كان الفنان الراحل شكري سرحان ، في وقت من الأوقات نجم مصر الأول وفتي الشاشة الذي تهواه المراهقات، وظل الشباب طوال ثلاثين عامًا يقلدون تسريحة شعره وملابسه وحركاته ونظرته ومشيته.
أما الحب القديم الذي لم يستطع أن يفصح عنه " ابن النيل "، فهو حبه للفنانة فاتن حمامة ، والتي يقال إن صديقه الفنان العبقري الراحل صلاح منصور ، قد لقن شكري علقة ساخنة حتي يعترف بحبه لـ فاتن حمامة، لكن دون جدوي، فعاشق مثله قرر أن يحبها في صمت ولم يمتلك يومًا الجرأة حتي يعترف لها بحبه.
وحاول منصور مساعدة صديقه كثيرًا ونصحه مرارًا بأن يتحدث إلي حبيبته دون جدوي، واشتعل الحديث فيما بينهما ذات مرة وأصر سرحان علي موقفه السلبي، وهنا استشاط صديقه غيظًا وأوسعه ضربًا وتبادل الاثنان اللكمات، لكنهما سرعان ما عادا إلي علاقتهما الوطيدة.
ورغم أن شكري لم يصرح لها بحبه فإن الوسط الفني كان يعرف بطبيعة المشاعر التي يُكنّها " ابن النيل " إلي فاتن، حتي بعد زواجها من المخرج عز الدين ذو الفقار، ولهذا السبب رأي البعض أنها ربما أرادت استبعاد سرحان من فيلم " صراع في الوادي " كبطل أمامها، حتي تُبعد عنها الشائعات، بل وافقت، وهي في قمة مجدها الفني، علي الوقوف أمام وجه شاب لم يسبق له التمثيل مطلقًا، وهو بالطبع زوجها فيما بعد الفنان عمر الشريف .
ولم يستطع "شكري" أن يتمالك نفسه كمحب صادق لـ فاتن، وذلك عندما خرج عن صمته وعاتبها لأنها قبلت عمر الشريف، وخرجت عن تقاليدها لأول مرة في فيلم " صراع في الوادي "!
وأوردت مجلة "أهل الفن"، رد كل طرف من الأطراف وتبريراته بخصوص القبلة الشهيرة، وقال شكري سرحان : "السيدة فاتن حمامة ، اعتادت كلما ظهرت في موقف من المواقف الغرامية علي الشاشة، أن تفرض قيودًا بينها وبين الممثل الذي يؤدي أمامها هذا النوع من الأدوار، ما يؤدي لمنع الممثل من الانطلاق في أداء دوره علي الوجه الأكمل، وبالأخص في المواقف العاطفية التي تحتاج لتمثيل مشهد قُبلة".
وتابع: «كنا نلتمس لها العذر في ذلك، ونقول إن لها مبدأ يجب أن نحترمه، حتي خرجت علينا أخيرًا بقبلتها التاريخية الأولي في فيلم "صراع في الوادي"، في الوقت الذي مثلت فيه أمامها دورًا عاطفيًا في فيلم من إنتاجها "موعد مع الحياة"، وكانت فيه مواقف كثيرة تتطلب إظهار مشاهد القبلات، لكنها كانت تُمانع بشدة".
ودافعت فاتن عن نفسها بقولها: "أنا مندهشة لأن هذا الكلام موجه من الأستاذ شكري سرحان .. لكني ألتمس له بعض العذر، لأنه لم يشاهد هذا الفيلم، فلو أنه رآه لغيّر رأيه في كل ما قال، لأن مشهد القبلة الذي ظهر في هذا الفيلم لا يمثل القُبلة بمعناها الصحيح، لأنها بسيطة عادية علي الخد"!