ضمير العالم يستيقظ متأخرا لإنقاذ غزة من المجاعة

ضمير العالم يستيقظ متأخرا لإنقاذ غزة من المجاعةالمجاعة في غزة

عرب وعالم26-3-2024 | 14:19

استيقظ ضمير مسئولين فى منظمات دولية ورؤساء دول أجنبية، لكنه متأخرا جدا بعد اقتراب قطاع غزة من مجاعة حقيقية تهدد أكثر من مليونى شخص فى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية فى التاريخ .

ذكرت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة أن «المجاعة وشيكة» فى شمال غزة، حيث يواجه ما يقدر بنحو 70% من السكان جوعا كارثيا. وأصدر برنامج الأغذية العالمي، أحدث نتائج التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي، وهو عملية دولية لتقدير حجم أزمات الجوع.

وجاء فى التقرير المستند إلى التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى «كارثيا من الجوع» فى جميع أنحاء قطاع غزة ارتفع إلى 1.1 مليون، بما يمثل حوالى نصف السكان.

وأضافت أن «المجاعة الآن متوقعة ووشيكة فى محافظتى شمال ووسط غزة، ومن المتوقع أن تصبح واقعا جليا خلال الفترة المشمولة بالتوقعات من منتصف مارس 2024 إلى مايو 2024».

وقال التقرير إن الجميع فى غزة يكافح من أجل الحصول على ما يكفى من الغذاء، وإن حوالى 210 آلاف شخص فى شمالى غزة هم فى المرحلة الخامسة، وهى الأعلى، والتى تشير إلى الجوع الكارثي.

وحذر من أنه إذا وسعت إسرائيل هجومها على مدينة رفح الجنوبية المزدحمة، فإن القتال قد يدفع حوالى نصف إجمالى سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى مجاعة كارثية.

فى ديسمبر، أشارت تقديرات التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى إلى أن ربع إجمالى سكان غزة يعانى من المجاعة.

وتقول جماعات الإغاثة إنها تواجه عملية إسرائيلية مرهقة لاستيراد المساعدات الإنسانية، وإن التوزيع فى معظم أنحاء غزة - وخاصة الشمال- مستحيل عمليا بسبب القيود الإسرائيلية والأعمال العدائية المستمرة وانهيار القانون والنظام.

وتزعم إسرائيل إنها لا تضع أى قيود على استيراد المساعدات الإنسانية وتلقى باللوم فى تلك الاختناقات على وكالات الأمم المتحدة التى توزعها.

ونفذت الولايات المتحدة ودول أخرى عمليات إنزال جوى فى الأيام الأخيرة وتم فتح ممر بحري، لكن جماعات الإغاثة تقول إن هذه الجهود مكلفة وغير فعالة، وليست بديلا عن فتح إسرائيل المزيد من الطرق البرية.

بدورها حذرت سيندى ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة قائلة «إن الناس فى غزة يتضورون جوعا حتى الموت، إن السرعة التى انتشرت بها أزمة الجوع وسوء التغذية التى هى من صنع البشر فى غزة أمر مرعب».

وأكدت المسئولة الأممية عدم وجود سوى نافذة صغيرة للغاية لمنع حدوث مجاعة كاملة. قائلة إن ذلك يتطلب الوصول الفورى والكامل إلى شمال غزة، «إذا انتظرنا حتى يتم إعلان المجاعة، فسيكون الأوان قد فات، وسيموت آلاف آخرون».

من جانبه، يقدر برنامج الأغذية العالمى أن مجرد تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية يتطلب دخول ما لا يقل عن 300 شاحنة يوميا إلى غزة وتوزيع الأغذية وخاصة فى الشمال.

من جهته، قال مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل «إن إسرائيل تتسبب فى حدوث «مجاعة من صنع الإنسان» بقطاع غزة، وتستخدم التجويع سلاحا فى الحرب».

وأضاف بوريل فى تصريح لدى وصوله إلى قمة وزراء الخارجية فى بروكسل، «فى غزة، لم نعد على حافة المجاعة، بل نحن فى حالة مجاعة تؤثر على آلاف الأشخاص، ف غزة قبل الحرب كانت غزة أكبر سجن مفتوح، وهى اليوم أعظم مقبرة فى الهواء الطلق».

أضف تعليق