعمل .
جدولة وتنظيم وقت العمل أمراً ضرورياً للمرأة العاملة عند العمل من المنزل، لذلك يجب تحديد جدول زمني والالتزام به؛ حتى يتكيف أطفالك وأفراد الأسرة الآخرون، وإلا فسوف يصبح الأمر فوضوياً
وهذه الخطوة هى الأهم إذ يمكن من خلالها ان تفشل كل الخطوات او تنجح حسب جودتها ودقتها .
٤- الاستيقاظ مبكراً.
الاستيقاظ قبل أي شخص آخر في أفراد أسرتك، والعمل لساعتين بهدوء مع كوب من القهوة أو الشاي الساخن. وربما يكون الأمر صعباً في البداية، ولكن بعد ذلك تلاحظين مقدار ما يمكنك إنجازه فعلياً في الساعات الأولى من اليوم، ومدى سعادتك بتخصيص بعض الوقت لتناول الإفطار مع عائلتك بعد الأنتهاء من العمل.
٥ - فترات الراحة والاسترخاء.
الراحة ليست ترفًا تنعم به المرأة العاملة ،بل هى جزء هام وضروري من عناصر نجاحها ،حيث توفر لها فترات الراحة والاسترخاء والاستجمام الهدوء النفسي والصفاء الذهني واستعادة الجسم لنشاطه وحيويته ،ويمكنك تنظيم فترات الراحة بالتزامن مع فترات الراحة التي يحصل أفراد أسرتك ،او في فترات أخرى بحيث إذا كان أطفالك معتادون على أخذ بعض الوقت في اللعب او النوم ، فهذه فرصة ممتازة بالنسبة لك لإنجاز المهام الوظيفية خلال تلك القترة.
٦- تخصيص المهام الوظيفية.
لكي تتمكن المرأة العاملة من تقسيم الوقت بين العمل من بيتها ومقر عملها يجب ان توزع المهام الوظيفية الخاصة بعملها بحيث تؤدي المهام العادية والتقليدية والروتينية من المنزل ،بينما تدخر وقت عملها من نقر العمل للمهام الصعبة والاجتماعات ومراجعة القرارات والإجراءات الوظيفية وغيرها ، وبهذه الطريقة ستكون لديها مرونة في تنفيذ المهام فتمنع تراكمها وتنفذها بشكل أسرع وأكثر جودة .
٧- التعلم المستمر وتطوير الذات .
لا يقتصر النجاح في العمل على الحصول على المناصب الوظيفية فحسب، بل يمتد ليشمل تبني فكرة التعلم المستمر وتنمية الأفكار والقدرات والمهارات وتطوير الذات بشكل دائم ،حتى تتمكني من متابعة وملاحقة المتغيرات السريعة في مجال عملك او حتى في مجالات الحياة اليومية والمعيشية المختلفة ،فالنجاح لا يتوقف عند الوصول الى قمة كنا نحلم بالوصول إليها بل بالبحث الدائم عن القمم المختلفة وتحقيق الوصول اليها بشكل مستمر ودائم.