نساء يطرقن باب النجاح (12).. زهرة مجدى ..تهجر القاهرة لتطلق مشروع «زهرة الجبل» من فوق جبال سانت كاترين
نساء يطرقن باب النجاح (12).. زهرة مجدى ..تهجر القاهرة لتطلق مشروع «زهرة الجبل» من فوق جبال سانت كاترين
كتبت: أمل إبراهيم
أحيانا يسعدك الحظ فى الحياة عندما تقابل اولئك الذين أستطاعوا أن يحتضنوا أحلامهم الوليدة حتى أصبحت حياتهم جزءا من الحلم وتحولت الروىء إلى اليقين ..
منذ عشر سنوات كانت "زهرة " طالبة تدرس علم النبات فى كلية العلوم جامعة المنصورة وفى أحدى الرحلات سافرت مع زملائها إلى سانت كاترين ووقعت فى غرام المكان ، فى لحظة تمنت " زهرة " أن تعيش هناك بين الجبال والوديان والأعشاب والزهور البرية والفواكه التى لا مثيل لها فى المذاق ورغبت أن تتابع دراستها حول النباتات العلاجية النادرة وأن تترقب النجوم كل ليلة فى سماء سيناء الصافية وكانت ترى أن كل ذلك هو مجرد حلم تحوم حوله الأسئلة هل ستوافق أسرتها أن تعيش بعيدا عنهم ،هل تترك حياة القاهرة والصخب والزحام والوظيفة بعد التخرج ؟؟
بعد التخرج أخذت حياتها الصورة الروتينية وبدأت العمل فى أحد معامل التحاليل ولكنها لم تكون راضية عن وظيفتها أو تحبها فبدأت تنتقل من عمل إلى آخر فى مجال تخصصها فى شركات بالقاهرة ،،ولكن حلم سانت كاترين كان يراودها من حين لآخر وخاصة أنها بطبيعتها تحب المغامرة ولديها هواية "الهايكنج "تسلق الجبال والسير فى البرية ..كانت " زهرة " تفكردائما فى مشروع تجهيز منتجات غذائية تتناسب مع هؤلاء الذين يتسلقون الجبال طعام يتميز بخفة الوزن وارتفاع قيمته الغذائية وله مدة صلاحية طويلة ،طعام مجفف عالى الطاقة ،وبحكم دراستها للنبات كانت ترى أن أنسب منتج هو الفواكه المجففة والمكسرات ،منذ عام ونصف قررت زهرة أن تغير حياتها وتأخذ خطوات حاسمة وأن تترك القاهرة وترحل وراء حلمها الذى كان ينتظرها فوق جبال سانت كاترين حيث الحدائق التى تثمر أفضل أنواع الفاكهة وتغذيها مياه الأمطار وتنمو بصورة طبيعية بدون أسمدة او أى مواد كيماوية ، هناك أستطاعت أن تقترب من نساء البدو وتندمج مع مجتمع القبيلة وتبادلت معهم الخبرات حول أمكانية تجفيف الفواكه بصورة طبيعية من خلال الهواء والشمس ،،
وبرغم أن صناعة تجفيف الفواكه كانت إحدى العادات المعروفة هناك ولكنها كانت صناعة مهملة أوشكت على الأندثار وهذا ما بدأت تسعى إليه زهرة إحياء عادة قديمة لدى أهل كاترين من البدو وأنعاش فكرة تجفيف الفواكه، وبدأت زهرة تشجيع البدو الذين تقابلهم على الأهتمام بحدائقهم فوق الجبال وأبدت أستعدادها لشراء كل الثمار والمحصول وكانت تذهب بنفسها وتساعد النساء فى قطفها فى موسم الحصاد ، بالنسبة لزهرة لم يكن الأمر سهلا نظرا لطبيعة المرأة البدوية والتحفظات التى تبديها الأسر هناك فى منع النسوة من الخروج والعمل والأختلاط بالغير مما أضطرها للأستعانة بالرجال كى تتمكن من إنجاز مهماتها وكانت زهرة تقوم بعملية التجفيف بنفسها ونقلت لهم خبراتها الدراسية وعرفوا منها كيفية تجفيف" التفاح " خاصة وبدأت فى عمل منتج عبارة عن تشكيلة من الفواكه التين والمشمش والتفاح والتوت الأحمر والمكسرات وعرضت المنتج على أصدقاءها ونال أعجابهم وبدأت فى عمل عبوات أنيقة وبسيطة من السوليفان وبيع المنتج عن طريق التواصل مع منظمين رحلات " الهايكنج " والراغبين من متسلقى الجبال وبدأت الفكرة تحقق الانتشار وفى أعلى جبل موسى سوف تجد تلك الأكياس التى تحمل أسم زهرة الجبل وهى عبارة عن عبوات مختلفة من الفواكه والأعشاب الطبيعية وبرطمانات العسل مع الفواكه والمكسرات كلها تباع وأستأجرت زهرة بازار صغير لعرض منتجاتها هناك فى سانت كاترين وكانت خطوتها التالية هى بيع منتجاتها من خلال معارض التراث فى القاهرة ..من بين قصص النجاح تبدو قصة "زهرة" مثل عطر الزهور ومذاق الفاكهة الطيب فوق قمة الجبل ..أمر شديد التميز بين الرقة والقوة يشبه عنوانها " زهرة الجبل ".
[gallery type="slideshow" size="full" ids="195572,195573,195574,195575,195576,195577,195578"]