ماذا بعد.. التشكيك في العقائد والرموز التاريخية

ماذا بعد.. التشكيك في العقائد والرموز التاريخيةحسن زعفان

الرأى19-5-2024 | 14:39

ما يقوم به البعض من محاولة التشكيك في العقائد والأديان بما فيها الكتب السماوية الثلاثة هو ضمن مخطط موجه إلى الشباب العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ؟! وللأسف أن حجة هؤلاء المشككين ضعيفة جدا ومردود عليها حتى على طريقتهم، التي تنتهج الأسلوب الوجودي في إثبات الوقائع التاريخية، التي تعتمد على بعض الروايات التاريخية، تم اختيارها بما يوافق أهدافهم وإهمال الروايات، التي تتعارض مع تلك الأهداف!

وهي طريقة يلجأ إليها هؤلاء المشككون، خاصة الملحدين الذين ينكرون أصلا كل ما له صلة بالعقائد الدينية، خاصة الرسالات السماوية، التي نالت حظها من هؤلاء المشككين والمغرضين حتي إن بعضهم ساق دلائل ضعيفة أن الأنبياء لم يتم ذكرهم في كتابات المؤرخين؟!

وأن الاكتشافات الأثرية القديمة لم يرد فيها ذكر عن الأنبياء؟! وهو منطق فاسد حتى بالتحليل التاريخي البسيط.. !! ولا أريد أن أدخل في قضايا تاريخية محسومة منذ آلاف السنين.. فلا أحد يستطيع أن ينكر ما تم ذكره من مؤرخين كتبوا وثائقهم، التي فيها ذكر واضح وصريح لأحداث وروايات عن الأديان والأنبياء كتبها المؤرخون المعروفون في العصور القديمة. وقد جاء الإسلام بما لا يدع أي مجال للشك.. التاريخ الإسلامي كله مدون وموثق منذ البعثة النبوية الشريفة، وحتى الآن وقد جاء القرآن الكريم ليؤكد وجود الأنبياء والمرسلين بالذكر المبين، ورغم ذلك هناك وثائق مؤكدة وجود الأنبياء مذكورة في العهد القديم والجديد وهناك مراسلات وبرديات تتحدث عن وجود الأنبياء، وقد ذكرت بعبارات، مثل الكهنة العبرانيين ويقصد بها بني إسرائيل.. وكذلك ما ذكر في مخطوطات الأديرة القديمة كلها تؤكد وجود الأنبياء والمرسلين..

أما ما قاله البعض عن عدم ذكر أي من الأنبياء في الآثار القديمة من خلال النقوش الصخرية، فهو أمر مردود عليه من علماء الآثار أيضا من خلال المخطوطات والمراسلات باللغات القديمة، وما جاء في النقوش والرسومات البابلية والأشورية وغيرها، مما يؤكد وجود الأنبياء.. وأكبر دليل على ذلك ما جاء في مخطوطات نبوخذ نصر على سبيل المثال.

الحقيقة أن هناك محاولات للتشكيك مكشوفة وضعيفة، والرد عليها موجود منذ آلاف السنين.. أما ما ساقه أحد الباحثين من تبريرات ضعيفة جدا، وظهر الغرض منها وهو التشكيك في العقائد وتشويه صورة الرموز التاريخية والدينية.. حتى صلاح الدين الأيوبي لم يسلم من ادعاءات هؤلاء، الذين اعتمدوا على مصادر مجهولة أغلبها من مؤرخين مجهولين، ولم يعتمدوا على مصدر واحد موثوق فيه.. فقط معظمهم كان يلتقط كل ما يدعم أهدافه.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2