أكد الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، أن الجامعة بدأت في إنشاء فرع لها في جوبا عاصمة جنوب السودان، وهو الفرع الثانى الذى يتم إنشاؤه فى جنوب السودان بعد أن تم عام 2010 إنشاء فرع ل جامعة الإسكندرية فى مدينة تونج جنوب السودان، وذلك في إطار حرص الدولة المصرية من خلال جامعة الإسكندرية علي مد جسور التعاون مع الأشقاء في القارة الإفريقية ودول حوض النيل.
جاء ذلك أثناء فعاليات المؤتمر الدولي ل رابطة الجامعات الإسلامية والذى يعقد بعنوان "دور الجامعات في إثراء جسور التفاهم والسلام بين الشرق"، وذلك بحضور الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عصام الكردى رئيس جامعة العلمين الدولية، اليوم الأربعاء، والدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والدكتورة جاكلين عازر، نائب محافظ الإسكندرية، والدكتور سامي الشريف، الأمين العام الرابطة الجامعات الإسلامية، والأنبا بافلي، الأسقف العام لكنائس المنتزة وشباب الإسكندرية، ورؤساء ونواب رئيس الجامعة السابقين، وعمداء ووكلاء الكليات ومعاهد جامعة الإسكندرية، ولفيف من سفراء وقناصل الدول العربية، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، وطلاب الجامعة.
وفي كلمته، أكد الدكتور قنصوة أن الجامعات في الشرق والغرب حريصة على القيام بدورها في مد جسور التعاون والحوار، وهما العنصران اللذان تقوم عليهما جميع العلاقات الإيجابية بين البشر على ما بينهم من اختلافات، مشيرا إلى أن سبل الحوار والتفاهم في الاستماع الجيد للآخر والتعبير بوضوح وتقبل الآخر واحترام فكره المغاير وتجنب التحيز وكلها من دعائم الحوار الذي يصل بيننا إلى غاية البشرية المنشودة في تحقيق حلم السلام.
وأضاف أن للجامعات دورا أساسيا في تحقيق هذا الهدف الأسمى، حيث تعمل الجامعات على توفير بيئة للحوار ومنصات للنقاش المفتوح الذي يعزز التنوع الثقافي الاجتماعي وتشجع في برامجها على الفهم والتسامح، وتشجيع البحث العلمي الذي يتصدي لقضايا الثقافات المختلفة وكيفية التعايش معها، فضلاً عن تقديم برامج التبادل الثقافي والتبادل الطلابي والأساتذة تعزيزا للتفاهم المتبادل من خلال معايشتهم للغات وثقافات ووجهات نظر مختلفة، وفي هذا الشأن أكد قنصوة أن الجامعة أنشأت برامج عابرة للتخصصات تركز على العلاقات بين الشرق والغرب وتغطي كل المجالات العلمية، لإكساب الطلاب والباحثين نظرة ثاقبة تمكنهم من التعرف على الاختلاف بين الثقافات، فضلاً عن إنشاء برامج تعليم اللغات التي تتسع لتشمل لغات الشرق والغرب، وما تحمله اللغات من ثقافات وقيم وأعراف مختلفة، كما تنظم الجامعة المؤتمرات والندوات والمعارض والمحاضرات العامة التي تعرض ثراء الثقافات الأخرى وتنوعها.
ولفت قنصوة إلى أن جامعة الإسكندرية أنشأت عام 1960 جامعة بيروت، وأنشأت عام 1972 مركز الدراسات العليا والبحوث بالتعاون مع هيئة اليونسكو والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وفي عام 1985 أنشأت الجامعة مركزا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وفي عام 2010 أنشأت الجامعة فرعا لها في العاصمة التشادية بأنجيمينا بوصفه أول فرع لجامعة مصرية في المنطقة الأفريقية، وفي نفس العام تم البدء في إنشاء فرع ل جامعة الإسكندرية في مدينة تونج في جنوب السودان، وجار إنشاء فرع آخر في جوبا عاصمة جنوب السودان، وذلك كله في إطار حرص الدولة المصرية من خلال جامعة الإسكندرية علي مد جسور التعاون مع الأشقاء في القارة الإفريقية ودول حوض النيلـ وفى نهاية كلمته، قدم رئيس الجامعة التحية للشعب الفلسطيني وأهل غزة الصامدين فى وجه العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وأكد الشيخ د.محمد بن عبد الكريم العيسى على أهمية المؤتمر الذي يعد انطلاقة مهمة لتعزيز البناء الثقافى والحضارى من خلال بناء جسور التفاهم بين الثقافات المختلفة وليس الحوار المجرد ليخرج المؤتمر بنتائج قيمة ملموسة، مشيرا إلى أن العالم شهد سجالات مؤسفة ونظريات عن الصدام بين الشرق والغرب، مشيراً إلى المبادرة التى طرحها على أمين عام الأمم المتحدة بنيويورك لتقليل الفجوات بين الشرق والغرب من خلال تنظيم مؤتمر لهذا الغرض ولاقت ترحيباً كبيراً,
وأضاف الشيخ العيسى أن رسالة الرابطة هى المحبة والسلام من خلال مبادرات فعالة واستنهاض الهمم بالجامعات فى عالمنا العربي والإسلامي لنخطو إلى الأمام وتقديم الفكر الراسخ الرشيد وليس العشوائي والقيام بدورها فى تعزيز الوعي من خلال المناهج الدراسية، كما لفت إلى دور الأسرة والمؤسسات التعليمية بدءا من المدرسة ثم الجامعة وتأثير الدين، لتقوم جميعا بدورها لتعزيز البناء الثقافى، كما أشار إلى وثيقة المدينة المنورة كأول وثيقة لترسيخ قيم الإخاء الانسانى والتعايش السلمى والمجتمعى.
فيما عبر الدكتور أحمد زايد عن شكره وامتنانه عن اختيار مكتبة الإسكندرية لعقد المؤتمر المهم الذي يضم حشدا هائلا من المفكرين والمبدعين بالوطن العربي، مشيراً إلى ما يشهده العالم من تغيرات وحروب وويلات، ومن هنا أصبحت الحاجة ملحة لعقد المنتديات الفكرية التي تنظمها الجامعات، وذلك لدورها في نشر التفاهم والتعاون بين الشرق والغرب، وغرس التفاهم من خلال الجامعات وتقديم البحوث العلمية لرصد نجاحات واخفاقات العالم، وتطوير المناهج الدراسية لكي يبنى الشباب عالماً جديداً يكون أكثر ثراء وسلاما بعيدا عن التطرف والتعرف على المشكلات الإنسانية، وفي ختام كلمته، أكد زايد أن مكتبة الإسكندرية ستنظم "منتدى مكتبة الإسكندرية للسلام والتسامح الدولي" والذي سوف يعقد سنويا لكي تقدم المكتبة رسالة للعالم تتضمن وجه النظر المصرية عن التفاهم والتعايش بين الشعوب وتقبل الآخر.
فيما أكد الدكتور عصام الكردي أن هذا المؤتمر يقام انطلاقا من المبادرة التي أطلقها الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات الإسلامية والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي من منبر الأمم المتحدة بعنوان بناء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب، وأكد أن جلسات اليوم تناقش دور الجامعات في إثراء بناء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب والتي تعد قضية مهمة في العلاقات الدولية والتعاون الدولى، مشيراً إلى أن الشرق والغرب يمثلان مناطق جغرافية وثقافية متعددة ومختلفة ويشتركان في العديد من القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة بشكل عام، وأكد أن الجامعات تلعب دورا مهما في تعزيز التفاهم والتعاون بين مختلف الثقافات حيث إنها المكان الذي يلتقي فيه الشباب من مختلف الخلفيات الاجتماعية والثقافية والدينية ومن خلال هذا البرامج التعليمية والأنشطة الطلابية والأبحاث العلمية، ولفت إلى أن الجامعات تقوم بتبني أفكار وإبداعات جديدة لتعزيز الفهم المتبادل والاحترام بين الطلاب من الشرق والغرب، حيث يعيش الطلاب في بيئة متعددة الثقافات مما يساهم في زيادة الوعي والتسامح فيما بينهم، بالإضافة إلى دور الجامعات في توفير الحماية والتحصين الفكري للشباب ضد كل محاولات تزييف الوعي وبناء شبكات عالمية للتعاون.
وأشار الدكتور سامى الشريف أمين رابطة الجامعات الإسلامية إلى أن الاختلاف سنة كونية ولا بد من التواصل بين الحضارات وكل مؤسسات المجتمع مطالبة بالقيام بدورها لا سيما الجامعات باعتبارها من أكبر المؤسسات المنوط بها بناء شخصية الطلاب وتدريبهم على آداب الحوار وثقافة الاختلاف، وأضاف أن الرابطة تعمل على التكامل والتنسيق بين جميع أعضائها بهدف تطوير البرامج والإسهام فى إيجاد حلول للمشكلات التى تواجه العالم الإسلامي من خلال إعلاء قيم الإخاء والتسامح والسلام بين الشعوب.
فيما أشارت الدكتورة جاكلين عازر إلى أهمية المؤتمر، لا سيما أن العالم اليوم يشهد تزايدا مستمرا في التنوع الثقافي، وتعد هذه التنوعات فرصة للتعلم والتفاهم، مؤكدة أن الجامعات تلعب دورا مهما في تحقيق التعاون والتفاهم ونشر ثقافة التعايش والتفاهم بين الأفراد، مضيفة أن موضوع هذا المؤتمر يتوافق مع رؤية الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ضرورة التعايش وتقبل الآخر، ونشر ثقافة السلام لتشجيع التعرف على الثقافات المختلفة لتعزيز تفهم الآخر والتعايش معه.