يُعَدّ مسلسل "المداح" للنجم حمادة هلال ، أحد الأعمال الرمضانية التي ارتبط بها الجمهور على مدار السنوات الثلاث الماضية، إذ تدور أحداثه حول الصراع بين الجن والإنس، ورغبة كلّ منهما في القضاء على الآخر.
وبالرغم من تقديم مشاهد مرعبة خلال الحلقات، فإن الملاحَظ هذا العام ازدياد وتيرة الجدل حول وجود طلاسم في العمل قد تكون مؤذية لمتابعيه، وسط انتشار دعوات لمقاطعته.
لكن صنّاع المسلسل، كل عام، يؤكّدون أنّ ما يشاع حول احتواء بعض مشاهده، خاصةً تلك التي يظهر فيها "الجن"، طلاسم، مجرّد شائعات غير صحيحة. وقد تكرّر الجدل هذا العام بالشأن المذكور حتى وصل إلى تحذير بعض المشايخ وعلماء الدين المشاهدين من متابعته، وأشار أحدهم إلى أنه يُفضّل مشاهدته خارج المنزل، حتى لا يتعرّض أحد للإيذاء، كذلك تداول ناشطون نصائحَ طبية، تحذّر مرضى القلب من مشاهدته والأطفال أيضاً.
"المداح" يتمتّع بجماهيرية واسعة، ومن الممكن أن تؤثر تلك الدعوات على شعبيته ونجاحه، لا سيما أنّ الأغنية التي تُعرَض خلال الأحداث، "لاقيناك حابس فجيناك لابس"، أثارت حالة من الجدل، وأُشيع أنها ترنيمة مأخوذة من كُتب السحر.
وعبّر السيناريست أمين جمال، مؤلف المسلسل، في تصريحات صحفية عن دهشته من هذه الأفكار، معتبراً أنها محاولة لإثارة الرعب في نفوس الجمهور، إذ أكّد أنّ العمل خالٍ من أيّ طلاسم أو عبارات مأخوذة من كتب الجن، ومضيفاً أنّه إذا كان ذلك صحيحاً فمن الأحرى أن يكون صنّاعه أوّل من يتأذّون بسببه، وسخر من الدعوات لمشاهدته خارج المنزل قائلاً: "كبّرتوا الموضوع جداً... لا تخافوا".
وأكد جمال أنهم صنعوا عملاً فنياً مشوّقاً، يتضمّن بعض مشاهد الرّعب، كغيره من الأعمال الأجنبية التي يميل إليها الجمهور ويشاهدها الملايين وتستحوذ على إعجابهم، متسائلاً عن سبب عدم تعرّضهم للضرر أو المسّ، وفق ما يتردّد حول "المداح"، كما أكد الكاتب أنّ أغنية "لاقيناك حابس" مجرد أغنية عادية، اعتمدوا فيها على كلمات من الجانب القبليّ، وقد تكون عادية لسكّان هذه المحافظات، وغريبة على من يسمعونها للمرة الأولى، مشدّداً على أنّ الهدف الأول من تقديم "المداح" تسلية الجمهور، الذي يعشق الرّعب ويبحث عنه لمشاهدته، ومثال ذلك "الأطفال الصغار يدخلون بيوت الرعب في مدن الألعاب والملاهي... ورغم خوفهم فهم سعداء بالتجربة، ويرغبون في خوضها مرة ثانية... هذا ما يحدث مع مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية".
وبدوره، ردّ مؤلف "المداح" على الجدل المثار حول اكتفاء حمادة هلال بتقديم هذه الأجزاء، ليكون الجزء الرابع المعروض حالياً هو الأخير، فشدّد على أنّ الحديث دار مبكراً في هذه النقطة، وهم لم يحدّدوا موقفهم من إنتاج جزء خامس، بل يصبّون تركيزهم حالياً على الجزء المعروض والنجاح الذي يحققه.