كاتب فلسطيني لـ"دار المعارف": قرار مجلس الأمن الأخير إشارة سياسية لـ نتنياهو

كاتب فلسطيني لـ"دار المعارف": قرار مجلس الأمن الأخير إشارة سياسية لـ نتنياهومحمد دراغمة

عرب وعالم26-3-2024 | 16:58

قال محمد دراغمة الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني، أن الولايات المتحدة الأمريكية، للمرة الأولى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، لا تستخدم حق النقض «الفيتو» ضد قرار يدعو إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار، وهذه رسالة يريد أن يوجهها الرئيس الأمريكي، جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه بدء يضيق ذرعًا به، وهناك افتراق متزايد بين نتنياهو والإدارة الأمريكية، فالإدارة الأمريكية تدعم إسرائيل في حربها ضد الجناح العسكري لحركة حماس، لكنها تضع محددات لهذه الحرب، التي بدأت تنعكس عليها سلبًا، أهم هذه المحددات تجنيب المدنيين ويلات الحرب، وعدم استهدافهم، والبحث عن مخرج سياسي وليس فقط عسكري، يريدون هدفًا سياسيًا، غير موجود في حملة نتنياهو على غزة، فالهدف الأمريكي هو فقط تدمير الجناح العسكري لحماس، لكن هدف حكومة نتنياهو واضح وهو احتلال واستمرار للاحتلال وبقاءه، وربما الاستيطان في غزة وهذا يعني الدخول في مرحلة جديدة من الصراع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهذا ما لم تريده أمريكا.

وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: الولايات المتحدة لديها مساعي لحل سياسي إقليمي يقوم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، وتريد أن تقود هذه الحرب إلى ذلك، بينما نتنياهو ينهي على أساس حل الدولتين باحتلال غزة وتدمير غزة وتوغل قواته وبقاءهم في القطاع، فأمريكا لديها علاقات استراتيجية مع إسرائيل، وترى أن إسرائيل تكرر نفس تجربة أمريكا في حربها مع أفغانستان والعراق، بحربها على غزة، والاستنزاف لمدة ربما 20 عامًا، كما فعلت أمريكا في أفغانستان من 2001 وحتى 2021؛ لذلك لا تريد أن تحتل إسرائيل قطاع غزة ، وتضيق القطاع، ثم تصبح حرب استنزاف، الولايات المتحدة الأمريكية تريد تبادل أسرى، ووقف إطلاق النار مؤقت، وهدن متسلسلة؛ من أجل الإغاثة الإنسانية، كما أن الولايات المتحدة بدأت تنعكس عليها سمعتها في العالم بأنها تزود إسرائيل بالسلاح، وهذا السلاح يُرتكب به جرائم حرب معروضة أمام محاكم دولية، وهذا بالنسبة للولايات المتحدة مُضر، بايدن وحملته الانتخابية يتأثران بشكلٍ مباشر في هذه الحرب؛ لأن الشعب الأمريكي تزايد في المعارضة لهذه الحرب، حتى بين اليهود، والعرب والمسلمين في ولاية ميشجان يريدون الامتناع عن التصويت؛ احتجاجًا على دعمه لإسرائيل، مشيرًا إلى أن سمعة الولايات المتحدة الأمريكية بين شعوب العالم تهمها.

وتابع: أمريكا لا تريد أن تتورط في حرب إبادة، فهي تريد أن تستهدف الجناح العسكري لحماس فقط، وليس كل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما يجري، لذلك الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تنتهي هذه الحرب، وتريد أن تصل الإغاثة الإنسانية، وعدم استخدام سلاح الجوع، لكن هذا القرار الذي صدر عن مجلس الأمن، أمس، والذي يتضمن وقف إطلاق النار، هو قرار غير ملزم، هو فقط «إشارة ل نتنياهو أن أمريكا بدأت تضيق ذرعًا به»؛ لأن أمريكا لن تسمح بتحويله إلى قرار ملزم، يسعى المجلس لتطبيقه بالقوة على إسرائيل، هو فقط إشارة سياسية، لكنه ملزم من الناحية الأخلاقية، العالم بأكمله يراقب ويتفاعل مع هذا القرار؛ لأن أصبح هناك إجماع على ضرورة وقف إطلاق النار في الحرب، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، والرهائن الاسرائيلين، هذا موقف دولي أخلاقي عام، ربما ينتج عنه مساعي لاحقه، من أجل فرض وقف إطلاق النار أو تقليص السلاح الأمريكي، أو يحدث أي نوع من أنواع الضغط على حكومة نتنياهو؛ من أجل وقف الحرب، أو على الأقل يحدث تغيير في شكلها، في أن لا تبقى حرب إبادة وتتركز أكثر على المواجهة مع حركة حماس، وأن لا تتحول إلى احتلال دائم يعيق الحلول السياسية.

أضف تعليق