مرة أخرى.. المصريين فى الخارج !

الرأى22-4-2024 | 16:00

أعتقد أن المصريين العاملين فى الخارج ما زالوا من أكبر عناصر القوى الناعمة المصرية، وقد بلغوا أكثر من 14 مليون، نسبة كبيرة منهم هجرة شرعية لأمريكا والدول الأوروبية، ونسبة أخرى يعتد بها "عقود عمل" فى دول الخليج، والنسبة الباقية تتمثل فى الهجرة غير الشرعية للعمل فى بعض الدول الأوروبية، والتى يطلق عليها البعض "الدول المسنة" حيث أغلب السكان من كبار السن، مع انخفاض نسبة الشباب القادر على العمل، والأهم ما شهد به الأوروبيون من أن "المصرى" هو الأكثر التزاما فى العمل، والأسرع اندماجا فى المجتمعات الجديدة حتى لو كانت هجرة مؤقتة!

وكانت تحويلات المصريين فى الخارج الأعلى كمصدر للنقد الأجنبى، والذى بلغ 22 مليار دولار وهو ما وضع مصر فى المرتبة السادسة فى قائمة الدول الأكثر تلقى للتحويلات.

وعندما تغيرت الظروف الاقتصادية مع تذبذب سعر الدولار فى السوق المصرى، انخفضت التحويلات إلى أقل من النصف، وهنا لجأت مصر "لما سمى بالمسارات الجديدة والبديلة، حيث قدمت خدمات مهمة للعاملين فى الخارج بمقابل أجنبى، مثل استخراج الجوازات أو تخصيص أراضى، أو استيراد سيارات.

وقد كشفت الدراسة التى قام بها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية عن سوق العمل المصرى مقارنة بالسوق الخليجى، وخاصة فى الربع الأول من العام الحالى وعرضت فى ندوة عقدت مؤخرًا وقد أدارتها باقتدار د. عبلة عبد اللطيف مديرة المركز وشارك فيها كل من وزيرة الهجرة سها الجندى، وحنان الشيخة مديرة الموارد البشرية بالبنك الأهلى وجمع غفير من المشاركين يتقدمهم عمرو موسى والسفراء رؤوف سعد، وإسماعيل خيرت، ووزير الاتصالات الأسبق ماجد عثمان وغيرهم.

وقد كشفت الدراسة أن الشركات الخليجية بدأت فى الإعلان عن طلباتها من العمالة المصرية من خلال المواقع المصرية المحلية – وهذه المواقع – والتى بلغ عددها 33 موقعا، وفّرت أكثر من ثمانية آلاف فرصة عمل.

ولكن لوحظ ارتفاع الطلب على أصحاب الخبرات من العمالة المؤهلة، وعدم وجود طلب على الحاصلين للدكتوراه أو الماجستير.

كما زالت السعودية والإمارات وقطر والكويت الأكثر استقبالا للعمالة المصرية، وإن كان العدد فى الأولى انخفض بسبب الكورونا!

وقد كشفت تعليقات الحضور عن مشكلة هجرة بعض الشركات للعمل من دول الخليج، كما طالبت المصرفية حنان الشيخة بضرورة إعادة التدريب الصيفى للطلاب لتأهيلهم لسوق العمل، وأن تحاول الجهات المعنية الحفاظ على الخبرات والكفاءات المصرية، خاصة بعدما لوحظ هجرة الأطباء إلى الخارج.

أضف تعليق