اعتزام مصر الانضمام لدعوي جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد الإبادة الجماعية والمجازر اللاإنسانية والممارسات الوحشية الإسرائيلية يعد استكمالا لجهود مصر في مساندة القضية الفلسطينية ووسيلة ضغط قوية علي المجتمع الدولي، من أجل إجبار الاحتلال لوقف أعماله الإجرامية في حق أهلنا الأعزل في فلسطين ، ووقف دائم لإطلاق النار، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية .
وما يحدث هذه الأيام من إبادة جماعية و تهجير قسري يذكرني بنكبة 1948وأحداثها بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولي (1914 ـ 1918) وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين، بدأت قوي الاستعمار البريطانية بتنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية علي أرض فلسطين ، وفي عام 1917 أعلن وعد بلفور الدعم البريطاني لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين ، وتوالي توافد الصهاينة إلي فلسطين بدعم من البريطانيين، واستولي اليهود علي عدد من الأراضي الفلسطينية لبناء مستوطنات صهيونية عليها وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من بيوتهم، وإقامة مجازر، وكل هذا تم بدعم كامل من البريطانيين، وفي عام 1948 سيطر الصهاينة علي عشرات المدن والقري الفلسطينية وطردوا سكانها الفلسطينيين من بيوتهم بالقوة، بمباركة سلطات الانتداب البريطاني وكانت النكبة و التهجير القسري الجماعي عام 1948 لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، ونجحت الحركة الصهيونية بدعم من بريطانيا في السيطرة بقوة السلاح علي القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام إسرائيل .
وفي عام 1948 صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي المادة 13 منه أن لكل إنسان الحق في العودة إلي بلاده، ومازال الفلسطينيون مستمرين بمسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في 2018، ولا تزال مستمرة إلي الآن، مطالبة بالعودة إلي الأرض المحتلة، وكسر الحصار المفروض علي قطاع غزة ، فإن محاصرة الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا، والمقاطعة لجميع منتجات كل من يدعم الاحتلال ومحاكمة الاحتلال علي جرائمه الإرهابية التي اعتاد عليها منذ أكثر من 75 عاما في حق أهلنا ب فلسطين ، ووضع حد للمجازر التي لم تتوقف علي مدار الساعة ولمدة 8 أشهر متصلة هي السبيل لحل القضية الفلسطينية .