أكد فضيلة الدكتور محمد الجندي، عميد كلية الدعوة الإسلامية ب جامعة الأزهر بالقاهرة، أنه من المسلمات البدهية أنه إذا صحت المقدمات صحت النتائج، وإذا حسنت البدايات حسنت النهايات، وعلى هذه القاعدة أقام الإمام أبو حامد قاعدته: من ذاق عرف ومن لم يذق لم يعرف ولو أقمت له أكبر البراهين، مضيفًا فضيلته أن المقدمات أصل في تحقيق النتائج، وعملية الاتصال لا تقتصر على الاتصال التقني وحده وإنما تعمد إلى اتصال قلبي بين العبد ربه، و شهر رمضان شهر تتحقق فيه عملية اتصال القلوب بالله، وكذلك بين العبد ونفسه وبين العبد وإخوانه المؤمنين.
وأضاف فضيلته خلال درس التراويح ب الجامع الأزهر اليوم الأربعاء أن الشعور بالاتصال والقرب من الله ومن عباده متوفر بكثرة في رمضان وهو ثمرة من ثمرات الصيام، فالصيام يجعل الصحيح يشعر بألم المريض، والشبعان بألم الجائع، وفي ذلك قال رسول الله ﷺ: «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى»، فالصيام يشعرنا بآلام الآخرين، وهذه الأمور مشروطة بكشف حجاب القلب والإخلاص لله وحب الطاعة، وعدم اتباع الشهوات والماديات.