تهل علينا خلال ساعات بركة شهر رمضان الكريم.. كلها أيام الله، وفى أيام الله نفحات لعباده المؤمنين وفرصة للتقرب والطاعة وأداء الفروض والزكاة وصلة الرحم والرفق بالناس والتعامل مع الكل بلطف وبأخلاق الإسلام.
فرمضان شهر نزل فيه القرآن، وبه خير أيام الله ليلة القدر.
وقد خص الله ليالى رمضان بالقيام والتهجد وأداء الطاعات والدعاء، فالدعاء مخ العبادة وصلة بين العبد وربه قد يدخر منه للإنسان وقد يستجاب منه، والمهم فى العبادة والدعاء بصفة خاصة هو الإخلاص فى العمل والدعاء بقلب خاشع وأدب مع الله فى مخاطبته والتضرع إليه كى يقبل دعاءنا ويرحم موتانا ونبلغ رمضان ونخرج منه كاسبين غير خزايا ولا محرومين بإذن الله.
أما فى النهار، فيحثنا القرآن على العمل فيه وإعطاء نموذج طيب للمسلم، وكيف يتعامل مع أخيه، وكيف يؤدى الطاعات، وكيف يكون نموذجا مثاليا.
العمل هو الأساس، والصيام لن يمنعنا من ذلك، بل على العكس، فالانتصارات الإسلامية الكثيرة قد تحقق منها الكثير فى شهر رمضان ، وأشهرها فى العصر الحديث حرب أكتوبر، التى كانت فى العاشر من رمضان، ورأينا كيف انتصر الجيش المصري وأعاد الهيبة للأمة واسترد الأرض، وكان ذلك فى شهر رمضان.
نأمل أن يكون رمضان عبرة لنا وفرصة فى العمل بجد والعودة إلى الله ونأمل عفوه وتوبته ومغفرته بأن نصل الرحم وندعو لموتانا بالمغفرة وقبول العمل والعفو عن سيئاتهم.
شهر رمضان تكثر فيه قراءة القرآن والتدبر فى معانيه وحضور جلسات العلم والسعى إلى المساجد وإعمارها واصطحاب الأبناء وخاصة الأطفال لكى ننقل إليهم هذه المشاعر وخاصة فى السن الصغيرة، وأيضًا الأسرة لابد أن تكون هناك ساعة لتدبر القرآن يوميًا وقيام الليل فهى بركة فى الرزق.
غزة وشهر رمضان
تدور المفاوضات بالقاهرة على أشدها برعاية مصرية وأطراف أخرى «قطر وأمريكا وإسرائيل» للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد حرب طويلة لم تبق فى غزة ولا تذر، حصدت أرواح الشباب والشيوخ والنساء والأطفال ودمرت البنية التحتية.. ندعو الله أن يوفق الحاضرون إلى سبيل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين فى السجون الإسرائيلية.
شعب أصبح بلا مأوى ولا طعام ولا أمان، ومن الصعب وصول الطعام أو إعانة الجرحى أو دفن الموتى من الشهداء جراء حرب تدميرية لم يشهد التاريخ مثلها من قبل.
فرصة لنستطيع إدخال الإمدادات اللازمة قبل أو أثناء رمضان بدلا من النقل من الجو بعودة الأمن إلى فلسطين وكل مناطق الحرب ببركة الشهر الكريم وسعى مصر والأشقاء العرب.
لقد عجزت الإنسانية عن الوقوف ضد آلة الحرب التدميرية الإسرائيلية وإجبارها على احترام المواثيق أو المعاهدات الدولية.
التعويم والجنيه المصري
بعد صفقة رأس الحكمة بدأ الأربعاء الماضى التعويم للجنيه المصرى وهو التعويم الخامس، أرجو لهذه الخطوة كل التوفيق ومساندة من الحكومة والشعب، وأن تكون خطوة مدروسة مع أمور اقتصادية أخرى من قرارات لتشغيل المصانع المتوقفة وإدارة الاقتصاد بطريقة احترافية لتكون هذه الخطوة ناجحة.
الطريق ليس ممهدا، ونأمل عدم الاكتفاء بالاقتصاد الريعى من السياحة وقناة السويس و رأس الحكمة وغيرها من أدوات الاقتصاد الريعى.
نحن نريد اقتصادا إنتاجيا فى الزراعة والصناعة والبرمجيات وإنتاج احتياجاتنا بنسبة تحمينا من التقلبات وتكون لنا هوية اقتصادية واضحة ورقابة على الأسواق وقطع يد المستغلين لأقوات الشعب والمتاجرين به..
لقد تحول الدولار فى الفترة الأخيرة إلى سلعة تباع وتشترى وليس عملة كمثلها من العملات يغطيها إنتاج ورصيد لدى البنك المركزى للتدخل فى الوقت المناسب.
نأمل أن تكون هناك مجموعة محترفة تدير اقتصادنا وتضع له رؤية تكون على رأس أولوياتنا، لدينا الكثير والكثير ولكن ينقصنا التنظيم والرؤية للمستقبل.. أين خطط السنوات الخمس؟.. أين رؤية خبراء الاقتصاد؟.. أين الأولويات فى إدارة الاقتصاد؟!
الصعيد مرة أخرى
أحيانا تضطرنى ظروف العمل إلى زيارة محافظات الصعيد كل فترة وأخرى، والمرة الأخيرة الأسبوع الماضى كانت مشاهداتى..
مازال الطريق الغربى من أسيوط إلى المنيا الخدمات الموجودة قليلة جدًا، والتحويلات التى فى الطريق للإصلاح منذ أكثر من عامين لم تتم، على الرغم من ظلمة الطريق ليلا وخطورته على مستخدميه..
ما السبب فى عدم إصلاح هذه التحويلات؟.. أيضا الطريق أمام كمين الطريق، كله مطبات وغير مضاء على الرغم من أن هناك رسوما تدفع يوميا ويستمر هذا إلى سوهاج أيضا!!
هل هناك إصلاحات تستمر عامين أو أكثر وهذه المسافات بلا خدمات..
مداخل المدن من الطريق إلى داخل أسيوط فى منتهى السوء ويبدو أن هناك بندا لإعادة رصفه، إلى متى يظل هذا الوضع؟!
أيضا ذلك مع سوهاج وغالبا مداخل المحافظات من الطريق تحتاج إلى إعادة نظر من حيث الرصف والإضاءة وتجميل هذه المداخل..
فإذ لم تنتبه ستمر على مدخل أسيوط وتستمر إلى سوهاج، لأنه ليس هناك علامات إرشادية، العلامات الإرشادية فى كل الطريق تحتاج إلى مراجعة مع إنارة ما أمكن من الطريق ووضع خدمات مناسبة يستطيع المستخدم للطريق الجلوس بها والحصول على ما يتمناه من خدمات..
هل بعد كل هذا الاهتمام من القيادة السياسية نحتاج إلى كل هذا الحديث عن الطرق التى أقيمت على أفضل مستوى ولكن بعض اللمسات تفقد ما تم عمله من قيمة!!
هذا إلى جانب عدم وجود تغطية لشبكات المحمول فى بعض المناطق بالطريق لضعفها أو عدم وجودها للإنقاذ أو التحدث فى حالة الحاجة.
أضف إلى ذلك الإذاعات المحلية أو إذاعة القاهرة أو صوت العرب.. لا توجد خدمات إذاعية من الفيوم إلى سوهاج طوال الطريق.
مع أن هذا الطريق يستخدمه ملايين البشر والآلاف من السيارات لنقل البضائع من وإلى القاهرة..
عملنا الكثير ومتبقى القليل وهذا عيب فينا، عدم اكتمال العمل بالشكل المناسب أو الصيانة بعد الاستخدام..
نحتاج إلى نظرة جديدة ومختلفة لطرق الصعيد بصفة عامة، وكثير من الخدمات داخل المحافظات.
وعلى الرغم أن الكثير من محافظات قبلى يقطنها الكثير من رجال الأعمال والسياحة، ولكن نحتاج إلى رؤية جمالية مختلفة وأن تمتد إليها رؤية جهاز التنسيق الحضارى لأن هذه المحافظات تستحق، ولكى نستفيد من الجامعات الإقليمية بها والكفاءات العلمية بها.