بدأ شهر رمضان الكريم على أمة محمد (صل الله عليه وسلم)، حيث يكثر الناس فى هذه الأيام المباركة من فعل الخيرات والتقرب إلى الله بالتصدق، ولو بأقل القليل ومساعدة الناس فى قضاء حوائجهم، وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي (ﷺ) أنه قال..لن تؤمنوا حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة رواه الطبراني. بأن الكل يرحم بعضهم بعضا، الأب يرحم الابن، والزوج يرحم الزوجة، والغني يرحم الفقير، والقوى يرحم الضعيف، والجار يرحم جاره، ورئيس العمل يرحم المرؤوسين، الكل يتراحم فيما بينهم حتى يصدق فينا قول النبى (ﷺ) عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما عن النبي (ﷺ) أنه قال: مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (البخاري ومسلم)، ويقول النبي (ﷺ) من ولى أمر الناسِ، ثم أغلق بابه دون المسكين والمظلوم وذوي الحاجة، أغلق اللهُ تبارك وتعالى أبواب رحمته دون حاجته، رواه أحمد، فـ شهر رمضان هو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى فى شيء من العبادات، كما يتجلى فى الصوم ، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، كما أن هذا الشهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، فكل فرد فينا يغتنم أيامه ولياليه لييسرالله أمركم، ويكتب لكم السعادة فى الدنيا والآخرة والدعاء لأنفسكم وأحبابكم وأهل فلسطين بإزالة الغمة عنهم، وعن كل أمة محمد ويجعل أيام منا فرحا وسعادة وأمنت وأمانا، وكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير وصحو وسعادة.