لوموند: ماكرون يدرس إرسال قوات إلى أوكرانيا

لوموند: ماكرون يدرس إرسال قوات إلى أوكرانياماكرون

عرب وعالم14-3-2024 | 22:36

ذكرت صحيفة "لوموند" أن فرنسا قلقة من "ضعف" الجيش الأوكرانى ، وتدرس خيار إرسال قوات عسكرية لأوكرانيا، لكنها تخشى من التصعيد.

وأشارت الصحيفة إلى أن باريس تشعر بالقلق بسبب ضعف القوات الأوكرانية ، وقد سبق وناقشت السلطات الفرنسية فى عام 2023 بسرية تامة مسألة إرسال قوات لـ أوكرانيا .

تحديدا أثيرت هذه القضية فى اجتماع لمجلس الوزراء عقد فى 12 يونيو 2023، فى أعقاب الإخفاقات الأولى التى رافقت الهجوم المضاد الذى شنته القوات المسلحة الأوكرانية فى الصيف على مواقع القوات المسلحة الروسية.

وتتحدث الصحيفة أيضًا عن حادثة وقعت قبل أيام قليلة من تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون التى قالها في 26 فبراير، وأكد أنه "لا يمكن استبعاد أى شىء" فى سياق مساعدة أوكرانيا.

وفى 21 فبراير، تلقى ماكرون فى قصر الإليزيه وبيده كأس الويسكى التهانى بعد مراسم نقل رفات المشارك الأرمنى فى حركة المقاومة الفرنسية ميساك مانوسيان، وتطرق حينها إلى الوضع فى أوكرانيا قائلا: على أية حال، فى العام المقبل سأضطر إلى إرسال أشخاص إلى أوديسا.

وتستشهد الصحيفة بكلمات رئيس أركان القوات البرية الفرنسية، الجنرال بيير تشيل، الذى أوضح أن كلمات ماكرون حول احتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا هى فى المقام الأول رسالة سياسية واستراتيجية موجهة إلى روسيا توحى بالاستعداد لمثل هذا الأمر.

وأشار القائد العسكرى إلى أن مهمة الجيش فى هذه الظروف هى إعداد خيارات مناسبة لمساعدة رئيس الجمهورية على اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية.

تصريحات مثيرة للجدل
تشير الصحيفة إلى حدوث تغييرات حادة فى سلوك الرئيس الفرنسى خلال الصراع: من الدعوة لــ "عدم إذلال روسيا" وإجراء مكالمات هاتفية مع الكرملين إلى إطلاق تصريحات حول التخلى عن القيود فى سياق تقديم المساعدة لأوكرانيا. هناك اعتقاد سائد بين الخبراء بأن ماكرون أصيب بخيبة أمل بعد بذله جهودا دبلوماسية غير ناجحة، فقرر التخلى فى النهاية عن دور الوسيط.

كما أن ماكرون منزعج من الانتقادات الموجهة إلى باريس بسبب عدم كفاية الدعم المقدم لكييف، على خلفية ذلك نشرت وزارة القوات المسلحة الفرنسية قائمة موجزة بالمساعدات المقدمة، وهى خطوة لطالما رفضت باريس القيام بها.

ولكن فى أوروبا، يشكل التغيير المفاجئ فى المسار الفرنسى أمرا محيراً إلى حد ما. فقد نقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء البرتغالى أنطونيو كوستا قوله: الرئيس ماكرون يطرح فكرة، وخلال فترة تفكيرنا بالرد عليه، يسارع إلى اقتراح ثلاث أفكار جديدة معاكسة.

وبحسب صحيفة لوموند، تصريح ماكرون العلنى بأنه "لا يستبعد أى شىء" بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا "أذهل" الحلفاء فى الولايات المتحدة.

الصراع السياسى الداخلى
وتشير الصحيفة إلى أن خطاب الرئيس العدوانى تمليه، عدة عوامل من أبرزها الرغبة فى تسجيل نقاط سياسية فى الانتخابات المقبلة للبرلمان الأوروبى، حيث يتهم المنافس الرئيسى، حزب التجمع الوطنى، بالإفراط فى الولاء لروسيا. ويريدون إجبار زعيم الحزب جوردان بارديلا على تحديد مساره: ما إذا كان يدعم سلطات كييف الحالية أم لا.
وخلصت لوموند للقول: أن مبادرة الرئيس الفرنسى، التى لم يتم فهمها بشكل جيد على المستوى الدولى، يجد الفرنسيون صعوبة فى فهمها، لا سيما أولئك الذين يرفضون فكرة إرسال قوات إلى أوديسا".

ويشير استطلاع رأى أجرته "إيلابى" ونشر فى 14 مارس، إلى أن أكثر من نصف الفرنسيين (57%) يرون أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تصرف بشكل خاطئ عندما طرح فكرة إرسال الجيش إلى أوكرانيا.

ويعتقد المشاركون فى الاستطلاع أن خطاب رئيس الدولة يمكن أن يولد خلافات مع الدول الغربية ويزيد من مستوى التوتر فى العلاقات الفرنسية الروسية.

وعارض 51% من المستطلع رأيهم تخصيص 3 مليارات يورو لدعم أوكرانيا كجزء من اتفاقية التعاون الأمنى الموقعة فى 16 فبراير بين ماكرون والرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى.

أضف تعليق