وكالات
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي موجها حديثه للرئيس السوداني عمر البشير: "نؤكد فخامة الرئيس على أن هذا الفهم المتبادل والتقارب في وجهات النظر يعكس حقيقة واضحة أكدها التاريخ المشترك الطويل للبلدين، وأثبتها الواقع الحالي وزادها وضوح مستقبلهما المشرق، ألا وهي تحقيق مصالح شعبينا وبلدينا، وهذا التطابق الذي يجعل من استقرار وأمن السودان الشقيق جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.. ويجعل من تنمية ورخاء مصر أحد الأسس الرئيسية لأمن ورخاء الشعب السوداني الشقيق".
وأضاف الرئيس السيسي " وإعمالا لهذا التوجه شهدت الفترة الماضية خطوات متعددة نحو تفعيل ما سبق وما تم الاتفاق عليه من مشروعات، وإذ يجري العمل حاليا بشكل حثيث من أجل تنفيذ مشروع الربط الكهربائي، كما تم التباحث حول إقامة مشروع لربط خطوط السكك الحديدية، وهي مشروعات استراتيجية طال انتظارها".
وتابع الرئيس السيسي: "والحقيقة بتنفيذ هذه المشروعات ستكون هناك نقلة نوعية في العلاقات وتيسير حركة الأفراد وانتقال السلع والبضائع بين البلدين، وهذا ما نتطلع إليه، ويكون دافعا قويا لإقامة المزيد من المشروعات الإنتاجية والخدمية المشتركة ".
وأشار السيسي، إلى أن مسيرة العمل المشتركة بين البلدين تؤكد أنها انطلقت منذ فجر التاريخ وتزداد كل يوم قوة عن اليوم السابق، وهذا يعظم ويزيد من تشابك المصالح ويحقق فرص التكامل بين البلدين، بما يعود بالنفع والرخاء على شعبي وادي النيل، لافتا إلى أن ذلك سيشجع الأجيال القادمة نحو مزيد من الترابط والتكاتف سيرا على هذا النهج.
وفيما يخص التعاون الاقتصادي والتجاري.. قال الرئيس السيسي - خلال كلمته - "الحقيقة.. ما نواجهه من تحديات اقتصادية وما يمر به العالم من تقلبات في هذا الخصوص يدفعنا إلى التفكير في سبل تعاوننا على هذا الصعيد، ونحن تحدثنا فخامة الرئيس أثناء لقائنا الثنائي على أن يكون لدينا طموح يركز أولا على تحقيق ما يكفي لتلبية احتياجات الشعبين المصري والسوداني قبل التفكير في الانطلاق إلى الأسواق العالمية".
وعبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين مصر والسودان، قائلا: "حزمة الاتفاقات التي سيتم التوقيع عليها خلال هذا الاجتماع (اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان على المستوى الرئاسي) تُشكل أرضية صلبة في تعزيز علاقاتنا في مختلف المجالات، وتمثل بذلك قيمة مضافة حقيقية وجديدة لما سبق وأن أبرمه البلدان من اتفاقيات في مختلف المجالات، وهو الأمر الذي يجعلنا أكثر تفاؤلا بمستقبل العلاقات بين مصر والسودان".
وأضاف لرئيس السيسي: "الحقيقة العالم اليوم لا يعتد إلا بالتكتلات، لا ينظر ولا يحترم ولا يقدر إلا التكتلات الاقتصادية الكبرى، وهذا يفرض علينا دائما أن نتحدث بصوت واحد من أجل مواجهة تلك التحديات".
وأوضح أن مصر والسودان تمتلكان الموارد والإمكانيات السودان التي تؤهلهما لذلك، وهو ما يندر وجوده في دولتين متجاورتين.
وقال: "المقومات التي نتحدث عنها بين مصر والسودان يندر وجودها بين دولتين آخريين، فإذا استطعنا من خلال التعاون والمشروعات المختلفة أن نُلبي احتياجات شعبي وادي النيل بمصر والسودان سيكون أمر عظيم جدا".
وقال الرئيس السيسي مُخاطبا الرئيس البشير: "الحقيقة فخامة الرئيس أن تعزيز التبادل التجاري والمشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة بين بلدينا سيعود بالنفع المتبادل على الشعب المصري والسوداني، وسيساهم في رفع قيمة الاستثمارات المتبادلة بما يوفر مزيدا من فرص العمل لأبناء وادي النيل، وهذا أمر نحن نثق أنه سيكون في صدارة اهتمامات السودان خلال المرحلة القادمة".