أكد علي وهيب المحلل السياسي ، ان إستئناف مفاوضات التهدئة في قطاع غزة اليوم في مصر يدل على تمسك القاهرة ببارقة الأمل وإصرار القيادة المصرية للوصول إلى تفاهمات بخصوص وقف إطلاق النار وفرض التهدئة في المنطقة .
وقال وهيب أن أهم النقاط التي ستشهد مناقشات كبيرة في المفاوضات هي عودة النازحين لشمال القطاع بإعتبار هذا الأمر هو العقدة الأكبر في المفاوضات لرفض الجانب الإسرائيلي هذا الأمر من قبل وتعنته في إدخال المساعدات الإنسانية في الشمال لكن متوقع حدوث انفراجة في هذا الموقف خاصةً وأن الفترة الأخيرة شهدت نقد عالمي كبير لإسرائيل بعد مقتل عدد من عمال الإغاثة في غزة والتأكد من إستهداف الإحتلال للمدنيين وربما يسهم هذا الضغط في حلحلة الموقف الإسرائيلي تجاه عودة النازحين والسماح بإدخال أكبر قدر من المساعدات، لافتا شاهدنا جميعا إن اللغة الأمريكية إختلفت في الأيام الأخيرة حيال إستمرار الحرب على غزة لأن العالم كله يعلم أن إسرائيل تجاوزت حدودها وخرجت عن الحدود الدولية في الحرب وهناك ضغط كبير من المنظمات الدولية والنقابات في عدد من الدول الأوروبية منها مثلًا تفكير نقابة المحامين في ألمانيا تحريك دعوى قضائية ضد حكومتهم لدعمها لإسرائيل بالأسلحة وكذلك يوجد تنديد شعبي متواصل في كندا وأستراليا وإيرلندا وتيقن الجميع أن تعنت نتنياهو سيضع المنطقة والغرب في مأزق جديد من حيث إنتشار حركات التطرف الجديدة.
ويرى أن أمريكا تيقنت الآن من ضرورة وقف نزيف الدماء وهذا ليس تغيرا إستراتيجيا أو أخلاقيا أو صحوة ضمير لكنه نابع من أمرين أولا:: أن هناك مصالح إستراتيجية للولايات المتحدة بدأت تتضرر كثيرا في العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط وثانيا: ضغط الإنتخابات على بايدن والضغط الداخلي أيضا، ولذلك الوفد الإسرائيلي سيذهب لهذه المفاوضات بنقاط ضعف كثيرة هذه المرة خلافا للمرات السابقة أهمها الإخفاقات التي قامت بها إسرائيل في الأسبوع الأخير سواء قتل عمال الإغاثة الدوليين في غزة وقرار أستراليا بتعين مستشار خاص للعمل مع إسرائيل لضمان "الثقة الكاملة" في التحقيقات بشأن الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل سبعة من موظفي الإغاثة بينهم أسترالية .. وبهذا تكون الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 196 عاملا بالمجال الإنساني منذ 7 أكتوبر .. أو تصاعد غضب المجتمع الدولي في مواجهة إسرائيل وانتقادها بجميع المجالات والمحافل الدولية، وتظاهر عشرات آلاف من الإسرائيليين ضد نتن ياهو بعد نصف عام من الحرب يطالبون بإجراء إنتخابات مبكرة وإستقالة الحكومة الحالية من منصبها.
وأضاف ان مجلس حقوق الإنسان تبنى قرار يدعو إلى محاسبة إسرائيل على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة ووقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل بتصويت 28 دولة لصالح القرار .. وقلق الأمين العام للأمم المتحدة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الذكاء الإصطناعي لتحديد أهداف في حربه على غزة مما أدى إلى إرتفاع مستوى الخسائر في صفوف المدنيين .. وتسبب في إستشهاد أكثر من 13 ألف طفل ... ولذلك بدأت تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن ومحاسبة إسرائيل على جرائهما أمام المحكمة الجنائية الدولية.