لواء عاصم شمس الدين: سيناء رويت بدماء شهدائنا ولن نفرط فيها

لواء عاصم شمس الدين: سيناء رويت بدماء شهدائنا ولن نفرط فيهااللواء عاصم شمس الدين

هو أحد أبطال الدفاع الجوى، تخرج فى الكلية الحربية سنة 1966، و خدم فور تخرجه فى سيناء حيث نشأت بينه وبين أرض الفيروز محبة وعشق من نوع خاص، أصبح زائرا دائما لها ليتذكر أيام الحرب والسلام ، إنه اللواء دكتور عاصم شمس الدين الذي يروى لـ"أكتوبر" أهمية براعة التخطيط ودقة التنفيذ لاسترداد سيناء، فاستخدمت كل إمكانات الدولة لتحقيق هدفها لتحرير أولًا ثم فرض السلام، والذى كان بداية لانطلاق التنمية فى سيناء.

بداية يقول شمس الدين إن تحرير سيناء هو خير مثال على التخطيط السليم للوصول إلى الهدف بالجهد والعرق والإخلاص، وهو من أهم الدروس المستفادة من الصراع العربى الاسرائيلي، ف إسرائيل دولة توسعية استعمارية نفذت استعمارا استيطانيا فى فلسطين وسلبت مقدراته وتسعى للتمدد على حساب دول الجوار ولا تعرف قوانين دولية، فهى دولة لا تحترم سيادة الدول ويعتبر تكوينها الإجرامى هو السبب فيما رأيناه خلال حرب 1948 و1967 والتوسع على حساب الأراضى العربية.

وأضاف أنه كان لاستيلاء إسرائيل على سيناء رد فعل قوى، فهى جزء عزيز من أرض مصر التي لا تفرط فى حبة رمل من أراضيها، فكان القرار السياسي بالحرب لاسترداد سيناء يتفق مع الشعور الوطنى للمصريين، مؤكدا أن الطريق إلى تحرير سيناء تم بالفهم الجيد ودراسة الوسائل والأدوات المناسبة للوصول للهدف فى ظل الظروف المحيطة، وعن طريق استخدام معلومات دقيقة وصحيحة وأدوات مناسبة لتحقيق الهدف، وقبل 1967 كان الشعور الوطنى عاليا، لكن كان ينقصنا التنظيم الجيد ودراسة الوضع ووضع خطط سليمة، فقد كانت هزيمة 1967 درسا استراتيجيا عسكريا، حيث لم تكن القوات فى وضع صحيح وكانت المعلومات غير مكتملة ولم يكن هناك فهم لحقيقة تطور الخطط العسكرية، فكانت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات غير قادرة على الاشتباك أو إصابة الأهداف فكانت النتيجة الحتمية هى الهزيمة.

وأشار إلى أن القيادة السياسية نجحت فى إعادة دراسة الوضع وبناء القوات المسلحة بشكل تخصصى، فأصبح التصور للعمليات العسكرية متطورا وفق أسلوب علمى وبشكل محترف ودقيق وكانت القيادة على أعلى مستوى من الكفاءة، مما أدى إلى نتائج صحيحة ومبشرة وظهر ذلك فى حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر1973.

ويضيف شمس الدين أن حرب الاستنزاف كانت مرحلة قتال وتعلم، فكانت معركة رأس العش والهجمات الجوية فى يوليو شرق لقناة وتدمير المدمرة إيلات ثم جاءت عملية التدريب وإعادة البناء حتى حرب أكتوبر 1973 ، وكان على رأس الأسلحة التى تم تطويرها سلاح الدفاع الجوى والذى تم إعادة بنائه بشكل يتناسب مع الهدف المطلوب وهو حماية الأهداف العسكرية والمدنية ضد الهجمات الإسرائيلية وهى مهمة شاقة، وقد ظهر أثر الدفاع الجوى خلال سنة 1970حيث تيقنت إسرائيل أن مصر لن تترك أرضها محتلة. فما حدث فى حرب الاستنزاف والإعداد بما يتناسب مع حجم العدو الجوى فى ظل قلة المعدات، والذى تم خلال سنة ونصف فى وقت كان فيه الاتحاد السوفيتى يرغب فى أن تظل الأمور راكدة ، واكتمل البناء وتم وقف إطلاق النار ثم حرب أكتوبر 1973 هى قصة واقعة ومعلومة، كما أن حرب أكتوبر تعتبر تعبيرا عن رأى الشعب المصري وقرارا سياسيا ووطنيا وعدم ترك الأرض مغتصبة، فالكل بذل ما فى استطاعته من جهد طبقًا لما هو متاح له من أدوات.

وقال اللواء عاصم شمس الدين إن عملية تنمية سيناء قضية إنسانية، فعندما تخرجت فى الكلية الحربية تم توزيعى على كتيبة شرق قناة السويس عند عيون موسي فى سبتمبر 1966 وكانت صحراء لا زرع فيها ولا ماء، وكان الفكر الاستراتيجي فى تلك الفترة أن تلك المنطقة هي منطقة عمليات قتال منتظرة وكان الموجود بها فقط بدو سيناء وبعض العاملين فى شركات البترول وبعض التجمعات السكنية وكانت الحياة بها بدائية ولا يوجد بها أى تمدن أو تطور وكان الدخول إلى سيناء بتصاريح وإجراءات مطولة وبصعوبة ولم يكن بها طرق ما عدا طريق الساحل الشمالى.

وأضاف أنه بعد استعادة مصر لسيادتها على كامل أراضيها وعودة سيناء فى 25أبريل 1982 رفع علم مصر على رفح وشرم الشيخ ثم استرداد طابا بالتحكيم الدولى بدأت النظرة إلى سيناء تختلف وبدأ التوجه لتعمير سيناء، فتم إنشاء محطات المياه جنوب طابا إلى جانب السعي إلى تنشيط السياحة وبناء مجتمعات زراعية وصناعية داخل سيناء فأنشئت عدد من المدن الجديدة التى مثلت نقلة مجتمعية كبيرة فى سيناء ويمكن أن نقول إن التنمية فى سيناء تحولت إلى تنمية شاملة، فبدأت خطة شمولية ضمت الزراعة والصناعة والبنية التحتية والمجتمعات العلمية والتطور الدائم وعدم التوقف عند نقطة معينة فتم إنفاق المليارات على عملية التنمية وإنشاء الطرق وبناء الجامعات والمدارس وربط سيناء بالوادى وتطوير المدن مما سيغير وجه سيناء فى المستقبل وحماية لها من الأطماع الخارجية خاصة فى ظل ما تتعرض له غزة من تهجير قصري ومحاولات الغرب تنفيذ مشروع لتوطين الفلسطينيين فى سيناء وهو أمر مرفوض وغير مقبول.

أضف تعليق