في إسرائيل .. الكل هناك مجرمون

في إسرائيل .. الكل هناك مجرمونبيجن

كنوز أكتوبر12-5-2024 | 15:09

عجزت الشرطة الإسرائيلية عن مكافحة الجريمة المنظمة التي انتشرت في أنحاء الدولة.. وطلبت استدعاء وحدات من جيش الدفاع لمعاونتهم في القبض علي المجرمين.. كل هذا بسبب تأكدها من أن رجالاً في السلطة متورطون في شبكة عالمية للإجرام.

وفي تقارير من وزارة الداخلية نشرتها الصحف الإسرائيلية تأكد ارتفاع نسبة الجريمة والتوسع في أنواعها عن الأعوام السابقة، حتي أنه في عام 1978 وصل الأمر إلي أن أفراد الأسرة الواحدة المكونة من أب وأم وستة من الأبناء علي الأقل يمارسون جميعًا الإجرام، كما نشأت حاليًا أحياء يسكنها مجرمون ولا يجرؤ أحد حتي البوليس علي الاقتراب منها.. وتشير التقارير إلي أنه في عام 1976 ارتكبت 50 ألف جريمة مختلفة، وفي عام 1977 ثبت أن ارتكاب هذه الجرائم يتم باستخدام وسائل وحشية، بالإضافة إلي الأسلحة النارية.. وقد اعترف وزير الداخلية بأن عشرات العصابات العاملة في إسرائيل تنضم إلي بعضها بين حين وآخر لتنفيذ عمليات مشتركة والبعض منها له علاقات وطيدة بعالم الجريمة في الولايات المتحدة وألمانيا الغربية وهولندا وغيرها من بلدان الغرب.. ونشاط الإسرائيليين واضح جدًا في مجالات تجارة وتهريب المخدرات.

وفي مؤتمر شمرون كان السؤال المطروح بإلحاح هو: متي تنحصر جذور الشر التي تؤدي إلي الجريمة ؟.. ويؤكد قادة إسرائيل أنه بسبب الحروب تولد لدي المواطنين وخاصة الشباب الذي يجند في الجيش إحساس قوي بأنه لا قيمة لحياتهم ما داموا في حالة استعداد دائم للحرب حتي حياتهم الخاصة لا يمكنهم الاستمتاع بها.. وأنهم يتزوجون لإنجاب أفراد يحلون محلهم في جيش الدفاع ونتيجة لهذا الشعور البائس أصبح كل ما يشغلهم هو الاستمتاع اللحظي بحياتهم.. كما أنهم في حاجة إلي أموال لا يتكلفون مشقة الحصول عليها.. لذلك لم يسكن هناك سوي طريق الجريمة.. فظهرت عمليات السرقة بالإكراه والإرهاب الوحشي والقتل علنًا في الشوارع، ولا ينكر زعماء إسرائيل الارتباط المباشر بين هذه الأزمة الخلقية للمجتمع وبين السياسة الخارجية العدوانية التي تنتهجها الدولة.

ولكن السبب الرئيسي في تفاقم مشكلة الجريمة يرجع إلي التدهور المستمر في مستوي معيشة السكان، فالبطالة وارتفاع الأسعار وفقدان الثقة في غد آمن تعد كلها سمات متجددة بشكل حاد في داخل الدولة.. وهو الأمر الذي ستبقي السلطات الإسرائيلية عاجزة عن حله وبالتالي القضاء علي طرفه الآخر وهو الجريمة.

وتكشف الأرقام عن حقائق إجرامية مهمة فنجد أن 50% من الشباب بين سن 16 و18 عامًا يتعاطون المخدرات بشكل رهيب ويقدر عدد مدمني الحشيش وحده بحوالي 70 ألف مدمن وتزيد عمليات التهريب لتتحول إلي صناعة شرعية تباع منتجاتها اليوم في أرقي المحلات الإسرائيلية، وبالنسبة للسرقة فقد وقعت خلال العام الماضي 130 ألف عملية سطو بلغت قيمة المسروقات فيها مئات الملايين من الليرات الإسرائيلية.

الإجرام في جيش الدفاع

وقد امتدت الجريمة لتشمل جيش الدفاع فقد أعلن مردخاي تسيبوري نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أمام الكنيست في الشهر الماضي أن 700 جندي قبض عليهم وهم يتعاطون المخدرات في وحداتهم العسكرية وقد ثبت أن انتشار الجريمة بين صفوف الجيش يرجع إلي تجنيد شباب مجرمين بعد خروجهم من السجن واختلاطهم بأفراد الجيش، بالإضافة إلي استغلال القادة الكبار لمناصبهم في تهريب المخدرات داخل الجيش.

ويؤكد الجنود والضباط أن السبب هو شعورهم بالتورط في الحرب الأخيرة وارتيابهم في الحكمة من وراء عملية غزو الجنوب اللبناني، كما أن شكوكهم واسعة في إصرار بيجين علي ما يسميه حقوق اليهود في الأراضي العربية المحتلة.

نشر بمجلة أكتوبر في مايو 1978م – 1398هـ

أضف تعليق