إلى متى ؟!

إلى متى ؟!غلاب الحطاب

الرأى31-5-2024 | 15:35

ثمانية أشهر مرت ، ولا زالت آلة الحرب الأمريكية ترتع فوق الأراضي الفلسطينية ، تصول وتجول لتطحن البشر والحجر، ومن تبقى من البشر يئن تحت وطأة الجوع والتشريد والقهر والإرهاب الصهيوأمريكي .

أما الحجر فليس أفضل حالا من البشر ولم يكن أقل منهم ألما وحزنا، وهو يقبر تحت أنقاضه أشلاء الأطفال والشيوخ والنساء.

ما أشقاكى يا أرض فلسطين وكأنه كتب أن تكوني مسرحا لكل أخطاء البشرية وأن يكتب على رمالك البيضاء تاريخا حالكا لقسوة وفجور بنى صهيون .

ثمانية أشهر، والعالم ينظر بأم عينه ويشاهد على مدار الساعة أطفالا تذبح وأطفالا يفقدون الأب والأم والأشقاء، ونساء ثكلى وآخريات فارقن الحياة، ورجالا تموت بحثا عن قوت صغارها ورجالا تموت قهرا وهوانا.

يحدث كل ذلك رغم صدور حكم محكمة العدل الدولية بوقف القتال وقرار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بتوقيف نتنياهو و جالانت باعتبارهما مجرمي حرب وبرغم تصويت 143 دولة بالموافقة على حق فلسطين فى العضوية الكاملة كدولة مستقلة وبحق شعبها فى تقرير مصيره.

يحدث ذلك رغم الحراك الشعبى الدولى ورغم الاعترافات الدولية بدولة فلسطين .

يحدث ذلك تحت بصر الغطرسة الأمريكية المراوغة، ففى الصباح تلقي لأطفال فلسطين خبزا وفى المساء تلقى للأيادى الصهيونية قنابلا وصواريخا لتقتل هولاء الأطفال ولقيمات الخبز مازالت بين أيديهم وأفواههم.

ثمانية أشهر لم تنج من غل وحقد وهيمنة العدو الغاصب لا المستشفيات ولا الأطباء ولا أطقم الإغاثة ولا المدنيين العزل.

وأصبحت الأراضى الفلسطينية كلها ساحة حرب وضاقت الأرض على أهلها بمارحبت ولم تعد بقعة فى أرض الزيتون والسلام آمنة.

ثمانية أشهر والعدو الصهيوني يتلاعب بمقدارت الشعب الفلسطيني وبساسة الدول الكبرى ويراوغ الإعلام ويدوس بقدميه على كل القرارات الأممية وعلى القوانيين الدولية ذاتها.

ثمانية أشهر من التدليس وقلب الحقائق وخلق العراقيل وإجهاض كل محاولات التسوية وصولا لقرار وقف إطلاق النار دون جدوى وكأن قلوب الساسة اليهود خلقت من حجر الصوان أو من فولاذ لا يلين.

والعالم الصامت يقف مكتوف الأيدي شاخص العيون لا يستطيع وقف آلة الحرب الصهيوأمريكية ، ولكن حسبنا أن قضية فلسطين خرجت للعالم وكسرت قيود الإقليمية ولن تعود للخلف والاستكانة مرة أخرى، فإما دولة فلسطينية مستقلة وإما ستظل إسرائيل على جمرة من نار، وعلى الأحزاب اليسارية الإسرائيلية أن تقول كلمتها الآن ولا تنساق وراء جنون وصلف نيتنياهو الذى يقودهم للهاوية.

وعلى الدول الكبرى المحبة للسلام الضغط على المصالح الأمريكية فى كافة بقاع الأرض حتى تكبح جماح السياسة الأمريكية المهيمنة، فلا أمان للعالم مابقيت أمريكا هى السيد وهى المتحكم وهى الآمر الناهي، وعلى دول العالم أن تتحد وان تصيغ لنا ميثاقا أمميا جديدا، فلقد فقد ميثاق الأمم المتحدة مصداقيته للأبد، ولابد من قواعد جديد تحكم السياسة الدولية، دون محاباة أو مغالبة دون حق الاعتراض "الفيتو"، الذي تستغله أمريكا أسوأ استغلال، وتجعله سيفا تغرسه فى قلب كل قرار من شأنه أن يؤدي إلى إرساء مبادئ العدالة وإقرار السلام والأمن الدوليين.

يا أيها العالم مد يدك للشعب الفلسطينى وجفف دموع الأطفال ،وهديء من روع الأمهات حتى يتفرغ الرجال لزراعة الزيتون وسنابل القمح وتعود الأرض المباركة لتعزف للعالم ترانيم السلام من جديد.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2