الدراما فى أحضان الأدب

الدراما فى أحضان الأدبمحمد رفعت

الرأى26-3-2024 | 15:59

تشهد دراما رمضان هذا العام عودة ملحوظة إلى الروايات والأعمال الأدبية، من خلال ثلاثة مسلسلات وهى "إمبراطورية ميم" والمأخوذ عن قصة شهيرة للكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس، سبق تحويلها إلى فيلم قامت ببطولته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
ويستبدل المسلسل الذى كتب له السيناريو والحوار محمد سليمان عبدالملك بفهم عميق لأبعاد الشخصيات وطبيعة الصراع بين الأجيال، شخصية الأم فى الفيلم بشخصية الأب "مختار أبو المجد"، كما هو الحال فى الرواية الأصلية.
ونجح النجم خالد النبوى فى أن يجسد ببراعة حالة الحيرة والصدمة التى يعيشها الأب بعد أن وجد نفسه فجأة مسؤولاً وحده عن تربية أولاده الستة بعد وفاة زوجته، وكيف كان يحاول دائماً أن يصنع لهم حياة مختلفة ولكنه يواجه العديد من الصعاب بسبب تفكيرهم المعاصر، ويزيد موقفه صعوبة بعد أن يقع فى قصة حب جديدة مع سيدة تمثل دورها "حلا شيحة"، وتزيد الحيرة بين قلبه وعقله!
أما المسلسل الثانى وهو"عتبات البهجة"، والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائى إبراهيم عبدالمجيد، فقد خيب توقعات الكثيرين فيه ولم يأت على المستوى المناسب للأسماء الكبيرة التى شاركت فى صنعه، بداية من بطله الفنان القدير يحيى الفخرانى والذى ظهر فى أضعف أدواره على الإطلاق، وكذلك كاتب السيناريو والحوار د.مدحت العدل والذى لم يتمكن من تحويل النزعة الفلسفية فى الرواية إلى مشاهد نابضة بالحياة.
أما أكبر الخاسرين فى هذا العمل، فهو المخرج صاحب الروائع الدرامية التليفزيونية مجدى أبوعميرة، والذى أعاده المسلسل للوقوف خلف الكاميرا بعد غياب طويل، ولكنه لم يستطع علاج الإيقاع البطئ للأحداث وثغرات السيناريو الواضحة، والأداء الباهت للممثلين.
والمسلسل الثالث هو "جودر" من بطولة ياسر جلال ويستلهم قصته من قصص ألف ليلة وليلة الشهيرة، ويحمل توقيع السيناريست أنور عبد المغيث.
ورغم كثرة الأعمال الفنية التى استلهمت أحداثها من حكايات "ألف ليلة وليلة"، إلا أن القليل جداً منها هو الذى نجح فى جذب وإبهار المشاهدين، كما فعل المسلسل الذى قام ببطولته الوسيم حسين فهمى والجميلة نجلاء فتحى منذ أكثر من ثلاثين عاماً من إخراج فتحى عبدالستار، والفوازير الرائعة التى قدمتها النجمة الاستعراضية شريهان مع المخرج العبقرى الراحل فهمى عبدالحميد، فيما فشلت معظم الأعمال الأخرى فى ضبط موجتها على ذوق الجمهور.
وفى المسلسل الجديد، يظهر الفنان ياسر جلال بشخصيتين، وهما الملك "شهريار" و "جودر بن عمر المصري"، وهى مغامرة فنية تتناغم مع نزعته الدائمة لتغيير جلده الفنى من خلال تقديم أعمال تبدو على النقيض من بعضها البعض، وتجسيد شخصيات مختلفة وألوان درامية متنوعة ، تخرج طاقاته الفنية الكامنة، وتؤكد مكانته كواحد من فرسان مدرسة التقمص والأداء الواثق المقنع، وهو ما نجح فيه إلى حد كبير فى هذا العمل.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2