خاص| إعلامية فلسطينية: بهجة شهر رمضان لم تدق قلوبنا.. وكل أسرة بها جرح مختلف

خاص| إعلامية فلسطينية: بهجة شهر رمضان لم تدق قلوبنا.. وكل أسرة بها جرح مختلفسالي ثابت

ثقافة وفنون13-3-2024 | 04:53

قالت سالي ثابت الإعلامية والمراسلة الميدانية بقناة الكوفية الفلسطينية، إن شهر رمضان المبارك جاء هذا العام على الشعب الفلسطيني، بشكلٍ مختلف تمامًا عن أي رمضان هل على فلسطين في السنوات الماضية، مضيفا: كل عام كنا ننتظر قدوم شهر رمضان ونحن في منازلنا، نستعد لتحضير كل المستلزمات اللازمة من أطعمة ومشروبات وحلويات، والفوانيس وأفرع الزينة والإضاءة؛ فرحًا لقدوم رمضان، كان هناك «بهجة جميلة تحلق في سماء فلسطين» فرحا بهذا الشهر الفضيل، وحتى فكرة التسوق لشراء المستلزمات يكون لها فرحة ومظهر خاص.

وأضافت في تصريح خاص لـ«دار المعارف»: لكن هذا العام حُرمنا من أي مظهر من مظاهر البهجة، الجميع مهوم وحزين، كل أسرة بها جرح مختلف هناك أسرة بها شهداء، وأخري بها جرحى ومصابين، وأسرة ثانية فقدت منزلها وابناءها معًا، حتى هذه اللحظة فقدت فلسطين حوالي 30 ألف شهيد من أبنائنا، وهناك 72 ألف إصابة، غير الجرحى والمفقدين والأسرى، «الجوع والضياع خيم على سماء غزة» الموت ساكن بين الأهالي، ومن لم يمت برصاص الاحتلال يمت من الجوع والمرض.

وتابعت: الناس في شمال القطاع صائمين بالفعل قبل قدوم شهر رمضان؛ لأن لا يوجد أي طعام أو شراب نهائي، ولكن صيامهم مختلف فهم يصومون دون أن يفطروا، صيام متواصل، والعائلات التي قامت بتزين الخيام فعلت هذا فقط لتدخل السرور على «قلوب الأطفال التي انكسرت» دون ذنب، ولكن إجماليًا الفرحة الحقيقية لم تدق قلوبنا حتى الآن.

واستكملت: الجميع هنا يفتقد أدنى مقومات الحياة الكريمة، وحاملين هم قدوم هذا الشهر الكريم ونحن بعيد عن بيوتنا وبيئتنا، لا نعرف كيف سنوفر الطعام والشراب، وحتى الخشب الذي أصبح بديل البوتجازات عندنا، أصبح غير متوفر حتى نشعل النار من خلاله ونطهي الطعام، والخيم والملحقات تضم أكثر من 40 شخص يعني لا شئ يكفي هنا، رمضان صعب جدا جدا هذا العام، ونفتقد لأجواءه الجميلة، ومع الأسف الحرب مستمرة وسيسقط مزيدًا من الشهداء والمصابين في هذا الشهر الفضيل؛ بسبب الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي لا تعرف الرحمة سبيل له.

وأشارت إلى أن رمضان المفترض في جميع الدول العربية والإسلامية له مظاهر تسعد قلوب الجميع، ما عدا هذا العام في فلسطين، الناس ما زالت في الشوارع وتحت الانقاض، وكل أمل الأهالي الرجوع إلى غزة، ومظاهر الفرح والسعادة وفانوس رمضان وكل هذه الأجواء بصراحة نكذب على حالنا أن أظهارنا فرحتنا؛ لأن كل شئ غالي ويُباع أن وُجد في الأسواق بأسعار خيالية، والشغل الشاغل الآن الذي يهم كل الناس هو الرجوع على غزة، وهذا شرط من شروط الهدنة أن سكان غزة يرجعوا إليها، ولكن الحرب مستمرة منذ خمسة أشهر والسادس على الأبواب، ولا يوجد أي سماح حتى الآن لنا بالرجوع إلى منازلنا، ومتواجدين في أماكن لا نرغب بالبقاء فيها الجميع اشتاق إلى بيته و«الذي فقد بيته يريد الرجوع حتى وأن كان سيقيم فوق ترابه».

واختتمت حديثها، قائلة: لا أحد يستطيع التأقلم مع الوضع، والأماكن المتواجدين فيها الآن سيئة جدا، لا يتوفر بها مقومات الحياة الأساسية، كل شئ شحيح، ويوم الخميس 7 مارس، المطرة أغرفت الخيام، بشكلٍ كبير، ولا يوجد وسائل تدفية حتى للأطفال، رمضان مختلف وكل أسرة تفتقد حبيب وغالي كان معانا في رمضان السنين الماضية، فقدنا أهل وأحباب وجيران، رمضان هذا العام حامل في طياته حزن ومأساة وكآبة كبيرة، ومن تجربة شخصية مع النزوح والشتات والدمار، «قلوبنا حزينة بمعنى الكلمة».

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2