أكد المفكر والكاتب السياسي الفلسطيني عدنان الصباح، أن بتدمير قوات الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، قضت على كل مقومات الحياة في القطاع، خاصةً أن مستشفى الشفاء وغيره تمكن من القيام بدورين معًا منذ بدء الحرب، أولًا كان مراكز إيواء آمنة ومتسعة وقادرة على الاستيعاب للنازحين، وثانيًا مركز لتقديم الخدمات الطبية وهو بأضعف صوره له، وهذا يعني وجود بعض الأمل بالقدرة على مواصلة الحياة في شمال قطاع غزة؛ لذلك سعت إسرائيل لتدميره؛ لتبعث رسالة للمواطنين، وهي «لا يوجد مكان آمن في الشمال» ولن نسمح بوجود مثل هذا المكان الآمن، وبالتالي لا خيار لكم إلا الانتقال للجنوب.
وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: واحد من أهم أهداف إسرائيل في غزة هو ازاحة قطاع غزة، مكانًا وزمانًا، عبر تفريغ شمال القطاع من سكانه، وتقليل العدد الإجمالي للسكان؛ لتسهيل السيطرة عليه، لذا تسعى إسرائيل منذ اللحظة الأولى من الحرب إلى دعوة مواطني الشمال للإنتقال إلى الوسط والجنوب، ثم لاحقتهم بالموت حيث ذهبوا، مشيرًا إلى أن بعدما تم اخراج مستشفى الشفاء عن الخدمة في المرة الأولى تحول تلقائيًا إلى أكبر مركز إيواء في مدينة غزة والشمال، وجاء الهجوم الطويل والدموي عليه؛ للتخلص من أكبر عدد ممكن من سكان شمال قطاع غزة، سواء بالقتل أو الإصابة أو بالإجبار على الانتقال إلى الجنوب، وهذا طال العديد من المواقع الطبية وغير الطبية، التي تحولت إلى مراكز إيواء لعدد كبير من النازحين.
وتابع: لا يوجد حلول تقليدية يمكن اللجوء إليها في واقع غزة، خاصةً أن العالم يدير ظهره لكل شيء، ويكتفي بالتنديد والشجب والبكاء، ولا يفعل شيء، ولا بديل أمام الشعب الفلسطيني سوى الذهاب إلى وحدة تامة مطلقة على قاعدة المصلحة الوطنية العليا، وثانيًا لابد من صناعة رؤى مختلفة عن حالة الصمود والانتظار والتفكير خارج الصندوق لحماية الشعب والمقاومة، واللجوء لطرق مقاومة رمزية تنقل صوتنا للعالم كله مثلما فعلنا كمثقفين ومفكريين وسياسيين بأننا اضربنا عن الطعام؛ ليعرف العالم كله أن الجوع وإن كان قسري على أهلنا في غزة فنحن ارتضيناه طوعي في باقي المدن الفلسطينية تضامنًا مع إخواننا في غزة، فأنا مثلاً مضرب عن الطعام منذ 12 مارس، وسأظل متمسكًا بهذه الخطوة حتى إعلان وقف الحرب، والذهاب إلى حل سياسي فوري يلبي حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية على أرض وطنه.