أشهر من قدم أدوار الشر ببراعة شديدة وله العديد من الأعمال السينمائية التي تعد علامة من علامات السينما المصرية، ومن أشهر افيهاته "صلاة النبي أحسن" كن فيلم "ابن حميدو"وغيرها من الافيهلت التي لا تزال في ذاكرة محبيه، إنه الفنان المبدع الراحل توفيق الدقن، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم.
نشأته ومشواره الفني
ولد توفيق الدقن في 3 مايو 1924، بمركز بركة السبع في محافظة المنوفية.
وبدأ مشواره الفني في فترة الخمسينات وتحديداً عندما كان طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث قدم عدة أعمال فنية صغيرة أثناء فترة دراسته، قدم أول دور له في عام 1951 وهو دور صغير في فيلم “ظهور الإسلام”، ثم شارك بعد ذلك في فيلم “السبع أفندي” في عام 1951 أيضاً، شارك أيضاً مع الفنانة شادية والفنان إسماعيل ياسين وذلك في فيلم “الستات ميعرفوش يكدبوا” والذي تم عرضه في عام 1954، كما كان له دور متميز في فيلم “ابن حميدو” مع الفنان إسماعيل ياسين والفنان أحمد رمزي وهند رستم وجسد فيه شخصية الباز أفندي التي لا تنسى ولا تنسى الإفيهات التي تضمنها الفيلم ومنها “صلاة النبي أحسن”.
توالت أعماله الفنية وتنوعت فقد قدم للسينما والتلفزيون والمسرح المصري ما يزيد عن 350 عمل فني متنوع، فلا ننسى دور أمين في فيلم “سر طاقية الإخفاء” مع الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم والفنانة زهرة العلا والذي تم عرضه في عام 1959، كما جسد دور الموظف سيء الخلق في فيلم “مراتي مدير عام” مع شادية وصلاح ذو الفقار والذي تم عرضه في عام 1966، كما كان له دور مميز في فيلم “البحث عن فضيحة” مع الفنان عادل إمام والفنانة ميرفت أمين والذي تم عرضه في عام 1973.
تألق كثيراً في فيلم “على باب الوزير”، قدم دور الأب الذي يعمل موظفاً شريفاً ولكنه يسجن ظلم وذلك مع الزعيم عادل إمام والفنانة صفية العمري والنجمة يسرا والذي تم عرضه في عام 1982، أما آخر أعماله الفنية قبل وفاته هو فيلم “المجنون” الذي تم عرضه في عام 1988، ثم عرض له مسلسل بعد وفاته وهو مسلسل “بعد العاصفة” لكنه رحل عن عالمنا وترك لنا ثروة كبيرة من أعماله الفنية المتنوعة والمتميزة.
وتم اختيار 12 فيلما من أعماله ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وفق استفتاء النقاد عام 1996
زيجاته
تزوج الفنان الراحل توفيق الدقن مرة واحدة من السيدة نوال الرخاوي، من خارج الوسط الفني، وأنجب منها ابنه الوحيد "ماضي".
وفي أحد لقاءات ماضي نجل الفنان توفيق الدقن تحدث عن أسرارا قد لا يعرفها الجميع عن والده منها عمله في المحكمة قبل التحاقه بالفن قائلا: «والدي كان خطه جميل وكان موظف في المحكمة وكان في الصيف صديق والده المستشار لقى خطه جميل وبيكتب باليمين والشمال وطلب منه يستعين بيه يكتب الخطابات والجوابات وكان بيساعد والده اللي بيشتغل مفتش في النيابات».
وأضاف: «الراحل كان موظف في السكة الحديد وجه في فترة كان عايز يدخل معهد التمثيل وكان عايز ينتقل من المنيا للقاهرة فجت الصدفة إنهم بيدوروا على موظف من مصلحة السكة الحديد يبدل ويروح القاهرة وحد ييجي مكانه المنيا فانتهز الفرصة دي وبقى لاعب كمان في نادي السكة الحديد».
واشتهر توفيق الدقن بحبه ومهارته الكبيرة في كرة القدم، وهو ما ذكره نجله خلال لقاءه قائلا: «كان لاعب كورة محترف وملاكمة ورياضي من الطراز الأول، لعب في نادي المنيا والزمالك كان عاوزه في الأربعينات وتهافتت عليه الأندية الكبرى».
واستكمل حديثه عن فشل انتقال والده للعب في نادي الزمالك ذاكرا السبب: «والدي كان زملكاوي وعاشق للنادي بس وقتها الزمالك كان نادي الملك واللي بيخش نادي الزمالك بيروح الكلية الحربية علشان يبقى ظابط بعد 6 شهور ويحلقوله شعره، وهو كان شايف إن وجود شعره هيديله شكل وتكوين ينفعه في مجال الفن فرفض الانتقال لنادي الزمالك».
وكشف ماضي عن سبب اتقان والده للغة العربية والإلقاء بإتقان ومهارة عالية: «إتقانه للغة العربية يرجع لأن والده أزهري وهو لما راح الكتاب وبدأ يحفظ القرآن كان صوته حلو ولقبوه بالشيخ العجوز نظرا لفصاحته وكان بارع في الإلقاء، وكان يعتبر الصوت مهم كأداة من أدوات الممثل وكان في ممثلين كتير يعجبوه بس يعلق على صوتهم».
وفاته
رحل الفنان توفيق الدقن عن عالما في 26 نوفمبر 1988، وذلك عن عمر يناهز 65 عام وذلك بعد صراع مع مرض الفشل الكلوي.