قال الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، إن الله تعالى إذ أراد لأحد الإجابة أجرى الدعاء على لسانه دون أن يخطط له، موضحًا أن هذا يحدث تحديدًا في شهر رمضان، والعمرة، والحج، لأن هناك إشراقًا للروح، والحواجز بينك وبين الله تزال.
وأضاف في الحلقة العشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله – الجزء الثاني"، أن سبب ذلك هو أن الجسد مثقل، والروح شفافة، "يَا إيها الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ"، لهذا عندما تصلي بعد أن تمتلأ البطن بالطعام لاتشعر بالإحساس بالصلاة، بعكس صلاة التروايح، حتى لو كنت قد أكلت جيدًا في الإفطار، لأن الجسد يجذب الروح لأسفل.
دعاء في الروضة الشريفة
وروى "خالد"، أنه عندما كان يؤدي أول عمرة في عمر 20 سنة، وكانت لازالت معلوماته في الدين وقتذاك محدودة، رفع يده بالدعاء في الروضة الشريفة: "يارب أكرمني وأرضي عني وأهديني وحببني في الإيمان، وإذا باللسان ينطق فجأة: اللهم أحيي بي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبلغ صوتي للآفاق".
واعتبر أن الدعاء وقتها كان إلهامًا ربانيًا، وظلل يدعو به من ذلك الوقت، وبالفعل استجاب الله، ووصل صوته للآفاق بعد سبع سنين، بعد أن اختارته مجلة "التايم" في 2007 ضمن أهم مائة شخصية في العالم.
ويتذكر "خالد": "اختاروا يومها 6 أشخاص ليلقوا كلمات يقول فيها كل واحد منهم من هو الشخص القدوة له؟ فتحدثت عن تأثري بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وتعلمت منه الحب، فتفاجأت بنظرة كيسنجر لي، وقال لي: هذه رسالة جديدة لم أسمعها من قبل في الأقطار الإسلامية، قلت له أنا آسف هذه ليست رسالتي بل رسالته".
وتابع: "تفاجأت بالنادل الذي يقدم المأكولات يقف بجانبي وهو يهمس في أذني، قائلاً: "I believe in mohammed"، يومها دمعت عيني، الدعوة وصلت إلى هنا، وصوتي وصل إلى هنا".
ونصح "خالد"، أي شخص بأن يجعل علاقته مع الله وحده، حتى يتلاشى الزمان والمكان، في ركعتين قيام، في سجدة، في ساعة دعاء، وهذا هو أجمل إحساس في الإحسان.
وتحدث عن فضل الذكر في مكان منفصل بعيد عن الناس، قائلاً: "إنه من بين السبعة الذين قال النبي صلي الله عليه وسلم، إنه سيظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله، "رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه"، وخاليًا المقصود بها في غرفة لوحده، أي: اذهب له منفردًا، يتحقق فيك اسم الله القريب".
رمضان شهر الفتح
أوضح "خالد" أن شهر رمضان يتسم بشيء عجيب علاوة على كونه شهر الفتح، فهو يصنع الفارق، يدفعك الله دفعًا إلي مساحة جديدة تصنع الفارق فى حياتك، لو دفعك إلى مساحة جديدة دفعًا دون أن خطط فقد أراد لك الفتح الكبير والتوفيق العالي غير العادي.
وتابع قائلاً: "إذا فتح لك باب للخير ادخل مسرعًا ولاتعد للوراء، لو فتح لك بابًا للتوفيق إياك أن تغلقه".
ورأى "خالد" أن قصته في بداية الدعوة كانت خير مثال، "فلم أكن أخطط لشيء مما عشته، لكن غياب الإمام عن مسجد نادي الصيد بسبب سفره إلى الخارج، حيث كنت أذهب وأجلس مع الأصدقاء أحدثهم في الدين، فتح لي الباب، وبدأت من تلك اللحظة في الدعوة والانتشار على نطاق أوسع بين الناس".
واعتبر أن "أعلى درجات التوفيق أن يدفعك إلى مساحة خير جديدة قبل أن تخطط لها"، موضحًا أن "من أسماء الله الحسنى القابض الباسط، يقبض ثم يبعث لك رزق السنة في يوم، وقد تحرمين من الإنجاب لسنوات طويلة فيرزقك توأم في ليلة".
بسط الله لعباده في العشر الأواخر
وتحدث "خالد" عن القبض والبسط في العبادة، قائلاً: "لو لم تستشعر حلاوة الخشوع في الصلاة على سبيل المثال، فإنه يقول لك: أقبل عليّ لتذوق الحلاوة والقرب، ولو بسط لك في العشر الأواخر من رمضان أسرع، لاتتوقف، أكثر من العبادة صلاة النوافل، ولاتتوقف عن الدعاء".
وأردف: "وإذا قبض، إياك أن تتوقف، أكمل حتى تستشعر حلاوة الذكر، أكثر من دعاء" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وسترى كيف سيصنع الفارق، وعندما لا أستشعر الذكر، أدعو الله: اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، فلا يمر يومان إلا بسط".
قاعدة اليوم
وختم "خالد" بذكر القاعدة العشرين، والتي تتألف من 4 قواعد استعدادًا لليلة القدر، قائلاً:
-لو ألهمك دعوة لم تخطط لها فقد أرد لك الإجابة
-علاقتك بالله خاصة جدًا فاذهب له خاليًا تجده قريبًا مجيبًا
-أعلى درجات التوفيق أن يدفعك إلى مساحة خير جديدة قبل أن تخطط لها
-هو القابط الباسط.. إذا قبض فأثبت على بابه واستمر في السعي، وإذا بسط فاجرِ خذ أكبر مسافة لما بسطه لك.