في يوم 18 مايو من كل عام تحتفل متاحف العالم بيومها العالمي تأكيدا على دورها في نشر الثقافة وحفظ التراث ومن بينها متاحف مصر التي تحتفل بهذا اليوم بفتح أبوابها مجانا أمام الجمهور غدا السبت، بهدف إبراز أهمية دور المتاحف كمؤسسات تخدم المجتمع وتطوره.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان اليوم الجمعة، أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية قطاع المتاحف المصرية للمشاركة في الفعاليات التراثية والثقافية، بهدف رفع الوعي الأثري والثقافي والسياحي بين الجمهور المصري، على أن يتمكن الزوار في هذا اليوم من المشاركة في الجولات الإرشادية المجانية للتعرف على مقتنيات المتاحف.
بدوره، أشار مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف ب المجلس الأعلى للآثار ، في بيان، إلى أن المتاحف ستنظم معارض مؤقتة وأنشطة متنوعة مثل الجولات الإرشادية والندوات وورش العمل التعليمية والفنية، لتوعية الزوار بالحضارة المصرية ورفع وعيهم السياحي والأثري.
وذكر المجلس الدولي للمتاحف إن "المتاحف تعمل كمراكز تعليمية ديناميكية، لتعزيز الفضول والإبداع والتفكير النقدي. وفي عام 2024، نعترف بمساهمتها في البحث، وتوفير منصة للاستكشاف ونشر الأفكار الجديدة حول العالم".
وأضاف، خلال بيان على موقعه الرسمي، أن موضوع هذا العام "المتاحف للتعليم والبحث" يؤكد على الدور المحوري للمؤسسات الثقافية في توفير تجربة تعليمية شاملة.
وأوضح أنه منذ عام 2020، يدعم اليوم العالمي للمتاحف مجموعة من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وبالنسبة لأهداف عام 2024، يركز المجلس الدولي للمتاحف على: الهدف الرابع من الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، والذي ينص على: التعليم الجيد - ضمان التعليم الجيد الشامل والمنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، كما يركز على الهدف التاسع: الصناعة والابتكار والبنية التحتية - بناء بنية تحتية مرنة وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام وتشجيع الابتكار.
وفي كل عام ينظم المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) اليوم العالمي للمتاحف (IMD)، والذي يمثل لحظة فريدة لمجتمع المتاحف الدولي.
وجرى تأسيس اليوم العالمي للمتاحف رسميًا في عام 1977 مع اعتماد قرار خلال الجمعية العامة للمجلس الدولي للمتاحف في موسكو، لإنشاء حدث سنوي "بهدف زيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف ولفت انتباه الجمهور العالمي إلى نشاطها".
ويجري تنظيم الفعاليات والأنشطة المخطط لها للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف كل عام في يوم 18 مايو تقريبًا، ويمكن أن تستمر لمدة يوم أو عطلة نهاية أسبوع أو أسبوع كامل.
وفي هذا اليوم، تخطط المتاحف المشاركة لفعاليات وأنشطة إبداعية تتعلق بموضوع اليوم العالمي للمتاحف، وتتفاعل مع جمهورها وتسلط الضوء على أهمية دور المتاحف كمؤسسات تخدم المجتمع وتطوره.
ويأتي الهدف من اليوم العالمي للمتاحف لرفع مستوى الوعي بأن "المتاحف وسيلة مهمة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب".
وتقدم المتاحف المصرية عددا من الفعاليات التي تدعم أهداف اليوم العالمي للمتاحف، وأبرزها؛ جولات إرشادية مجانية ومحاضرات علمية ينظمها المتحف المصري تتناول مستقبل المتحف بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة، ومواضيع مثل "مواصفات خبير كشف التزوير" وبرامج الإتاحة داخل المتاحف المصرية.
وفيما يقدم متحف الفن الإسلامي ورش فنية وتعليمية بعنوان "علوم من زمن فات" تسلط الضوء على العلوم الطبية القديمة المرتبطة بمعروضات المتحف، بالإضافة إلى ورش لذوي الاحتياجات الخاصة، وجولات إرشادية مجانية، وندوات بعنوان "علوم الأجداد في عقول الأحفاد".
ويقيم المتحف أيضًا معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "البرهان" يعرض قطعًا أثرية ذات قيمة علمية، ومعرضًا فنيًا بعنوان "بصمة عالم بعيون فنان" يضم لوحات حول إسهامات العلماء المسلمين في التكنولوجيا الحديثة.
وينظم المتحف القبطي محاضرات علمية حول دور لجنة حفظ الآثار العربية، بالإضافة إلى ورش فنية وتعليمية وجولات إرشادية تركز على مقتنيات المتحف.
ويعقد متحف المركبات الملكية معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "رواد حركة التعليم والتنوير في الأسرة العلوية"، إضافة إلى جلسة نقاشية وورشة عمل ومحاضرات علمية وجولات إرشادية.
ويعرض متحف الشرطة معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "الأسلحة الفرعونية بين البحث والدراسة"، ويقيم ورشًا فنية للأطفال والطلبة.
في السياق نفسه، ينظم المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية جولات إرشادية وندوات عن تراث المحافظة الأثري وتراثها في الدراما المصرية، وورشًا فنية وفقرات غنائية قصيرة.
كما يعقد متحف الإسكندرية القومي معرضًا فنيًا بعنوان "الإسكندرية بين كليبر وبونابرت" يضم لوحات عن إنجازات الحملة الفرنسية وخرائط علماء الحملة.
ويقيم متحف التحنيط معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "عمود جد" وحفلًا فنيًا بالتعاون مع مدرسة العوامية الرسمية للغات، بالإضافة إلى ورش فنية وتعليمية.
فيما يقدم متحف المجوهرات الملكية ورشًا فنية تشمل تطبيقات الواقع الافتراضي المعزز وجولات إرشادية للزوار.
ويعقد متحف الوادي الجديد معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "التعليم في مصر القديمة" وورش عمل عن الكتابة الهيروغليفية بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، بالإضافة إلى ورش لذوي الهمم ومحاضرات علمية.
وينظم متحف تل بسطا معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "العلم والمعرفة عند المصري القديم" وورش عمل عن منحوتات الحضارة المصرية القديمة، إلى جانب مسابقة بحثية عن التعليم في مصر القديمة، ومحاضرات وورش فنية وجولات إرشادية.
بينما يعقد متحف الأقصر معرضًا مؤقتًا بعنوان "التعليم في مصر القديمة"، وورشًا فنية للأطفال حول صناعة ورق البردي، وعرض فيلم عن صناعة ورق البردي، بالإضافة إلى محاضرات علمية، بينما يعرض متحف السويس معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "كنوز كلاسيكية" ويقيم ورشة عمل لصناعة الحلي في العصرين اليوناني والروماني وندوات علمية.
ينظم متحف النوبة ورشًا فنية للطلاب ومحاضرات عن التاريخ والحضارة، وينظم متحف أسوان ورشًا فنية للأطفال وندوة عن الآثار يلقيها مدير المتحف، بينما يعقد متحف سوهاج ورشًا فنية بالتعاون مع مركز نور البصيرة لذوي الاحتياجات الخاصة.
يشار إلى أنه جرى إنشاء المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) عام 1946، كمنظمة عالمية للمتاحف والمتخصصين تضم 34 لجنة متخصصة.
ويلتزم المجلس بتعزيز وحماية التراث الطبيعي والثقافي، الحاضر والمستقبل، المادي وغير المادي، وتضم شبكة المجلس أكثر من 57 ألف عضوًا (متحفا) في 138 دولة وإقليمًا حول العالم.
ويعمل المجلس على تعزيز معايير التميز في مجال المتاحف، ولا سيما من خلال مدونة أخلاقيات المتاحف، التي تتضمن المبادئ الأساسية لإدارة المتاحف، واقتناء المجموعات والتخلص منها، وقواعد السلوك المهني.
وتشمل أنشطة المجلس الأخرى في مجالات مكافحة الاتجار غير المشروع بالسلع الثقافية وتعزيز إدارة المخاطر والاستعداد لحالات الطوارئ لحماية التراث الثقافي العالمي في حالة وقوع.