للتمر و البلح فوائد غذائية وصحية عظيمة، بالإضافة لمكانتهما العظيمة عند المسلمين، وفي شهر رمضان الكريم تبلغ مكانة البلح و التمر قمتها عند الأسرة المصرية والعربية لارتباطها الروحي بمائدة الإفطار طوال هذا الشهر الفضيل، اتباعا لسنة رسول الإسلام المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولأن كحك العيد يسبب السمنة ويضر بالصحة فيمكن استبدال الكحك ب التمر لما له من فوائد صحية..
قد بدأ الارتباط بين الشعب المصري و البلح و التمر مع بدايات الحضارة المصرية القديمة، التي سجلت على شواهد وجدران المعابد عشق وتقدير المصريين للنخل المُثمر في أكثر من مشهد يوثق ويُسجل هذا التقدير الكبير لتلك الثمرة المفيدة، ويذكر لنا القرآن الكريم قصة السيدة مريم العذراء، فيخبرنا عن لحظة المخاض لوضع سيدنا عيسى عليه السلام، واحتياجها الفائق إلى ما يعوض جسدها عما فقدته من طاقة فيخبرها رب العزة سبحانه وتعالى ،( وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)-( سورة مريم)، فى إشارة واضحة الى الفوائد العظيمة التى تُسقطها النخلة من ثمرات مباركات عظيمة الفائدة الغذائية ، وكان تناول الثمرات من السنن المحبة لرسول السلام والإسلام المصطفى طه صلى الله عليه وسلم ، فكان يحب تناولها بأعداد وترية ثلاثة أو خمسة أو سبعة، والإفطار عليها فى صيام رمضان وغيره من الأيام القمرية والأيام التى كان يصومها سيد الخلق أجمعين (ص) .
مصدر طاقة
وتقول د. مروة شعير، أستاذ مساعد الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، إن التمر مهم للصائم حيث ينشط العصارات الهضمية ويقى من الحموضة والإمساك ويحسن من مستوى الحموضة فى الدم ، كما أن التمر يحتوى على نسبة مثالية من السكريات الأحادية (الجلوكوز والفركتوز)، والتى تمتص فى دقائق وتعطى الجسم الطاقة، وأيضا السكريات الثنائية (السكروز)، التى تأخذ وقت أطول للهضم والامتصاص حيث إنها تمر بمجموعة من العمليات «الكيموحيوية»، لتتحول إلى سكريات أحادية تعطى للجسم طاقة للجسم تستمر لفترات طويلة ، قد تلبى جزءا كبيرا جدا من احتياجاته للطاقة.
ومن زاوية تأملنا فى الحكمة التى قدمتها لنا السُنة النبوية الشريفة من الناحية الغذائية سنجد أن جسدنا أثناء فترة الصيام تنخفض فيه الطاقة ويحتاج فى الإفطار على مصدر غذائى يعوض ما فقده من طاقة خلال فترة الصيام، وأسرع مصدر للطاقة هى «السكريات الاحادية» حيث إنها سهلة الامتصاص وتحديدا فى حاله الصيام حيث تكون المعدة والأمعاء خالية تماما، وعند تناول البلح و التمر تحدث عمليتى الهضم والامتصاص بسرعة كبيرة، ويتم مد الدم ومن ثم المخ بالجلوكوز اللازم لاستعادة الجسم لنشاطه وحيويته .
فوائد ومحاذير
وتضيف شعير مجموعة من الفوائد والنصائح المتعلقة ب البلح و التمر فتقول، يفضل أن يتناولوا وقت الإفطار على الريق ما لايزيد عن ثلاث تمرات فقط، ويمكن تناول باقى السبع تمرات على فترات زمنية متباعدة عقب الإفطار وطوال اليوم ومن المهم جدا التأكيد على انه يجب الاكتفاء بتمرة واحدة لمرضى السكري، قبل الإفطار وكذلك الحوامل فى الشهور الأولى من الحمل، لتجنب ارتفاع مستوى السكريات فى الدم لهؤلاء الفئات.