أكدت دراسة طبية حديثة وجود علاقة وثيقة بين مرض السكر واعتام عدسة العين، حيث تزيد الإصابة ب مرض السكر بشكل كبير من خطر الإصابة بحالات إعتام عدسة العين.
وسعت الدراسة الحالية، التي أجريت في كلية الطب جامعة "نيويورك"، إلى اكتشاف العلاقة المعقدة بين مرض السكر وإعتام عدسة العين، بما في ذلك الأعراض التى يجب مراقبتها وخيارات العلاج .. وتتشكل حالات إعتام عدسة العين عندما تتسبب التغيرات فى ألياف عدسة العين فى أن تصبح أقل شفافية ، مما يعيق الضوء من المرور بوضوح عبر العدسة .. ويمكن أن تختلف الأسباب الكامنة وراء تكوين إعتام عدسة العين، ولكن لدى مرضى السكر ، يلعب إرتفاع مستويات السكر في الدم دورا مهما.
وبمرور الوقت ، يمكن للجلوكوز الزائد فى مجرى الدم أن يغير البنية الدقيقة للعدسة ، مما يؤدى إلى الإصابة بإعتام عدسة العين فى سن مبكرة مقارنة بمن لا يعانون من مرض السكر .. وتؤكد الأدلة البحثية على الصلة القوية بين مرض السكر وزيادة خطر الإصابة بإعتام عدسة العين.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكر أكثر عرضة للإصابة بإعتام عدسة العين بمقدار 2 إلى 5 مرات من أولئك الذين لا يعانون من مرض السكر .. علاوة على ذلك ، يزداد الخطر مع مدة مرض السكري ومستوى التحكم في نسبة السكر في الدم ؛ ويمكن أن تؤدي مستويات السكر في الدم التي يتم التحكم فيها بشكل سيئ إلى تسريع تكوين إعتام عدسة العين .
وتشمل أعراض إعتام عدسة العين ، رؤية غير واضحة أو غائمة ، وحساسية للضوء أو الوهج ، وصعوبة الرؤية فى الليلو، رؤية هالات حول الضوء .. وتغييرات متكررة فى النظارات او العدسات اللاصقة، فضلا عن تلاشى أو إصفرار الألوان .. كما يمكن أن تتفاقم هذه الأعراض تدريجيا ، مما يجعل الإكتشاف المبكر والعلاج أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على جودة الرؤية.
ويشمل علاج إعتام عدسة العين الإزالة الجراحية للعدسة الغائمة، والتى يتم إستبدالها بعد ذلك بعدسة إصطناعية.
وتعد جراحة إعتام عدسة العين واحدة من أكثر الإجراءات شيوعا ونجاحا التى يتم إجراؤها فى جميع أنحاء العالم، بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكر، فإن إدارة مستويات السكر في الدم قبل الجراحة وبعدها أمر بالغ الأهمية لتقليل مخاطر حدوث مضاعفات وتعزيز الشفاء.
وتركز استراتيجيات الوقاية على الحفاظ على التحكم الجيد في نسبة السكر في الدم لتأخير ظهور وتطور إعتام عدسة العين، وتعد فحوصات العين المنتظمة ضرورية للأشخاص المصابين بداء السكر، لأنها تسمح بالكشف المبكر وإدارة ليس فقط إعتام عدسة العين ولكن أيضا حالات العين الأخرى المرتبطة بمرض السكري، مثل اعتلال الشبكية السكر.. كما يمكن أن تلعب خيارات نمط الحياة أيضا دورا في الوقاية من إعتام عدسة العين.
شدد الباحثون على ضرورة الحفاظ على نظام غذائى صحى غنى بالفاكهة والخضراوات بـ مضادات الأكسدة .. الإقلاع عن التدخين ، لأن التدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين .. حماية العينين من التعرض المفرط لأشعة الشمس باستخدام النظارات الشمسية الواقية من الأشعة فوق البنفسجية .. يمكن أن يؤثر الاكتشاف المبكر من خلال فحوصات العين الروتينية بشكل كبير على نتائج مرضى السكر ، مما يسمح بالعلاج في الوقت المناسب والحفاظ على الرؤية.