تعقد فى تمام السادسة مساء اليوم 25 إبريل الجارى أمسية تفاعلية أونلاين عبر تطبيق زووم تحت عنوان " سيناء مهد الأديان والحضارات وأرض التضحيات" والذى ينظمها المجلس الأعلى للثقافة ويدير الأمسية المهندس زياد عبد التواب مساعد أمين عام مجلس الوزراء لنظم المعلومات والتحول الرقمى وعضو اللجنة
ويشير الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار ب المجلس الأعلى للثقافة ومدير المكتب الإعلامى لمجلس الآثاريين العرب إلى أنه سيتحدث بين قامات كبرى مشاركة فى الندوة عن تاريخ وآثار سيناء منذ عصور ماقبل التاريخ وحتى عودة آخر شبر فى طابا، مشيرًا إلى حكاية الإنسان السيناوي منذ فجر التاريخ فى مبانى حجرية يطلق عليها أهل سيناء النواميس، وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود إلى عصر البرونز المبكر.
يأتي ذللك تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة وبدعوة من الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة؛ وفى إطار الاحتفالات بالذكرى 42 لتحرير سيناء.
وفى عصر مصر القديمة، حرص قدماء المصريين على إرسال البعثات لتعدين الفيروز فى سرابيط الخادم، والنحاس فى وادى النصب الغربى وكانوا يستخدمون ميناء أبو زنيمة عند التوجه إلى سرابيط الخادم وميناء أبو رديس عند التوجه إلى وادى المغارة ومن هنا جاء إسم أرض الفيروز وعبر طريق حورس بشمال سيناء دحر المصريون الهكسوس ملوك الرعاة، وواجه رمسيس الثاني (1304-1237 ق.م.) تمرد مملكة خيتا التي حرضت سكان سوريا ضد مصر وسارت جيوش رمسيس الثانى عبر الطريق الحربى بشمال سيناء لإخماد الفتنة.
ويعد الطريق الساحلي بشمال سيناء من أقدم الطرق، حيث كانت التجارة والغزوات تفضله لقلة رمله واعتدال هوائه، كما تسهل حمايته من ناحية البحر مما جعل له أهميته الحربية في الفترة الرومانية واليزنطية، وازدادت أهميته في عهد الإمبرطور جستنيان في القرن السادس الميلادي الذي اهتم بتأمين حدود مصر الشرقية ضد الفرس.
وينوه الدكتور ريحان إلى تاريخ الأنباط الذين جاءوا إلى أرض سيناء بعد أن أسسوا مملكة كبرى عاصمتها البتراء في الأردن حاليًا منذ القرن الرابع قبل الميلاد واستمرت دولتهم حتى عام106م، ولم تكن مملكة الأنباط جزءًا من سيناء فى أى فترة من الفترات بل كانت منطقة عبور لتجارتهم، وكان للأنباط طريق ب سيناء من أيلة (العقبة حاليًا) على رأس خليج العقبة إلى ميناء دهب ومنها بريًا إلى وادى فيران مارًا بجبل موسى إلى رأس سدر وعيون موسى حتى ميناء القلزم (السويس) ثم برًا إلى نهر النيل ومنه للإسكندرية لتبحر إلى أوروبا، واستخرج الأنباط الفيروز من وادى المغارة والنحاس من وادى النصب ب سيناء وتركوا نقوشًا عديدة فى أودية سيناء وآثارًا بمدينة دهب بجنوب سيناء وقصرويت بشمال سيناء.
وجاءت العائلة المقدسة قادمة من فلسطين، إلى مصر عبر طريق شمال سيناء من رفح إلى الفرما، وبدأت حركة الرهبنة ب سيناء فى القرن الثالث الميلادى لقدسية المكان من وحى الله عز وجل لموسى عليه السلام، بالإضافة لطبيعة المكان المنعزلة المناسب لحياة الرهبنة وتوفر مصـادر المياه من عيون طبيعية وآبار وأمطار وأنشأت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطــور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى برجـين وكنيسة عند شجرة العليقة الملتهبة من يدخلها حتى الآن يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى.
ويشير الدكتور ريحان إلى أهمية منطقة وادى فيران التى تبعــد 50كم شمــال غرب دير سانت كاترين حيث تأسست هناك أبرشية منذ القرن الرابع الميلادى كما تجمع عددًا من الرهبان حول مصادر المياه بشمال سيناء ، ولقد كشف عن العديد من الآثار المسيحية من أديرة وكنائس بشمال سيناء، وبنى الإمبراطور جستنيان دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى وخصص للعذراء مريم وفى القرن التاسع الميلادى أطلق على الدير دير سانت كاترين تخليدًا لذكرى سانت كاترين بعد أن عثر أحد الرهبان على رفاتها فوق أحد جبال سيناء الذى سمى باسمها فيما بعد وهو أعلى جبال سيناء2639م فوق مستوى سطح البحر، كما بنى دير آخر في القرن السادس الميلادى مكتشف بقرية الوادى 5كم شمال طور سيناء.
وتابع الدكتور ريحان أن دخول عمرو بن العاص رضى الله عنه إلى مصر كان عن طريق سيناء ووصل الفرما فى شهر(ربيع الأول سنة 16هـ ، يناير 640 م)، وتعرض الفاطميون عن طريق سيناء لخطر الصليبيين فتقدم بلدوين الأول (512هـ ، 1118م) بجيش عن طريق شمال سيناء ووصل غزة ثم العريش وبحيرة سربنيوس التى عرفت فيما بعد باسمه (بحيرة البردويل) وعجز أن يتابع سيره داخل مصر فعاد من حيث أتى ومات ب سيناء ثم حمل جثمانه إلى القدس ودفن بكنيسة القيامة.
وانتشرت المنشئات الدينية ب سيناء مثل الجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين ومسجد على قمة جبل موسى ومسجدين بوادى فيران ومسجد قاطية
وخرج صلاح الدين عام (566 هـ ، 1170م) عن طريق سيناء بمراكب مفككة حملها على الإبل ولما وصل إلى أيلة ركب تلك المراكب وأنزلها البحر وقاتل أيله برًا وبحرًا حتى فتحها وترك بها حامية أيوبية وعاد إلى مصر وشيد ب سيناء قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون وقلعة الجندى برأس سدر وكان له طريق خاص بوسط سيناء يسمى طريق صدر- أيلة هو الممر الرئيسى لجيوشه من القاهرة.
ودحر صلاح الدين، أكبر حملة على قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وهى حملة الأمير أرناط صاحب حصن الكرك عام1182م، وكان للحمام الزاجل دورًا كبيرًا فى سرعة توصيل رسائل الاستغاثة وقد حمت قلعة صلاح الدين بطابا سيناء كلها من أكبر هجوم للصليبيين هدد طريق الحج والحجاج المتجهين إلى مكة المكرمة.
وفى عهد المماليك البحرية (648 – 784 هـ ، 1250 – 1382 م) استرجع السلطان بيبرس البندقدارى أيلة بعد أن أعاد الصليبيون احتلالها، وزار مكة بطريق السويس - أيلة وصارت هذه الطريق هى طريق الحج المصرى منذ ذلك الوقت وحتى عام 1884 حين اتخذت طريق البحر الأحمر إلى جدة، وفى عهد السلطان منصور قلاوون مهّد نقب العقبة فى درب الحج المصرى وفى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون حجّ إلى مكة متخذًا هذا الطريق، وتم كشف ميناء الطور المملوكى الذى خدم حركة التجارة بين الشرق والغرب عبر سيناء حتى افتتاح قناة السويس .
وفى عهد المماليك الجراكسة (784 – 922 هـ ، 1382 – 1516م) بنى السلطان قانصوة الغورى القلاع على درب الحج ومنها قلعة نخل بوسط سيناء وقلعة العقبة، وفى العصر العثمانى (923 – 1213 هـ، 1517 – 1798 م) بنى السلطان سليم الأول قلعة الطور المندثرة الآن، وبنى السلطان سليمان (926-974هـ ، 1520-1566م) قلعة العريش ورمم قلعة نخل.
وأردف الدكتور ريحان، بأنه حين تولية محمد على حكم مصر (1805-1848م) كانت سيناء بالطبع ضمن ولايته وفى عام 1825 أرسل مهندس فرنسى أسمه الموسيو لينان إلى بلاد الطور الذى درس معادنها ورسم خارطة لها وسمى نفسه هناك عبد الحق وكانت الخارطة التى رسمها هى أول خارطة وضعت ل سيناء فى التاريخ الحديث.
وزار عباس الأول بن طوسون بن محمد على (1848 – 1854) سيناء وبنى حمام فوق النبع الكبريتى بمدينة الطور ومهد طريقًا من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى وشرع فى بناء قصر جميل على جبل تلعة غرب جبل موسى ومد طريق للعربات من الطور لهذا القصر ولكنه توفى قبل أن يكمله وأسس سعيد بن محمد على (1854 – 1863) محجر الحجاج بطور سيناء عام 1858.
وتحتضن نويبع النقطة العسكرية المتقدمة وهى أقدم مركز بوليس ب سيناء ومصر عامة تعود إلى عام 1893وكذلك قصر عباس ومساكن عباس بسانت كاترين.
وشهدت طرق سيناء عام 1956م العدوان الثلاثى مستخدمين عدة محاور حيث تمتلك سيناء ثلاثة خطوط استراتيجية للدفاع عنها، وأخضعت إسرائيل سيناء للحكم العسكرى حين احتلالها عام 1967 وقسمتها إلى منطقتين هما شمال سيناء، وجنوب سيناء ووضعتها تحت إدارة مستقلة وعينت حاكم عسكرى على كل منطقة .
وأقيمت فى سيناء المستوطنات أهمها أوقيرا بجوار شرم الشيخ، ذى هاف قرب دهب ، زاحارون 10كم شرق العريش، ياميت 7كم قرب رفح، وبعد انتصار أكتوبر 1973 العظيم تم توقيع اتفاقية كامب دافيد فى 26 مارس 1979وبدأت مراحل استعادة أرض سيناء حتى عودة آخر شبر ب سيناء فى طابا ورفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 1989.