العدوان الإسرائيلى على غزة تحول إلى لعنة أصابت الكيان الصهيونى، وكان آخر شواهدها تلك الانقسامات فى الداخل الإسرائيلى بعد اشتعال شوارع تل أبيب بنيران غضب عدد كبير من المتدينين اليهود المتطرفين «الحريديم» تحت شعار «سنموت ولن نُجند»، اعتراضا على دعوة وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جلانت لإلغاء قانون منع التجنيد الإجبارى للحريديم، بداعى أن جيش الاحتلال أصبح فى حاجة إلى المزيد من جنود الاحتياط من أجل تنفيذ عمليات عسكرية موسعة فى قطاع غزة .
مسألة تجنيد الحريديم والمساواة فى العبء تعد من أكثر الأعصاب المكشوفة فى المجتمع الإسرائيلى، وأحد عوامل تعميق الانقسام الدينى العلمانى فى البلاد، وهكذا أصبحت الفجوة بين الأغلبية، التى تخدم فى الجيش والأقلية الحريدية تقوض استقرار نموذج الخدمة الإلزامية فى إسرائيل وتتحدى المفهوم السائد لديهم بأن الجيش الإسرائيلى «جيش الشعب».
وفى الوقت الذى تخرج فيه المظاهرات فى الشوارع ضد قرارات نتنياهو وحكومته المتطرفة المناصرة للحريديم، جاءت مظاهرات أخرى رافضة للخدمة العسكرية من قبل الحريديم واحتجاجا على قرار المحكمة العليا مؤخرا بوقف دفع المخصصات للشبان الحريديم المرشحين للخدمة العسكرية فى حال هروبهم من الخدمة.
وذكر موقع «واللا» الإسرائيلى، أن المتطرفين اليهود يعتبرون محاولة تجنيد الحريديم بأنها «محاكم تفتيش»، وهددوا بالخروج للحرب ضد دولة إسرائيل، التى ستشتعل كليا، كما أنهم يدرسون الإمكانية القانونية التى يمكنهم بها الإعلان عن عصيانهم فى دفع الضرائب ووقف تسديد قروض الإسكان.
اقرأ باقى التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر ، اضغط هنا