في الشهر الكريم هناك أمور كثيرة مختلفة ومشاعر وتقرب إلى الله بالعمل الصالح.. عسى أن يكون شهر فائدة وحصاد للإنسان.
الذكريات
دائمًا الحنين لأيام الطفولة والشباب في الأيام الماضية، ومقارنة يعقدها الإنسان دائمًا، أو كل فترة.. فكيف وإني ولدت في الجمالية الحي الذي يقع فيه المقام الحسيني، والعديد من آل البيت الذين يحظون بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين، خاصة أن أهل مصر يعشقون أهل البيت ولهم في سلوكهم ومسيرتهم قدوة نتآسي بها.
فالصلاة في المسجد الحسيني في رمضان لها أثر خاص في نفس المسلم، خاصة أهل المنطقة و الجامع الأزهر .. والمنطقة كلها لا تنام خلال شهر رمضان ، وأيضًا لمشروبات رمضان زمان، والخبز الجميل يطرح في الأفران لأهل المنطقة، ومحلات الألبان والزبادي الشهيرة بالمنطقة، كذلك الحلويات و الكنافة و القطايف وغيرها من الحلويات الشرقية، التي لا تخلو مائدة رمضان منها.
أما الياميش والمكسرات فقد كانت أسعارها زمان معقولة، والآن أصبحت شيئا آخر نار نار والبعد عنها مكسب، وإذا أصريت فالقليل منها مستحب.
وكانت الزيارات إلي الأهل والأقارب لا تخلو من هذه الأصناف، وخاصة المكسرات المحلية من البلح، والسوداني، والتمر هندي كمشروبات وأيضًا قمر الدين.. ولكن الغلاء وارتفاع الأسعار وضع بصمة واضحة علي ما سبق، وأصبح المواطن إما أن يقلل أو يمتنع وليس هناك بديل.
السهرات الرمضانية
في نفس الحي لدينا قصر الغوري ، و قهوة الفيشاوي ، وحديثًا نجيب محفوظ وغيرها من الجلسات في المقاهي في شارع المعز إلي السحور، وطبعًا السحور يتناولون فيه الفول والطعمية أحيانًا والطرشي، خاصة أن المنطقة بها العديد من معامل الطرشي الشهيرة.
التكافل الاجتماعي
من أهم سمات رمضان هو التكافل الاجتماعي، فكل حي يكرم الفقراء والمحتاجين، بل وأصحاب السبيل، فتقام موائد رمضان للإفطار والسحور للجميع فلا يوجد في رمضان جائع.
وكان يتم كل ذلك في أحيائنا القديمة دون ضجيج، ولكن هذه الأيام أصبح التليفزيون يضج بالإعلانات من منظمات المجتمع المدني، والجمعيات الخاصة بالبر، ورعاية المحتاجين لها.
الإعلانات زادت الحقيقة عن الحد لدرجة أن من يشاهد التليفزيون يشعر أن الجميع فقراء مع اختلاف الرسالة الإعلانية في المقارنات بين الغني والفقير في سلسلة إعلانية مزعجة، وليست جاذبة، بل تفرق بين أفراد المجتمع، ولا تساعد علي التلاحم بين قطاعات المجتمع.
هل هناك من يراجع المادة الإعلانية، وأثرها علي المجتمع قبل النشر أو الإعداد؟.. يبدو أن هذا السؤال مازال مستمرا منذ سنوات، فهناك العديد من الصيغ الإعلانية الهابطة نراها كل عام وخاصة في شهر رمضان تزداد الوتيرة.
شيء أعجبني
هناك برنامج جديد للدكتور علي جمعة المفتي الأسبق، والعالم الجليل يستمع فيه لتساؤلات الأطفال البريئة عن الإسلام ولماذا أنا مسلم، وما هو الدين الإسلامي.. ومقارنات مع الأديان الأخري.
وهل المسلم فقط من سيدخل الجنة؟ أسئلة كثيرة وعفوية ومهمة في نفس الوقت لأطفال في عمر الزهور سعدت بتوجيههم الأسئلة، وسعدت أكثر بالإجابة من العالم الجليل.
برنامج يستحق المشاهدة قبل الإفطار وادعو الأبناء والأحفاد للمشاهدة؛ لأنه سيساعد علي فهم الكثير من التساؤلات التي طرحت، والتي لم تطرح، أو جرؤ أحد علي طرحها.. هي ثقافة إسلامية مستنيرة تساعد علي بناء الوعي.
8.85 مليون متر مكعب من البحر يوميًا
عنوان قرأته لخطة الدولة في المرحلة القادمة في إطار تنويع مصادر المياه وزيادتها لتلبية احتياجات المواطنين وأيضا التوسع الزراعي والاستفادة من سواحل مصر الممتدة من البحر الأحمر إلي البحر المتوسط مع إدخال التكنولوجيا الحديثة لتقليل تكلفة الإنتاج، وذلك ضمن خطة مهمة لمضاعفة إنتاج مصر من مياه البحر التي يتم تحليتها لكافة الاستخدامات.
ويبدأ برنامج تحلية المياه في مصر بسعة إجمالية 3.35 مليون متر مكعب يوميًا في 2025 «مرحلة أولي» ليصل للمستهدف في 2050 بإجمالي 8.85 مليون متر مكعب يوميًا.
بدء توريد القصب
بدء توريد محصول القصب لمصانع السكر ليبدأ زيادة إنتاج السكر من القصب وأيضًا سيبدأ توريد محصول البنجر لتعمل أيضًا المصانع بكامل طاقتها، وذلك للمساهمة في انتهاء الأزمة.
ولكن قبل الأزمة في الإنتاج هي أزمة ثقة في توفير المنتج، وظهور المستغلين والوسطاء في الأسواق ليلعبوا دورًا سيئا جدا في خلق الأزمات وزيادة ثرائهم، ولو علي حساب المواطن الفقير.
بمجرد وجود الشائعات والمستغلين طرفي أي أزمة يفقد المواطن الثقة في الحل.. ويبدأ في التخزين ويشتري المواطن أكثر من حاجته، وتبدأ عملية التخزين وتصاعد الأزمة.
أذكر أن شركة السكر والصناعات التكاملية كانت من الشركات التي نفخر بها، بل وتصدر إلي خارج مصر، وكانت نموذجا للإدارة الناجحة إلي أن توقف إنتاج مصنع سكر أبو قرقاص عن العمل، والذي بدأ منذ أكثر من مائة عام.
آمل أن تعود مصانع السكر للعمل بطاقتها الكاملة، ويتم توريد المحصول للمصانع أولًا، وقبل مصانع إنتاج العسل الأسود، الذي ارتفع سعره من عشرة جنيهات للكيلو إلي أربعين أو خمسين جنيهًا للكيلو الآن.
القصب سلعة استراتيجية لإنتاج السكر، ومازال البنجر لا يغطي نسبة كبيرة من الإنتاج.. ولدينا العديد من المشروعات التي تمكننا من سد الاحتياجات والتصدير، وأعتقد أن هذا المبدأ طالبت به القيادة السياسية في العديد من اللقاءات لتوفير العملة الصعبة وآملنا في الغد كبير... رمضان كريم .