روح القضية وقوتها.. أمهات فلسطينيات لـ«دار المعارف»: يوم الأم ينكأ الجراح لكن سنظل صامدات

روح القضية وقوتها.. أمهات فلسطينيات لـ«دار المعارف»: يوم الأم ينكأ الجراح لكن سنظل صامداتالقضية الفلسطينية

يأتي يوم 21 مارس للاحتفال بـ«عيد الأم» المصرية، والذي يتزامن أيضًا مع يوم الأم الفلسطينية، تقديرًا وتكريمًا للأمهات، على رسالتهن ودورهن السامي في الحياة، لما يقدمن طوال حياتهن من أجل أبناءهن، ولكن عندما ننظر إلى «الأم الفلسطينية»، نجد أنها تستحق أن يكون كل يوم هو يوم لتكريمها؛ لما تقدمه من تضحيات عظيمة في سبيل أبناءها ووطنها، فهي بطلة كل قصة وحكاية، ومثال يحتذي به في الصبر والصمود، فهي الشهيدة والأسيرة وأم وأخت وزوجة وابنة الشهيد والأسير والجريح، ف الأم الفلسطينية على مدار عقود وما زالت تفقد أبناءها وأحبابها في سبيل وطنها، ومع ذلك تظل صامدة وصابرة متمسكة بحبها لتراب بلدها، حريصة على تنشئة جيل يدرك معنى الوطن والتضحية من أجله.

ورغم صمودها وشموخها، إلا أن عيد الأم ينكأ جراحها على فقدان الشهداء وحزنًا على المعتقلين والجرحى، وخاصةً أنه جاء في هذا العام وسط حرب ضروس؛ أدت إلى استشهاد ما يزيد على 31 ألف فلسطيني، معاناة والآلام مريرة تحاصر الأم الفلسطينية، بين فقد وخوف من الفقد، ولكن مع ذلك يضربن أروع الأمثلة في الثبات والشجاعة والصمود، يؤكدن تمسكهن بواطهن، وعدم التخلي عنه وإن كان الثمن ري تراب الوطن بدماءهن.

وفي هذا الصدد حرصت «بوابة دار المعارف» على نقل شعور ورسائل الأمهات الفلسطينيات في يوم الأم.. ومن ضمنهن الأمهات الأسيرات اللواتي تعرضن للأسر من قبل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ورغم ذلك صامدات قويات يؤكدن تجذروهن بواطنهن كـ جذور زيتونه.. وأهم شئ تحرص عليه الأم الفلسطينية لزرعة داخل أبناءها، للحفاظ على حبهم لوطنهم وصمودهم في وجه الاحتلال، ودفاعهم عن أرضهم وتمسكهم بها.

مناسبة قاسية

تبدأ سالي ثابت، الإعلامية والمراسلة الميدانية بقناة الكوفية الفلسطينية، والنازحة مع عائلتها في مدينة رفح الفلسطينية، قائلة: عندما نتحدث عن يوم عيد الأم تحديدًا بالنسبة لـ أمهات غزة، والنازحات بشكل خاص، فهو «أقسي مناسبة» تمر علينا طوال حياتنا؛ لأننا لن نشعر ببهجة على الإطلاق في هذه المناسبة؛ لأننا نازحات نمر نحن وأولادنا بأوضاع مأساوية، وأولادنا يعانون من حزن كبير جراء ما يحدث لنا، وحتى أنهم أصبحون لا يتذكرون المناسبات، التي ممكن أن يهدوننا فيها شئ، ونحن أيضًا كـ أمهات نعاني بالمعنى الكامل للكلمة «أصبحت المناسبات عندنا منسية» حتى رمضان هل علينا دون أن نشعر ببهجة مثل كل عام، وضعنا مؤلم جدًا، ولن نشعر بأي شئ إلا إذا عدنا إلى منازلنا وإن كانت عبارة عن كوم من الركام، فقط نعود.

الاعتياد على الألم

وبصوت يمزج بين القوة والأسى، أضافت: لكن رغم ما تعانيه المرأة الفلسطينية طوال حياتها، إلا إنها تبقى صامدة وقوية، وسر هذا الصمود، هو «الاعتياد على الألم»، نحن منذ الصغر اعتدنا على الألم وعدم الانكسار معًا، ففي الأنتفاضة الأولى رأينا كيف كانت أمهاتنا على أهب الاستعداد؛ لتأمين حياة أبناءهن، وعندما كان يأخذ المحتل الإسرائيلي أحد من الأبناء كانت الأم تفعل أي شيء حتى تنجي أبناءها، فالأم دائما هي الأب والأم معًا، في حالة غياب الأب، وكل الصمود والتضحية التي تفعله الأم الفلسطينية؛ هي نتاج لما تعلمته من أمها، فنحن ساريات على خطى أمهاتنا، اللواتي دائما كانوا يضربن أروع الأمثلة في الحفاظ على أولادهن من بطش الجيش الإسرائيلي، كما أن الحروب التي اعتدنا عليها، جعلتنا صامدات أكثر وأكثر.

وتابعت: الأم الفلسطينية لديها قدرة على الصبر والتحمل تميزها عن باقي الأمهات، هي الشهيدة وأم الشهيد وبنت الشهيد وأخت الشهيد وزوجة الشهيد، فهي اعتادت على الفقد والوجع، اعتادت على أنها تكون وحيدة، ومع ذلك عليها أن تحرص على تعليم وتربية أبناءها دون أن تنذل أو تحني رأسها.

وبصوت حزين، تستكمل: كما أن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ ستة أشهر غيرت مجرى حياتنا، الكثير من الأمهات فقدن أزواحهن وأبناءهن وبيوتهن معًا، ففي كافة الحروب الماضية عندما كانت الأم تفقد أحد أبناءها أو زوجها، كان يظل بيتها يأويها ويأوي حزنها، ويأتي الأحباب والأقارب والجيران والجميع؛ يواسيها في مصابها، لكن هذه الحرب أكلت الأخضر واليابس نسفت الأرواح والمنازل معًا، وهناك الكثير من الأمهات فقدن جميع عائلاتهن ونزحن من الشمال إلى الجنوب دون وجود أحد معهن، وهي من نصبت الخيمة وحدها وتحمي وتأمن حياة أبناءها، ولا تتذوق النوم حتى لا يصيب مكروه لأبناءها، والظروف القهرية التي تشهدها المرأة الفلسطينية على التي جعلتها «جبارة وقوية» ولابد أن تكون ضد الصدمات على الرغم إنها لا تتخطى الألم والوجع، لكن يجب أن تظهر دائما قوية أمام أبناءها.

الأمان الوحيد

وروت «سالي» معاناة إحدى أقاربها، التي فقدت زوجها وكافة عائلتها، ولم يتبقى لها سوى أبناءها، قائلة: أبنة خالي كانت مقيمة في مدينة جباليا شمال قطاع غزة، استشهد زوجها و18 فرد من عائلتها، ولم يتبقى لبيتها أثر، قصفته آلة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، جاءت إلى رفح لعل تجد مكانًا أكثر أمانًا لأطفالها، وعندما ننظر في وجه أطفالها الذين فقدوا والدهم وجميع أفراد عائلاتهم ولم يتبقى لم سوى والدتهم فقط، نراهم طوال الوقت متشبثين بها لا يتركونها أبدًا؛ «رعبًا وخوفًا من فقدان أمانهم الوحيد في هذه الحياة، وهي الأم».

وأضافت: كل ما تحرص عليه الأم الفلسطينية الآن هو الحفاظ على حياة أبناءها، تريد أن تجعلهم يتخطون الخوف والحزن الذي أنزرع بداخلهم؛ بسبب الحرب، وتريد أن ترسخ في عقولهم أن « فلسطين ستظل تضحي» حتى آخر نفس، وسيظل يسقط شهداء وجرحي حتي تبقى فلسطين صامدة، وبالفعل أبناءنا أعتادون على هذه المشاهد المؤلمة، لكن الثابت الوحيد أن القضية الفلسطينية دائما تكون في الصدارة، نحن أصحاب الأرض والحق وإلينا الشرعية في أرضنا سواء في غزة أو الضفة، وعلى الرغم من أن هذه الحرب تعد من أصعب الحروب التي مرت علينا، لكن أولادنا سيتخطون الآلام، وأن بقيت الذكرى المؤلمة لا تفارقهم، وبالفعل ستبقى ذكريات بشعة وسيئة؛ لأن الحرب حرمتهم من الكثير والكثير من أحبابهم سواء أباءهم وأمهاتهم وأجدادهم وأصحابهم وأخواتهم، لكن سيعتادون على القوة، وستشرق شمسهم وسينادون باسم فلسطين في المستقبل لأنهم هم فعلًا بناة المستقبل.

واختتمت «سالي» حديثها، قائلة: لدي الكثير من الأمنيات في هذه المناسبة، وبداخلي أماني كتيرة، لكن الأمنية الأكبر والأجمل هي الرجوع إلى بيوتنا والعودة إلى غزة الحبيبة، ونجلس أمام بحرها نستنشق هواه، مشتاقة جدا جدا جدا لغزة، أتمنى أعود واحتضن تراب غزة.. وأتمنى السلامة لعائلتي وللجميع يا رب العالمين.

أما منال سعيد دودين.. 45 عامًا.. أم لأربعة أبناء.. وأسيرة محررة عقب 7 أكتوبر.. من سكان محافظة الخليل بالضفة الغربية، تقول: أنا أم لأربعة أبناء هم أغلى ما أملك، و نحن كـ أمهات فلسطينيات، صابرات مجاهدات معتقلات وشهيدات، يحمين بيوتهن بأرواحهن؛ خوفا من ضرر يصيب عائلاتهن، ونحن في فلسطين لا ننتظر يوم 21 مارس لنحتفل بيوم الأم؛ لأن كل يوم هو يوم الأم الفلسطينية التي تتصدى وتحمي أولادها، وتحافظ عليهم، من رصاص الاحتلال الغادر، الذي لا يميز بين أم وطفل، في كافة أرجاء فلسطين، وما نراه في غزه، حرب إبادة وتطهير عرقي للشعب الفلسطيني، بكافة أشكاله، الأمر الذي يزيد من خوف كل أم على أبنائنا.

وبأسي شديد، أضافت: كيف لنا كـ أمهات أن ننام قريرات العين والاحتلال يهدد بيوتنا، باقتحامات أما باعتقال أبناءنا أو بناتنا، كما أن الاعتقال طال أمهاتنا أيضًا، فالاحتلال الإسرائيلي لا يميز ولا يرحم أحد، فعندما اعتقلوني في منتصف الليل، من وسط ابنائي كم من الخوف والرعب الذي شعر به ابنائي آنذاك، أي قلب يستطيع أن يتحمل رؤية أمه أسيرة في يد محتل ظالم لا يرحم، وأنا كاسيرة محررة لم أذق طعم النوم فترة اعتقالي من خوفي على أبنائي، لا أدري ماذا حدث لهم في غيابي؟ في ظل الاقتحامات المتكررة للوطن.

وتابعت: منذ نعومة أظفارنا و نحن الشعب الفلسطيني، نقدم مزيدًا ومزيدًا من التضحيات، شهداء وأسرى وجرحى فداء للوطن، وتراب الوطن، ولدينا في فلسطين ثلاثة أشياء مقدسة يجب حمايتها بالدم، و هي الأرض والعرض والمرأة، فكيف لا نحميها إنها فلسطين، وما إدراك ما فلسطين، أجمل بقاع الأرض فكيف لنا أن نضحي بأرضنا، وعرضنا، ولا نحميها بأرواحنا، و نفديها بأبنائنا وأموالنا، وكل ما نملك.

سر القوة

وبصوت يعكس قوة وصمود أمهات هذا الشعب، استكملت: الأم الفلسطينية تغذي أبنائها مقاومة وشرف ووطنية وصمود ونخوة وشجاعة وتحدي وإصرار، بأن كل شيء مر سيمر مهما طال، وإنما النصر صبر ساعة وإن «سر قوة أبناء الشعب هي الأم الفلسطينية»، التي ارضعت أطفالها صمود، وشموخ، ونحن شعب لا يركع إلا للذي خلقنا.

وأضافت: كل ما تحرص عليه الأم الفلسطينية لغرسه في أبنائها، هو أن الوطن أغلى ما نملك و حمايته حق وواجب علينا، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، لذلك نرى الراية تتناقل من جيل إلى جيل، حتى جيل التحرير بإذن الله، دون الاعتماد على أي طرف ثالث ليس لديه سوى الاستنكار والشجب لما يحصل في فلسطين وستبقى فلسطين ولادة لأبطالها إلى يوم الدين.

عيد الأم ينكأ الجراح

أما ميرفت مؤيد حشيمة.. 36 عامًا.. أسيرة محررة عقب عملية 7 أكتوبر.. من سكان القدس، قالت: يوم الأم في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني، يوم مؤلم جدا «ينكأ جراح الكثير من الأمهات» اللواتي فقدن أبناءهن، خلال هذه الحرب الملعونة، وعلى مدار السنوات الماضية أيضًا، ويُجدد الآلام الكثير من الأطفال الذين انحرموا وتيتموا من أمهاتهم وآباءهم؛ بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تُمارس ضدنا، فالنسبة إلينا لا يوجد احتفال على الإطلاق؛ لأن الأوضاع صعبة.

متمسكين بالوطن رغم الدمار

وأضافت: لكن حزننا لن يهز قواتنا وحبنا لوطننا، وصمودنا وتمسكنا بأراضينا، وحبنا لتراب الوطن، وقوتي أخذتها من أمي الله يخليها ويحفظها، هي كانت وما زالت مصدر دعمي وقوتي في كل شئ، وغرزت في وجداننا حب فلسطين، وحب هذا الوطن في قلوبنا يفوق كل الحدود، ومهما فعلت إسرائيل في وطننا، وضدنا، لم ولن نتخلى عن ذرة من تراب الوطن، انا قبل أن أكون أسيرة اليهود، أخذوا بيتي الذي تربيت فيه عام 2000، بالعنف والضرب، وعائلتي تشردت، ورغم ذلك فشلوا في زعزعة تشبثنا بوطننا، وأصبحنا أقوى من قبل، وسنظل متمسكين بتراب الوطن، وإن فعلوا ما فعلوا.

وتابعت: أهم شئ تحرص عليه الأم الفلسطينية لزرعة داخل أبناءها منذ نعومة أظافرهم، هو حب الوطن والتمسك بالأرض، وقضيه فلسطين هي عقيدة وإيمان مزروع بداخلنا، ومنذ الصغر وأهالينا علمونا معنى الوطن، والتمسك بترابه.

حرمونا من حلو الحياة

واختتمت «ميرفت» كلماتها بالدعاء لوطنها، قائلة: بتمنى يعم السلام بكل الوطن العربي، وتهدأ الأوضاع، وتمر هذه الفترة الصعبة التي يعيشها الفلسطينييون، وإن شاء الله ربنا يهونها على أهل في غزة، وحتى هنا بالقدس، يرتكبون أفعالهم الدئنية ولا يتركون أحد يعيش بسلام، وإذا خرج أحد وعبر عن رأيه سرعان ما يعتقلوا، كل شئ أصبح ممنوعًا، ممنوع نساعد أحد، ممنوع حتى نشعر بالغير، «حرمونا من حلو بالحياة» حسبي الله ونعم الوكيل.

وتقول أحلام حماد، الصحفية الفلسطينية، النازحة مع عائلتها من شمال قطاع غزة، إلى مدينة رفح الفلسطينية؛ بسبب بطش الاحتلال الإسرائيلي: يوم الأم، بل كل يوم يكون في عين الأم الفلسطينية عبارة عن «خوف وقهر»، فـ في فلسطين معنى أن تكوني أمًا يعني لابد دائما أن تهيئي نفسك لـ«خبر الفقد»، وأن تدربي قلبك على إمكان الإنطفاء المفاجئ، والخفقان السريع، كما معناه أن تعودي أبناءك على إمكان الغياب القسري، وأن تحصني وعيهم بإمكانات الموت السريع، والإصابة الحرجة، والقائمة تطول وتطول، فأسباب الألم هُنا كثيرة ومتنوعة ولا تُعد، وعليه يُحصر دور الأم الفلسطينية هنا في إنشاء توازن دائم بين الألم والأمل في أذهان أبنائها وقلوبهم، لتصبح الحياة ممكنة وغير مستحيلة.

أيقونة القضية

وبقوة وصمود شديد، يعكس ما تتحمله الأم والمرأة الفلسطينية، أضافت: المرأة الفلسطينية هى «أيقونة القضية الفلسطينية» فهي الأم التي أنجبت المناضلين والشهداء، وربتهم على العزة والكرامة، وهى الأخت التي صادقت وعلمت وكانت السر والظهر الحامى للمناضل الفلسطيني، وهى الحبيبة والزوجة التي دفعت للأمام وكانت كتفًا بكتف في النضال منذ اندلاع الشرارة الأولى، وكانت وما زالت رمز المقاومة الثائرة والأسيرة والشهيدة، وعلى مدار تاريخ الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، تطالعنا شاشات التلفزيون كل لحظة بصور ومشاهد تجسد صمود نساء فلسطين في مواجهة التحديات الجسام رغم المجازر والدماء، ولعل آخرها الحرب الإجرامية على غزة، حيث استطاعت المرأة الفلسطينية أن تجسد أسطورة الصبر والصمود لكل نساء العالم، وبعثت بصوتها الصارخ وكلماتها المؤمنة رسائل الثبات من أرض الرباط إلى المسلمين في كل بقاع العالم، وفي النهاية تظل المرأة الفلسطينية رمزًا للصمود والقوة في وجه الواقع المرير، ورغم كل التحديات، فإنها دائمًا تُرسل رسائل الدعم للمجاهدين ورسائل الصمود لأبناء شعبها الفلسطيني.

وتابعت: الأم الفلسطينية هي صانعة الأجيال، هدفها الأول هو تنشئة أبنائها على حب الله والوطن، وتزرع فيهم بذور الهوية والقيم، حتى لا يستطيع أحد طمس هويتهم الفلسطينية،

والأم الفلسطينيّة ليست ككل الأمهات، فهي ترضع أبناءها حليب الوطنية، وتربّيهم على أن لا كرامة بدون وطن حر وكريم، تنجب رجالًا يرفضون العيش بالذل والهوان، يدافعون عن كرامتهم وأرضهم وأعراضهم بأرواحهم، هي امرأة شامخة صابرة، رغم أنّها مثقلة الأحزان والجراح وخاصةً بالحرب العمياء الحالية، التي تحصد الأرواح كل لحظة، فقدت المرأة الفلسطينية في هذه الحرب، الأب والأبن والأبنة والزوج والأخت، والأمهات الفلسطينيات لا يربين أولادهن على حب الموت كما يدعي البعض.

حياة آمنة

واستكملت: نساء فلسطين عزيزات الأنفس يخترن الثمين من كل شيء، يعشقن الحياة، ولكن ليست حياة الذل والمهانة والحصار والدمار، إنما يردن «حياة كريمة آمنة» تعز فيها نفوسهن، وترفع فيها هاماتهن، وإن كان لا بد ولا فرار من الموت فإنهن يخترن موت الكرامة، وأفضلها هي الشهادة في سبيل الله، وعلى ذلك يربين أولادهن ويتوارثن تلك التنشئة جيلًا بعد جيل، فلا تفاوض على عرضهن وأرضهن وأولادهن، عزيزات النفس، صامدات، فأنعم بهن من مرابطات، وأكرم بهن من أمهات مربيات.

وأنهت «أحلام» حديثها بتحية للمرأة الفلسطينية، قائلة: الحرب اختزلت أمنيات الأمهات الفلسطينيات بغزة، الجميع يتمنى فقط أن يبقى أبناءه على قيد الحياة ولا يُفجع بهم، فألف تحية للمرأة الفلسطينية الصامدة، التي رغم تجرعها لكل أشكال وأنواع القهر والظلم، تبقي الأم المثل الأعلى والرمز الأغلى، وكلنا ننحي لأم الشهيد التي ربت الأبناء على حب الوطن والفداء، وأتمنى أن نحتفل بعيد الأم ونحن محررين مقدساتنا، وأن نعيش في راحة وأمان، ونجد مستقبلًا زاخرًا بالحب والوفاء.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2