صفعات على وجه الكيان

صفعات على وجه الكيانحسين خيري

الرأى2-6-2024 | 14:24

أعلن رئيس وزراء أيرلندا سيمون هاريس أنه "لا مستقبل للنسخة المتطرفة من الصهيونية"، وتلحق دبلن بركب دول أوروبية تعترف بقيام دولة فلسطينية مستقلة، وتصف بعض المواقع الإعلامية الغربية إعلان مدريد وأوسلو وثالهم دبلن بزلزال سياسي يضرب الدولة العبرية عبر الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، ودخلت هذه الخطوة حيز التنفيذ يوم 28 مايو، ولأول مرة ينعقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال الساعات السابقة لإجراء مناقشات لفرض عقوبات علي إسرائيل فى حالة رفضها الالتزام بالقانون الإنساني الدولي.

وتضاف تلك القرارات إلى ما سبق من فاعليات وحراك ثائر فى معظم جامعات أوروبا وأمريكا، وما ينضم إليها من شخصيات مرموقة فى هيئات رسمية وصحفية وفنية مع كل يوم من الحرب على غزة، ولأول مرة فى العصر الحديث يهبط بشكل ملحوظ مؤشر الداعمين حول العالم لإسرائيل.

وفى المقابل، يتصاعد عدد المناصرين للقضية الفلسطينية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويتظاهرون أمام البيت الأبيض ، ويتكرر نفس الأمر مع حلفائها فى بريطانيا و فرنسا وألمانيا، وهم من أكثر الداعمين لبني إسرائيل بالسلاح والقنابل المحرمة دوليا، خلافا عن دعمهم بالأموال الطائلة والمرتزقة، وكل هذا من أجل محاربة بقعة صغيرة على الأرض.

ونجح فريق كبير من الرأي العام الغربي فى دحض أكذوبة أن المقاومة الفلسطينية دواعش يقتلون الأطفال، ويرجع الفضل فى ذلك الحرب على غزة، ونشروا بأيديهم على مواقع التواصل الاجتماعي الفارق الإنساني بين المقاومة والإسرائيليين فى أسلوب التعامل مع الأسرى.

وفضح آلاف المواطنين من تلك الدول الغربية زيف ما تقدمه الـ CNN وأشقاؤها من الميديا الغربية عن المسائل المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وصرحوا بأفواههم أن وسائل إعلامهم على مدار عقود كانت تدّعي أن الفلسطيني إرهابي والإسرائيلي يرغب العيش فى سلام.

ومن تجليات الحرب على غزة حررت عقول الكثير من مواطني العالم من كابوس التجهيل القابع على عقولهم وأعينهم، حتى بعض رجال الفكر والسياسة فى بلاد الداعمين ل إسرائيل تحرروا من مخاوفهم، وحكوا عن أساليب التضليل الذي كان يمارس على شعوبهم، وأقروا بحقوق الشعب الفلسطيني فى إقامة دولته وعودة اللاجئين من أبنائه، وكان من طليعتهم رئيس وزراء إسبانيا ونظيره الدنماركي، وأعلنا أنهما سيطالبون الاتحاد الأوربي بحتمية الاعتراف بإقامة دولة للفلسطينيين.

ولم يقف الأمر على ذلك بل أسفرت الحرب على غزة عن انقسامات داخل البيت الأبيض والمخابرات الأمريكية، ورفض معارضون بالدوائر السياسية فى واشنطن هذا الكم الكبير من المساعدات لإسرائيل، وبمعنى آخر نجحت الحرب فى تآكل الدعم الشعبي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولاحقا سيرفع داعمون آخرون فى القارة الأوروبية أيديهم عنها، ولا تزال تداعيات الحرب تصفع الكيان الصهيوني وزعماءه.

وعلى بن عيسى وأشقاؤه من أفذاذ الحضارة الإسلامية يقف العقل الحديث عاجزًا عن استيعاب إنجازاتهم وإبداعاتهم، ومهما رصد المؤرخون من تدوينها، فمازالت كنوزها تبحث عن مكتشفها، وسطور كتب التاريخ تحتاج إلى مزيد من التفسير عن هذه البيئة التى احتضنتهم، ونبغوا من خلالها.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2