دموع من نوع آخر، صراخ لا يٌسمع له صوتا، أنه أنين حرائر غزة ودقات قلب تاج الرءوس تتسارع، هى تقص مأساتها مع جنود الاحتلال، تقول ورأسها مطأطأ فى الأرض إنهم أمروها بالتعرى والوقوف أمامهم بالساعات، كان معها فى الأسر مجموعة كبيرة من الجيران، تستطرد قائلة:
إن ألسنة جنود الاحتلال لا تسكت عن قذفنا بأفظع ألوان السباب وحتى سمحوا لنا بالمغادرة بعدما أطلقوا النار على عدد من الأسرى.
وإمعانا من جيش الاحتلال فى انتهاك حرمة حرائر غزة ينشر مقاطع مصورة لجنود إسرائيليين يعبثون بملابس داخلية نسائية عثروا عليها فى منازل الفلسطينيين، التى اقتحموها واحتلوها، والقصد من نشرها الاعتداء على كرامتهن، وتشويه شرف حرائر قطاع غزة، المساس بنقاء وعفة نساء صويحبات الأرض نهج كل محتل بغيض.
وسلوك جنود الاحتلال الإسرائيلي مع نساء مستشفى الشفاء لا يقل قبحا عن جرائم جنود الصرب تجاه نساء البوسنة والهرسك، فما زالت مستشفيات البوسنة شاهدة على اغتصاب وتعذيب النساء المرضى والنساء المرافقات لذويهن، بشكل عام استخدم جيش الصرب الاغتصاب والتحرش والانتهاك الجنسي وسيلة لإذلال الشعب البوسنى.
وتتطابق حكايات نساء وفتيات غزة مع أخواتهن فى البوسنة، أخبرت نساء البوسنة عن توجيه جنود الصرب فوهة بنادقهم نحوهن لإجبارهن على خلع ملابسهن، يستخدم العدو العنف الجنسى دائما كتكتيك عسكرى متعمد؛ لتحقيق أهدافه السياسية، من بينها الإذلال ودفع سكان الأرض على المغادرة أو لترهيب المجتمع وخضوعه لخطط المحتل.
ورفعت عشرات المنظمات الحقوقية الأجنبية والعربية مذكرات ترفضن فيها تزايد وتيرة العنف الجنسى فى قطاع غزة، وطالبوا المجتمع الدولى بالتدخل الفورى؛ لحماية النساء الفلسطينيات، تحمل المذكرات شهادات مروعة عن الانتهاكات الجنسية الجسيمة، التى تعرضن إليها على أيدى قوات الاحتلال الإسرائيلى داخل مجمع الشفاء الطبى.
ورصدت المنظمات الحقوقية فى الفترة الأخيرة اعتقال 200 امرأة وفتاة فى غزة، و147 إمرأة فى الضفة الغربية، تم إجبارهن على التعرى وتصويرهن فى أوضاع مشينة داخل أماكن الاحتجاز ويمارس جيش الاحتلال هذه الجرائم الجنسية لإجبار أصحاب أراضى فى الضفة على تسليمها لحكومة الاحتلال الإسرائيلى، هذا ينفى تمامًا إدعاء أن جيش الاحتلال الأكثر أخلاقى فى العالم.