تعرضت مدينة غزة مساء الثلاثاء لغارة جوية من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي استهدفت تجمعًا للمدنيين في دوار الكويت، مما أسفر عن استشهاد 23 فلسطينيًا على الأقل وإصابة عدد آخر.
وذكرت مصادر طبية وفي قطاع الدفاع المدني أن الهجوم استهدف تجمعًا للجان الشعبية المؤلفة من الوجهاء والعشائر، الذين كانوا يقومون بتأمين نقل المساعدات الإنسانية من دوار الكويت إلى مدينة غزة.
وأفاد شهود عيان بأن الغارة الجوية تسببت في سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، حيث وجدوا ملقين على الأرض في المكان بعد استهدافهم بشكل مباشر.
يأتي هذا في ظل استمرار سياسة الاحتلال الإسرائيلي في منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وخاصةً إلى المناطق الشمالية منه.
وتتواصل مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، حيث تستهدف بشكل متكرر المواطنين الذين ينتظرون وصول المساعدات عند "دوار الكويت"، وهو موقع حيوي يُستخدم لتأمين نقل المساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة.
وفي أحداث سابقة، وقعت في 29 فبراير الماضي، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في شارع الرشيد غرب مدينة غزة بالقرب من "دوار النابلسي"، ما أسفر عن استشهاد 117 مواطنًا على الأقل وإصابة 800 آخرين.
وفي سياق متصل، استهدفت غارة إسرائيلية مركبة أمام مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 5 أشخاص بينهم أطفال.
وشهد الشاطئ بحر النصيرات والزهراء وسط القطاع استهدافًا آخر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما أسفر عن استشهاد رجل على الأقل وإصابة آخرين.
ووصل جثمان شهيد مجهول الهوية إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، حيث تم انتشاله من شارع البحر، وسط تزايد الحالة الإنسانية الصعبة التي تعيشها المنطقة.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات على منطقة جباليا شمال قطاع غزة، وأطلقت طلقات رصاص على عدة مناطق في الشمال، مما أسفر عن خسائر بشرية بين السكان المدنيين، كما قصف الاحتلال عمارة البرقوني في شارع الثورة غرب مدينة غزة، ومنزلاً في شارع الوحدة بالمدينة، واستهدف القصف دوار الطيران في شارع الثلاثي وسط المدينة، مما تسبب في سقوط ضحايا وجرحى.
على جانبٍ آخر، قصفت مدفعية الاحتلال غرب مدينة غزة، مما أسفر عن اشتعال النيران في العديد من المنازل المجاورة لمركز تموين الشاطئ التابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وذلك بسبب كثافة القصف وتأثيره الكبير على البنية التحتية والمدنية في المنطقة.
وفي جنوب قطاع غزة، تمكنت طواقم الإنقاذ من استخراج جثامين ثلاثة شهداء من مدينة حمد بـ خان يونس بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة باتجاه شارع الجية والمناطق المجاورة له.
ودمرت القوات الإسرائيلية منزلًا في المنطقة عبر عمليات التفجير، كما قصفت مدفعية الاحتلال المنطقة الشرقية لقرارة، شمال شرق مدينة خان يونس.
وبلغت حصيلة الشهداء في قطاع غزة حتى الآن 31 ألفًا و819، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.
وارتفعت حصيلة الإصابات إلى 73934، مع استمرار تواجد آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات.
وتعيق قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إلى المناطق المتضررة، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المأساوي في القطاع.