احتفل الأقباط بأسبوع آلام السيد المسيح، وأحد الشعانين هو «أحد السعف أو أحد الشعانين»، وهو يوم «الأحد» السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة، ويسمي الأسبوع، الذي يبدأ به أسبوع الآلام، وهو يوم ذكري دخول النبي عيسي بن مريم إلي مدينة القدس.
ويسمي هذا اليوم أيضًا بأحد الزيتون؛ لأن أهالي القدس استقبلوا المسيح بالسعف والزيتون، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، وترمز أغصان النخيل أو السعف إلي النصر، أي أنهم استقبلوا المسيح كمنتصر.
وبدأت الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي في 28 أبريل، أسبوع الآلام 2024 وهو الأسبوع الأكثر قدسية في السنة القبطية، ويعد أسبوع الآلام هو الأسبوع، الذي يحتفل فيه المسيحيون بدخول السيد المسيح إلي القدس.
وبالتزامن مع احتفالات أسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد، الذي يوافق اليوم الأحد، يشعر سكان القدس وكل الفلسطينيين بحزن عميق إزاء سقوط آلاف الشهداء والمصابين في قطاع غزة في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية دون ردع دولي.
وأدت الحرب البربرية الإسرائيلية علي غزة منذ عملية طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر من العام الماضي 2023، ثم لاحقا التهديدات الإيرانية والهجمات الصاروخية علي تل أبيب إلي تراجع حركة الطيران من جميع أنحاء الدول وعدم قدوم الحجيج المسيحيين إلي القدس .
وتقديرا لما تمر به أغلب الأراضي الفلسطينية من مأساة إنسانية بعد فقد آلاف الضحايا، وفي ظل الحزن العميق، الذي يسيطر علي أغلب الأسر في غزة وكل الأراضي الفلسطينية، صدرت تعميمات من الكنائس بأن تكون الطقوس هذا العام فقط دينية، وتم إلغاء الاحتفالات هذا العام، التي كانت تشمل خروج الكشافة بالطبول والآلات الموسيقية، والمسيرات الاحتفالية.
وستكون مسيرات بالأناشيد الدينية، حدادًا علي ما تمر به الأماكن الدينية، وما شهدته مدينة القدس من اعتداءات علي رجال الدين من قبل عدد من المتطرفين الإسرائيليين، الذين اعتدوا علي رجال الدين المسلمين و المسيحيين وعلي المسيرات الدينية، التي كانت تتجول في البلدة القديمة في القدس كما هي العادة.
وأعرب الفلسطينيون كل من مسلمين ومسيحيين عن إصرارهم علي التكاتف وعبور هذه الأزمة، مؤكدين أن الاحتفال بالأعياد وكل المناسبات سيعود قريبا بعد انقشاع الغمة، التي يمرون بها خلال هذه الفترة العصيبة، التي تعد بمثابة نكبة جديدة للقضية الفلسطينية.