أستاذ بجامعة القدس لـ "دار المعارف": واشنطن لن تسمح بتمرير أي قرار لصالح فلسطين خلال هذه الفترة

أستاذ بجامعة القدس لـ "دار المعارف": واشنطن لن تسمح بتمرير أي قرار لصالح فلسطين خلال هذه الفترةالدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

عرب وعالم19-4-2024 | 13:55

قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي في حركة فتح، أن حق النقض «الفيتو» التي استخدامته الولايات المتحدة الأمريكية ضد مشروع يطالب بمنح العضوية الكاملة ل فلسطين في الأمم المتحدة، كان متوقعًا جدًا، والقيادة الأمريكية حاولت خلال الأيام الماضية الضغط بإتجاه عدم وصول القرار على تسعة أصوات «الخط الأزرق»، وتم تأجيل هذا التصويت، وأعادت الدبلوماسية العربية الحراك على مستوى الدول؛ لحصول القرار على تسعة أصوات الحد الأدنى لتمرير المشروع، في حين حصل القرار على أثنا عشر صوتًا من ضمنهم فرنسا، واستخدام الفيتو من قبل أمريكا كان متوقعًا، خاصةً عقب تصريح ممثل الولايات المتحدة بأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة يجب أن تتم عبر مفاوضات؛ وبالتالي هذا الفعل كان متوقعا، ولكن نحن كـ ساسيين وأكاديميين نصحنا بأن التقديم لعضوية فلسطين لا ينبغي أن يكون في هذه الفترة، فالتوقيت كان خطأ؛ لأن الأجواء بشكلٍ عام لن تسمح بتمرير هذا القرار، فكان لدينا تجربة ومحاكاة واضحة، فعندما أخفق الديمقراطيين في عام 2016 في البقاء في الحكم حينها وافقوا على قرار 2334، الذي يدين الاستيطان، وعندما عادوا إلي الحكم لم ينفذوا ولكن تم تمرير هذا القرار من باب المناكفة السياسية للجمهوريين، ولكن مع الأسف صناع القرار أصروا على هذا التوقيت.

وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: لكن أخفاق هذا المشروع ليس نهاية الكون، فهي مرحلة من مراحل صراع بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي، الذي وصف مجلس الأمن في حال موافقته على منح فلسطين العضوية بـ«مجلس الإرهاب»، ففى هذه الفترة كان من الواضح أنه لن يُمرر هذا المشروع، و واشنطن لن توافق على منح فلسطين العضوية الكاملة، فكان بإمكاننا أن نطالب ليس بقيام دولة فلسطينية أو بعضوية، بل نطالب المجتمع الدولي بتنفيذ قرار 181 والذي يمنحنا دولة على 46% أرض فلسطينية ولكن مع الأسف العالم اعترف بالاحتلال فهو من عام 49 وهو محتل 78% من الأراضي الفلسطينية التاريخية، ويتجاوز قرار التقسيم بشكلٍ أو بآخر، و واشنطن لا تريد أن تغضب منظمة الإيباك والإنتخابات الأمريكية على الأبواب، وكل الهمسات حول رغبة واشنطن في الاعتراف بالدولة الفلسطينية لتحريك عملية السلام كان من ضمن صفقة مقابل تطبيع السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الاحتلال رفض ذلك وحتي مجرد الالتزام الشفهي وفتح مسارات مفاوضات رفضها الإسرائيلين؛ وبالتالي أُجهدت هذه المحاولة، وأمريكا تُكيل بمكيالين في هذا الملف، والأمر أيضًا الذي كان متوقعًا هو ما فعلته بريطانيا من امتناعه عن التصويت، على الرغم من إنها وعدت سابقًا بالإعتراف بالدولة الفلسطينية ولكنها منذ فترة وهي تتجنب الدخول في تصويت مباشر ضد العديد من القرارات السابقة بمجلس الأمن؛ لأنها تعلم أنه سيكون هناك فيتو، وفي حال وجوده تُفضل بريطانيا عدم التصويت.


وتابع: لكن ما كان ليس متوقعًا هو امتناع سويسرا، فكان من المتوقع أن تصوت سويسرا لصالح القرار لكن امتنعها كان مفاجئ، ولكن ما دام هناك فيتو وحتي وإن صوتت أربع عشرة دولة لصالح القرار لن يمر، وهذه جولة وفشلت وليست نهاية المطاف، ويجب أن تأسس إلى قراءة فلسطينية أكثر عمقًا، بأن يكون صُناع القرار لديهم مقدرة على قراءة الواقع، فهذه محاولة وأتمني أن تتكرر في نهاية هذا العام إذا «أخفق الديمقراطييون» بالاستمرار في الحكم، هُنا يجب أن يقدم الفلسطينيون أو المجموعة العربية طلب منحنا عضوية كاملة، وحتى أن لم نحصل عليها فهي مجرد مرحلة من مراحل الصراع الدبلوماسي، ولكن يجب على المجتمع الدولي تحت بند «متحدون من أجل السلام» أن يطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من حدود الدولة الفلسطينية، وبشكلٍ عام هذه مرحلة تدفعنا بصراحة وبشكل واضح إلى فكرة استغلال هذا الاخفاق لترتيب البيت الفلسطيني، الذي يعاني من حالة عجز وانقسام لا نعلم إلى أين سيصل به المطاف.

أضف تعليق