كشف الدكتور عمرو خالد ، الداعية الإسلامي عن أبرز الصفات والأخلاق التي كان يتحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يتحلى بها جميع المسلمين ويحيوا حياة سعيدة.
وأبرز عدد خالد في الحلقة الخامسة والعشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله - الجزء الثاني"، 7 أخلاق نبوية قال إن من يتحلى بها يكسب قلوب الناس.
الابتسامة:
وأوضح أن الصفة الأولى من تلك الأخلاق النبوية :- هي الابتسامة ؛ يقول الصحابي أبو أمامة: "ما لقيت رسول الله إلا ومد يده وابتسم في وجهي"، ويقول الصحابي جرير بن عبد الله: "ما حَجبَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منذُ أسلمتُ، ولا رآني إلَّا تبسَّمَ؛ فكان صلى الله عليه وسلم يتبسم دائمًا، رغم معاناته وفقده كل أولاده الذكور وفقد زوجته خديجة وعمه وجده وأبناء عمومته، وكان يصافح الناس ولا ينزع يده إلا أن ينزع الآخر يده".
الكلام الطيب:
وأشار خالد إلى أن الصفة الثانية من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم هي:- الكلام الطيب، وهي من الأمر الإلهي في القرآن: "وقولوا للناس حسنًا"، ومن ذلك الكلام الطيب مع الزوجة والأولاد والزملاء في العمل و الجيران ومع جميع الناس.
واستشهد خالد بالحديث النبوي الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّهُ، وَكَانَ زاهرًا رَجُلًا دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وأخذ ينادي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ويَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ فَقَالَ زاهر: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ، أَوْ قَالَ: لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ.
ودلل أيضًا بحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عندما أرسل أَزْوَاجُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَاطِمَةَ الزهراء إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يسألنه العَدْلَ في عائشة؛ فَقالَ لَهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ ما أُحِبُّ؟ فَقالَتْ: بَلَى، قالَ فأحِبِّي هذِه يعني عائشة أم المؤمنين.
الاحترام والتقدير
وأفاد خالد، بأن الخلق الثالث الذي يتعين على كل مسلم أن يتحلى به أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم هو:- الاحترام والتقدير؛ فكان لا يحقر من شان أي إنسان أبدًا؛ وكان يكتب رسائل لملوك العالم فيقول: من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، ويقول: من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم مصر، كما يقول: من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس؛ فكان يحترم ويقدر الجميع.
عدم جرح المشاعر
وتطرق خالد إلى الخلق الرابع من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: كان صلى الله عليه وسلم يتحلى بعدم جرح المشاعر؛ فقد كان يراعي المشاعر لجميع الناس مسلم وغير مسلم.
ودلل على ذلك بأمره الصحابة بعدم إيذاء مشاعر عكرمة ابن أبي جهل بعد إسلامه، قائلاً لهم: "يأتيَكُم عِكْرمةُ بنُ أبي جَهْلٍ مؤمِنًا مُهاجرًا ، فلا تسبُّوا أباهُ، فإنَّ سبَّ الميِّتِ يؤذي الحيَّ، ولا يبلُغُ الميِّتَ"؛ فكان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي مشاعر الناس.
وقال خالد: كل شباب قريش آمنوا وأسلموا على الرغم من عداء آبائهم الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لأن أخلاق النبي ورحمته كانت تجذبهم نحو الإسلام الذي يرحم ويحترم المشاعر، ويقدر الجميع وينزلهم منازلهم.
وروى أن سعد ابن عبادة عند فتح مكة كان قائدًا لإحدى كتائب جيش المسلمين فقال: "اليوم يوم الملحمة اليوم يذل الله قريشًا"، أي يوم الحرب وأخذ الثأر، فرد عليه النبي: لا يا سعد بل اليوم يوم المرحمة اليوم يعز الله قريشًا، لأن النبي يرفض سفك الدماء ويعني عز قريش بالإسلام.
وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أصدر قرارًا بعزل سعد ابن عبادة وتولية ابنه قيس ابن سعد ابن عبادة بدلًا منه حتى لا يكون هناك حزن في قلب سعد، فقبل أن يحزن لعزله من قيادة الجيش يفرح بأن ابنه هو من تولى القيادة بدلًا عنه.
الهدية:
أما الخلق الخامس الذي يشير إليه خالد، فهو الهدية؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا"، ويقول صفوان ابن أمية كان محمد أبغض أهل الأرض إلى قلبي فما زال يعطيني حتى أحببته.
مساعدة الناس وقت الشدة
وبين أن الخلق السادس يتمثل في مساعدة الناس وقت الشدة، راويًا قصة قدوم رجل للتجارة إلى مكة، حيث اشترى منه أبو جهل الإبل وماطله في ثمنها، فقال الرجل لأكابر مكة من يعينني على أن آخذ حقي منه؛ فقال جماعة من الناس يهزأون به: ترى ذلك الرجل يعينك - يقصدون النبي صلى الله عليه وسلم لما يعلمونه من عداء بينه وبين أبو جهل.
وأكمل خالد: جاء الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له ما فعله أبو جهل، فقام معه صلى الله عليه وسلم حتى جاء أبو جهل فضرب عليه بابه. فقال: من هذا؟ قال: "محمد فاخرج!" فخرج إليه؛ فقال: "أعط هذا الرجل حقه". قال: لا تبرح حتى أعطيه الذى له؛ فدخل فخرج إليه بحقه فدفعه إليه، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال للرجل: الحق لشأنك.
وجاء أبو جهل فقال له الناس: ويلك مالك فوالله ما رأينا مثل ما صنعت؟ فقال: ويحكم والله ما هو إلا أن ضرب على بابى وسمعت صوته فملئت رعبا، ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلاً من الإبل، ما رأيت مثل هامته، ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط، فوالله لو أبيت لأكلني.
منطقة مشتركة:
وذكر خالد أن الخلق السابع يتمثل في بناء منطقة مشتركة مع الناس؛ لما ورد عن عمرو بنِ الشَّريدِ عن أبيه قال:- استنشَدَني النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شعرَ أُميَّةَ بنَ أبي الصَّلتِ فأنشدتُه فكلما أنشدتُه بيتًا قال هِيهِ حتى أنشدتُه مائةَ قافيةٍ قال حتى كاد بنُ أبي الصَّلتِ يُسلِمُ.
وأنهى خالد حديثه عن الأخلاق السبعة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أشعَرُ بيتٍ قالته العربُ كلمةُ لَبيدٍ: ألا كلُّ شيءٍ ما خَلا اللهَ باطلُ.. وكاد أميَّةُ بنُ أبي الصَّلتِ أنْ يُسلِمَ.
قاعدة اليوم:
وختم بذكر القاعدة الخامسة والعشرين، وهي: "7 أخلاق نبوية تكسب بها قلوب الناس... كلمة خير، ابتسامة، تقدير، جبر للخواطر، هدية، إعانة، وتشارك".
شاهد الحلقة: