دولة قوية "2".. دبلوماسية الإكراه

دولة قوية "2".. دبلوماسية الإكراهسعيد صلاح

الرأى26-5-2024 | 16:38

في سياق الحديث عن الدولة القوية تتواصل الحروف نسجا في هذه المساحة للحديث عن قدرة الدولة علي توظيف أنواع القوة لديها، فضلا عن توظيف الدبلوماسية في الزمان والمكان المناسبين، وهذا ما رأيناه يحدث في تحركات مصر بعد أن أوقفت إسرائيل محادثات الهدنة واحتلت معبر رفح من الناحية الفلسطينية ، والتي تمثلت في الاستخدام الأمثل لما يعرف بـ "الدبلوماسية الخشنة "ولمن يسأل عن معناها فهي دبلوماسية المواقف وليست التصريحات، هي التعامل بندية حسب مستوي الحدث، هي تقدير الموقف وتأثيره والتعامل وفقا لظروفه، هي تناول أي حدث استثنائي بقرار استثنائي.

فقد أعلنت مصر موقفها القوي من هذه التحركات وطلب وقف أي عمليات في رفح الفلسطينية علي الفور، مؤكدة علي موقفها الثابت غير المتغير أبدا بضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإقرار حل الدولتين ، بل وزادت علي ذلك بإعلانها الانضمام رسميًا إلي الدعوي التي أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ، وكانت لها جلسة في غاية الأهمية يوم الجمعة الماضي، وأيضا إعلانها أن المساعدات توقفت عن المرور إلي داخل غزة بسب التواجد العسكري لقوات الاحتلال وأن دخولها وتدفقها بانتظام يتوقف علي خروج إسرائيل من المعبر.

ومنذ ذلك الوقت، ومصر تمارس هذا النوع من الدبلوماسية إزاء أي تحركات إسرائيلية من شأنها تشويش وتشويه الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية أو محاولات إقرار محادثات الهدنة وتبادل الأسري، وآخرها ما فعله موقع "سي إن إن " عندما نشر مقالا مغلوطا ومليئا بالمزاعم الكاذبة بهدف تشويه دور مصر الرئيسي والبارز في محاولات ومفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي الدموي عليه.

وقد تجلت هذه الممارسة في الرد المصري الحازم علي لسان رئيس هيئة الاستعلامات، مطالبا الموقع بالاعتذار ونشر الرد المصري للتصحيح والتوضيح، حيث أكد رئيس الهيئة أن المقال الذي نشره الموقع هو في حقيقته محض ادعاءات خالية من أية معلومات أو حقائق، ولا يرتكز علي أي مصادر صحفية يعتد بها وفق القواعد المهنية الصحفية المتعارف عليها عالميا، وأعلن أن مصر ترفض بصورة قاطعة هذه الادعاءات.

وفي سياق متوازٍ، لا تغفل مصر أهمية ودور القوة الخشنة وضرورة التلويح بوجودها وجاهزيتها كنوع من أنواع الردع، ونوع من أنواع ما يسمي أيضا بـ "دبلوماسية الإكراه" وهي حالة تستخدم فيها القوة العسكرية كقوة ردع أو تهديد في حالة حدوث ضرر أوتهديد للفاعل الدولي، فهي تستخدم القوة العسكرية بشكل محدد ومقنن بغرض ردع المعتدي أو إقناعه بعدم التعدي، وقد تستخدم أحيانا كوسيلة لحماية مصالح الدولة والتأكيد علي قدرتها علي استخدام القوة العسكرية.

وربما يتسق مع ما سبق، تصريحات الفريق أول محـمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، حينما شهد الأربعاء الماضي المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالجنود والذخيرة الحية، حيث أكد أن القوات المسلحة قادرة علي مجابهة أي تحديات تفرض عليها بفضل قوة وتلاحم الشعب المصري وقيادته الوطنية، وأن الدولة المصرية لها ثوابت لا تحيد عنها ولا تنحاز إلا لمصلحة الأمن القومي المصري، وأن الدور الهام والفعال الذي تقوم به الدولة المصرية لمساندة القضية الفلسطينية علي مدار التاريخ وأن الموقف الحالي يتم التعامل معه بأقصي درجات الحكمة لدعم القضية والحفاظ عليها ومساندة الأشقاء الفلسطينيين علي أساس حل الدولتين ، مشيرًا إلي أن الحفاظ علي سيناء لا يكتمل إلا بالتنمية الشاملة.

هكذا مصر تستخدم كل أنواع القوة ـالخشنة أو الناعمة من أجل أن تفرض قرارها وتحمي أمنها القومي ومحيطها العربي وتدافع عن الشعب المصري بعقيدة ثابتة وراسخة.

حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2