بداية جديدة

بداية جديدةسعيد عبده

الرأى7-4-2024 | 16:24

الثلاثاء 2 إبريل 2024، الإعلان الرسمي لجمهورية الأمل، بداية الولاية للرئيس السيسي، و حلف اليمين أمام مجلسي النواب والشوري بالعاصمة الإدارية.. إيذانًا بالبداية وأيضًا انتقال عمل البرلمان والوزارات بل المقر الرئاسي.

مرحلة بناء الإنسان

هي فعلًا بدأت، ولكن ستكون لها الأولوية الخاصة في الفترة القادمة؛ إيمانًا بأن الإنسان هو أساس التقدم وهو الماضي والحاضر والمستقبل.

ولا يمكن بناء الإنسان إلا من خلال ثلاثة محاور أوضحها الرئيس السيسي مرات كثيرة، وهي الصحة و الثقافة والتعليم.

الصحة

كانت محور الاهتمام الأساسي في الفترة أو الولاية السابقة للرئيس وقدم فيها العديد من الأفكار، ونفذ مشروعات كثيرة مهمة لم تكن مسبوقة في أي عهد، وسجلت أرقامًا قياسية في الرعاية الصحية علي مستوي المشروعات في الشرق الأوسط، وبناء منظومة صحية متكاملة، وهي التأمين الصحي الشامل، والذي بدأ في بورسعيد بمنظومة جديدة تتكفل بتقديم أحدث علاج للمشاركين في هذا النظام، الذي يغطي كل فئات المجتمع، وأنشأت أحدث المستشفيات والمراكز الصحية وإعداد الكوادر القادرة علي تنفيذ هذه الخدمات.

وبعد نجاح تجربة بورسعيد امتدت إلي مدن القناة، ثم إلي محافظات أخري في إطار الوصول إلي تغطية شاملة لمحافظات الجمهورية.

أيضًا المشروعات الأخري مثل فيروس c، والذي نجحت مصر في القضاء عليه، واحتفلت الأمم المتحدة من خلال منظمة الصحة العالمية بذلك تقديرًا لدور مصر الريادي.

ثم نجاحنا في أزمة كورونا، وتصنيع الأمصال اللازمة داخل مصر، بل وتوفير احتياجات بعض الدول في إفريقيا، والعديد من المشروعات للكشف المبكر عن الأمراض، مثل بهية، والفحص الطبي الشامل من خلال مستشفيات وحملات متنقلة إلي العديد من المحافظات، خاصة المناطق النائية.

إن التطوير الذي تم في الخدمات الصحية، والارتقاء بها وزيادة مشاركة القطاع الخاص أدي إلي تحسن الخدمات وانتشارها لتصل لأكبر عدد من المواطنين.

التعليم

بالتأكيد كانت الميزانيات المخصصة للتعليم غير مسبوقة في تاريخ مصر، وزاد عدد المدارس مع تطوير الخدمات التعليمية وإعداد المعلم وإدخال التعليم الرقمي مع بنك المعرفة لأول مرة.. وذلك لتغطية احتياجات السكان ومواكبة الزيادة السكانية واحتياجاتها التعليمية.

ولكن ما زال أمامنا مشوار كبير فللأسرة دور مهم، يجب أن يعود، ثم المجتمع والإعلام بجانب دور الدولة ممثلة في الوزارة للارتقاء بمستوي جودة التعليم والقضاء علي الدروس الخصوصية، التي تنهك قدرات وميزانيات أي منزل مصري.

فيجب أن يكون هناك دور للمجتمع والأسرة أكبر، وهذا جاء في الحوار الوطني ليؤكد علي أهمية إعداد مدرس قادر علي تنفيذ البرنامج الدراسي، وأن يحظي باحترام الطالب ويحببه في العملية التعليمية، وأن تكون التربية مع التعليم هي الأساس.

إن بداية تكوين الهوية يبدأ من الأسرة، ثم المدرسة، وهناك تكوين الشخصية في تعلم دينه، وأن يعرف وطنه وحقوقه وواجباته واحترام الغير.. وغيرها من مكونات الشخصية وجزء مهم من بناء الإنسان.

الثقافة

هي المكون الأساسي للهوية، وإعداد الإنسان الواعي المنتمي، والقادر علي التمييز، والعطاء، وهنا الصعوبة و الثقافة ليست وزارة فقط، بل مناخ عام جاذب للإبداع ويشجع عليه ويحتضن المبدع.

وهي تركيبة غريبة وليست صعبة، ولكن لها مكونات مهمة تساعد علي ذلك بيئة تشريعية حاضنة ومتطورة، تتواكب مع ما يستجد في العالم.. فلا يمكن أن يتحقق إبداع، ولدينا قوانين تزيد عمرها علي الخمسين عامًا وأكثر.

لدينا قوانين يجب أن تعدل لتكون حامية للإبداع والعديد من الاتفاقات الدولية لم توقع عليها مصر!

بل أيضًا هناك تحرك في العالم نحو التطوير للتشريعات لحماية مبدعيهم ونحن مازلنا في المهد.

مصر طول عمرها جاذبة

نعم مصر قبلة للجميع، وتاريخنا شاهد علي ذلك، فقد كانت الهجرة من الشام والغرب أوروبا وأمريكا وجهتها مصر ليبدع المفكر والأديب والشاعر والتاجر والصانع.. والفنان.

مصر هوليود الشرق، ولكن هناك آليات يجب أن تتم لتعود هذه الصفة أو تتجدد معنا.. لدينا مدينة الفنون و الثقافة في العاصمة الإدارية، و الأوبرا اليابانية في الجزيرة، والأوبرا الجديدة في العاصمة الإدارية.. ومدينة الإنتاج الإعلامي.. وأيضًا النايل سات الذي كان أول شيء في هذا المجال في الشرق.

لدينا أجيال من المؤلفين والمخرجين وخريجي الجامعات.. لدينا أكاديمية الفنون ومعهد الموسيقي العربية.

وأعتقد أن هناك فرصة كبيرة، أن تكون هناك ثورة وانتفاضة لتعود من جديد مع الجمهورية الجديدة، وأول تليفزيون في المنطقة نحن مصدرون للإبداع بمختلف أشكاله، ولكن نحتاج إلي المزيد من التنظيم والاستفادة بالأصول المعطلة من السينمات والمسارح.. وأن ترعي الدولة صناعة، مثل صناعة النشر، لدينا أعرق دور النشر في المنطقة العربية، أو الشرق الأوسط 134 عامًا دار المعارف، وأقدم أوبرا، وأقدم مطابع، وأحدثها في نفس الوقت.. ولكن نحتاج مكملات ورؤية جديدة للثقافة شاملة لأنها هي القاطرة لكل شيء.

نحن مؤثرون ولدينا القوي الناعمة التي حبانا الله بها، آمل أن تنمو وتعود مع توفير الضمانات الكفيلة بذلك.
لدينا أعرق صحافة، بل مدرسة الصحافة، وكليات إعلام في عدد من الجامعات.. كل ذلك من الأسس المكونة للجمهورية الجديدة كما أتمناها.

الزراعة والصناعة

هما عماد اقتصاد الدولة، وخلال السنوات القليلة الماضية أثبتت الزراعة، بل طول عمرها.. فمصر دولة زراعية قديمة..

والأزمات الأخيرة بفضل الله والإنتاج المصري لم تشعر بعدم توافر أي منتج زراعي، بل زاد التصدير ليصل إلي أكثر من مليار وخمسمائة مليون دولار.. ونستطيع تحقيق المزيد من خلال فتح أسواق جديدة لمنتجات ذات جودة ونكهة مصرية يفضلها المستهلك من كل مكان وخاصة في الموالح والفراولة والبطاطس وغيرها من المحاصيل الزراعية المهمة.

ولأول مرة يتم إضافة أراضي زراعية جدية وخطة للوصول إلي 1.5 مليون فدان للمساحة المتاحة الآن مع تحديث نظم الري والزراعة، واستخدام الوسائل الحديثة، وهنا تساعد الدولة المنتج كثيرًا لزيادة الإنتاج وخاصة في المحاصيل الاستراتيجية مثل السكر والأرز والقمح وغيرها.

الصناعة

هناك تطور كبير ودور للقطاع الخاص برعاية الدولة، ونحتاج المزيد لتحقيق حد أدني من الاكتفاء الذاتي وزيادة فرص العمالة، والتشغيل للشباب وتنمية الابتكار.. وأيضًا تشغيل المصانع المتوفقة وتوفير التمويل اللازم من مبادرات عديدة، أهمها ابدأ التي ساعدت علي دخول العديد من الشباب في مشروعات صناعية وإنتاجية نسعد بها.

جمهورية جديدة.. أمل جديد.. تحد كبير.. تحتاج إلي عمل أكبر والله الموفق

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2