عندما ترى راتبك مكتوبا على حذاء

عندما ترى راتبك مكتوبا على حذاءبهاء زيتون

الرأى4-5-2024 | 14:29

أصعب شيء.. أن تمر علي محل أحذية وتري راتبك الذي تتقاضاه شهريًا من عملك مكتوبا علي حذاء.

وهي حقيقة بدون مبالغة في أيامنا هذه.. فبعض الأحذية الجلدية و"الكوتشيات" وصلت أسعارها لـ 2000 و2500 جنيه، وهو ما يوازي الراتب الشهري لبعض العاملين بالوظائف العامة والقطاع الخاص.

وهذا يبين مدي حجم الفجوة الكبيرة بين الراتب والأسعار.. فلا نسبة ولا تناسب بينهما، فالراتب في واد و الأسعار في واد آخر.. والاثنان متخاصمان مع بعض.

وهي قضية تفرض نفسها وتستحق أن نتوقف أمامها، حيث تعد ملفا مهما يتطلب أن يكون محط أنظار الحكومة في الأيام القادمة للعمل علي تحقيق التوازن بين الراتب والأسعار.

فليس فقط أسعار الأحذية التي تعادل الراتب الذي يتقاضاه البعض.. فهناك الكثير من مستلزمات الحياة أصبحت أسعارها تعادل الراتب.. فقد تري راتبك مكتوبا علي طقم حلل أو بدلة أو "بلوفر" أو ثمن أكلة كباب وكفتة.

وحتي لا نروح لبعيد فالملابس مثلا قد تخطت أسعارها قدرة الراتب.. فإذا فكرت أن تشتري كسوة الصيف أو الشتاء فإنك تحتاج لراتب عدة شهور معًا.. وكذلك هناك بعض المأكولات التي تجاوز أسعارها الراتب مثل المكسرات وبعض الحلويات التي تدخل في مكوناتها المكسرات كالكنافة والبقلاوة وغيرهما.

فماذا يفعل الراتب مع ارتفاع أسعارها؟.. ولا ننكر بأن الدولة بين الحين والآخر تقوم برفع المرتبات للعاملين بالدولة لمواجهة هذه الارتفاعات في الأسعار التي هي في الأصل نتاج ارتفاعات أسعار عالمية ونتاج للأحداث التي تحيط بنا من كل جانب وليس لنا بها يد.

وآخرها من شهرين ماضيين قامت برفع المرتبات بزيادات تجاوزت الـ 1000 و1200 جنيه– مرة واحدة – كما رفعت الحد الأدني للمرتبات ليصل إلي 4 آلاف جنيه.. ومع ذلك فالارتفاعات في الأسعار تلتهم أي زيادة وتجعلها كأنها "نقطة في بحر".

فالدولة تعمل كل ما في استطاعتها.. وكل ما في وسعها لرفع المرتبات بين الحين والآخر.. فهي دائمًا تقف في "ضهر المواطن".. ولكن "ما باليد حيلة".

فأكثر فئة تعاني هذه الأيام وتئن من ارتفاعات الأسعار هي طبقة الموظفين والطبقة الوسطي رمانة ميزان المجتمع.

وقد قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الاقتصادي عام 2022 بأن المرتبات "تعبانة" وأن الدولة تعمل علي رفعها بين الحين والآخر.. وأن الذي راتبه يقل عن 10 آلاف جنيه "ميعرفش يعيش".. وهو كلام في غاية الأهمية، خاصة لما يأتي علي لسان رئيس الجمهورية.

لذا.. ما نأمله في الأيام القادمة أن يكون ملف علاقة الراتب ب الأسعار محط أنظار الحكومة.. آملين أن يصل الحد الأدني للمرتبات إلي 10 آلاف جنيه ليتواكب مع الجمهورية الجديدة التي يقوم ببنائها السيد الرئيس.. وأن مع الرئيس السيسي يتحقق المستحيل.

أضف تعليق