أكد مشاركون في ملتقى الهناجر الثقافي أن الشخصية المصرية تمتلك حضارة تمثل هوية وطن وأن علاقة الفرد مع الوطن مقدسة ، لافتين إلى أن مصر دولة ذات حضارة متجذرة .
جاء ذلك خلال ملتقى الهناجر الثقافي الذي نظمه قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال وجاء هذا الشهر تحت عنوان "رمضان ومحبة الأوطان" بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.
أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت نحظى فى هذه الأيام بالتهنئة المتبادلة بين النسيج الواحد للوطن، ورمضان هو شهر الانتصارات ونزل فيه القرآن الكريم على نبينا محمد ﷺ، وهو شهر يبعث البهجة والفرحة فى النفوس، ويجدد الإيمان فى القلوب، مشيرة إلى أن الشخصية المصرية تمتلك حضارة جعلتها تحتفل بأعياد كثيرة تدخلنا فى شراكة قوامها المحبة والمودة والتسامح، هذه المناسبات تمثل هوية وطن، واليوم نلقى الضوء على معنى كلمة وطن وكيف نعبر عن حبنا لهذا الوطن الغالي مصر .
من جانبه ، قال نيافة الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي الأرثوذكسي ب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إننا اليوم معا في ليلة روحانية من ليالي رمضان المبارك ، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل أداء اليمين الدستورية، رئيسا للجمهورية بمقر مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة، قدم في القسم ملامح ومستهدفات المرحلة المقبلة، في مقدمتها حماية الأمن القومي للبلاد.
وأكد أن الوطن هو استقرار وحياة ومستقبل أجيال جديدة، و مصر وطن الأهرامات والنيل ومعالم كثيرة تمثل لوحة مرسومة فى قلب كل فرد، والوطن هو المسؤولية التى يمكن أن نؤديها لهذا البلد، حتى يستكمل أبنائنا مسيرة البناء .
بدوره، أشاد فضيلة الشيخ الدكتور مظهر شاهين، بدور واعظات وزارة الأوقاف وما يقمن به من نشاط توعوي هام وحيوي، وقال حين نسمع كلمة وطن نشعر بحنين داخلي للمدينة أو القرية التى تربينا فبها، وهذا ماجعل النبى محمد ﷺ يبكى حين خرج من مكة، فعلاقة الحب والحنين للبلد تجعلنا ندافع عنها ونسعى لها بالتقدم والرقى، فعلاقة الفرد مع الوطن علاقة مقدسة، ليست رفاهية ولا اختيار، لا تتبدل ولا تتغير ولا تنفك عن الفرد حتى لو غير جنسيته يجد الوجدان والقلب متعلق به .
من جانبها قالت الدكتورة وفاء عبد السلام الواعظة بوزارة الأوقاف، إن الوطن بالنسبة لها هو شمس وهواء وسماء مصر، مدرستها وبيتها وجيرانها، مصر هى الحب الذى نلتمسه فى كل مكان متكاتفين فيه، وجمال مصر يتمثل فى وجود المسجد بجواره الكنيسة، مصر تعمل فيه واعظات الأوقاف مع خادمات ومكرسات الكنيسة فى مبادرة واحدة، لافتة إلى أن كل هذا الحب يجعلنا نحافظ على كل شى فى بلدنا، ونكون مصلحين وفعالين ونساعد فى توعية ونشر المفاهيم الصحيحة .
من جهته، قدم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر، التهنئة لكل الشعب المصري بمناسبة تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، ودعا الله أن يوفقه لكل ماهو خير للوطن، مؤكدا أن حب الوطن هو من مبادئ الإسلام التى ينبغى أن تكون واجبا من الواجبات، وبدون أمن وأمان للوطن لا يتحقق فيه مقاصد الشريعة الإسلامية الخمس كما قال الإمام الغزالى : " ومقصود الشارع من الخلق خمسة، أن يحفظ عليهم دينهم وأنفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم"، فكل ما يوصل لحفظ هذه الأمور الخمسة فهو مصلحة ونفع، ولا تتحقق إلا فى وجود وطن آمن، مؤكدا أن مصر دولة ذات حضارة متجذرة وتقدم من آلاف السنين .
وأكد الفنان القدير طارق الدسوقي، أن مصر هى أول دولة نظامية عرفها التاريخ، وأن الشعب المصري هو أعظم الشعوب، و مصر هبة المصريين وليست هبة النيل، وكل ما له علاقة بالثقافة والفن والإبداع أوله مصرى، لافتا إلى أن كل ذلك يستوجب علينا الحافظ عليها ضد كل ما يحاك لها من مؤامرات من الداخل والخارج، فصمام الأمان لهذه البلد هو تماسك جبهتنا الداخلية، وتنمية الوعى لدى كل فئات المجتمع خاصة الشباب، حتى يكون الشعب حائط صد لكل المؤامرات، ولكل فكر متطرف وإرهابى .
وقدم الشاعر أشرف البنا شاعر المحروسة، مجموعة من قصائده فى حب الوطن، وتخلل الملتقى عدد من الفقرات الفنية قدمتها فرقة المولوية بقيادة الفنان الدكتور عامر التوني، الذى تغنى بباقة من أشهر قصائد المديح النبوي لكبار شعراء الصوفية، بحضور كوكبة من المثقفين والأكاديميين وعلماء الدين، وعدد من قيادات بيت العائلة المصرية واللجان النوعية .