دراما في عنبر العقلاء !

دراما في عنبر العقلاء !محمد رفعت

الرأى31-3-2024 | 17:03

خلال أحداث مسلسل إمبراطورية ميم ، تجسد الفنانة الشابة " مايان السيد " شخصية فتاة تعاني من مرض الاضطراب ثنائي القطب Bipolar، وهو حالة صحية عقلية تتسبب فى تقلبات مزاجية مفرطة ما بين الهوس والاكتئاب، ويؤثر المرض على علاقتها بمن حولها، وعلى رأسهم "مروان أبوالمجد" الذي يجسد دوره "نور النبوي"، وقد قدم العمل المريضة والمرض النفسي بطريقة علمية وموضوعية تتعامل مع المرض النفسي، باعتباره مرضاً مثله مثل أي مرض عضوي لا يدعو إلى النفور أو التنمر.

ومع الأسف فقد كانت صورة الأمراض النفسية فى الأفلام المصرية منذ بداياتها كارثية، وتؤكد على فكرة أن من يذهب إلى طبيب نفسي فهو بالتأكيد مجنون أو مخبول، والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها فيلم "اسماعيل يس فى مستشفى المجانين"، وكذلك فيلم "الستات ميعرفوش يكدبوا" بطولة شادية وشكري سرحان.

ولم يتوقف الأمر عند المريض فقط، ولكن الصورة المشوهة امتدت إلى الطبيب النفسي أيضاً، كما شاهدنا فى فيلم "مطاردة غرامية"، بطولة فؤاد المهندس، والذي ينصح فيه الطبيب النفسي غريب الأطوار عبدالمنعم مدبولي مريضه بأن يردد طوال الوقت عبارة "أنا مش قصير قزعه..أنا طويل وأهبل"!

وقد امتد هذا التناول المشين للمريض النفسي من السينما إلى الدراما التليفزيونية ، كما شاهدنا ذلك فى مسلسلات كثيرة ومن بينها "أحلام الفتى الطائر" بطولة عادل إمام والذي قام من خلاله بدور لص يسرق مبلغاً كبيراً من المال من إحدى العصابات ويجبر مدير مستشفى أمراض نفسية على أن يضمه لمرضاه، ويستعرض نماذج لمرضى نفسيين لا علاقة لهم بالواقع، ويرسخون الصورة النمطية التي اعتدناها فى الأعمال الفنية.

ولكن يبقى بعض الاستثناءات، حيث قدمت الدراما المصرية مؤخراً عددا قليلاً من الأعمال الجيدة ، والتي تضمنت محتوى دقيقا ومدروسا عن المرض النفسي، ومن بينها مسلسل "سقوط حر" بطولة النجمة نيللي كريم، والذي قامت من خلاله بتجسيد شخصية مريضة الجامود (Catatonia)، بطريقة دقيقة جدا وبارعة ومطابقة تماما لما يظهر عليه أصحاب هذا المرض.

ويُعد الفنان يوسف الشريف أبرز من قام بأداء أدوار المأزوم نفسياً، إذ قدم فى مسلسل «اسم مؤقت»، قصة شاب يعاني فقدان الذاكرة، ويبحث عن تاريخه وحقيقته واسمه، وكلما اقترب وجد حقائق مأساوية وتاريخاً لا يرضيه.

وفي مسلسله «الصياد» ، جسد "الشريف" شخصية ضابط شرطة تُقتل زوجته وابنته، فينتقم بذبح كل من شارك فى الجريمة، وتظهر الطبيبة النفسية التي تتولى علاجه ومتابعته ويبوح لها بصدق عن كل ما يخفيه، وتصبح فى النهاية شخصية وهمية، ليس لها وجود إلا فى خياله.

كما جسد الفنان أحمد رزق دور الشاب المصاب بالتوحد، وذلك فى أول أعماله الدرامية «الرجل الآخر» من بطولة الراحل نور الشريف، قبل أن يجسد للسينما شخصية أخرى لمريض بالتوحد فى فيلم «التوربيني».

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2