في سنة 1956 نظمت مجلة «ال» الفرنسية مسابقة دولية لاختيار الفتاة المثالية وأشرفت علي هذه المسابقة في مصر مجلة «بنت النيل» التي كانت ترأس تحريرها السيدة درية شفيق وتم اختيار الفتاة المصرية المثالية « زينب البيلي » 16 سنة وكانت جائزة الفتاة المثالية المصرية رحلة علي طائرات «إير فرانس» واختارت إسرائيل فتاتها المثالية «أوفير ايزنس».
ولم تكن الفتاة المصرية في حاجة إلي مجهود كبير لتعرف أن أحد أهداف هذه المسابقة هو محاولة تصوير الفتاتين المصرية والإسرائيلية معًا طول الوقت، وقد تجاوزت الفتاتين هذا ولكن لم يدر بينهما حوار بل فوجئت زينب البيلي بأن الفتاة الإسرائيلية قد وضعوها معها في غرفة واحدة وكان من الطبيعي أن تكون الفتاتان متباعدتين في ذلك الوقت.. وقد حدث واحتجت المجلة المصرية علي موقف مجلة «ال» واستنكرت استغلال هذه المناسبة للدعاية لإسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي، عادت مجلة «ال» ونشرت حديثا لها مع الفتاة المثالية الإسرائيلية التي أصبحت السيدة الأولي في إسرائيل فهي الآن زوجة الرئيس نافون.
ومن الغريب أن سيدة إسرائيل الأولي وجهت حديثها وتحيتها إلي الفتاة المصرية التي فازت في هذه المسابقة منذ 22 عامًا وأعلنت عن رغبتها في أن تعرف أين هي وأن يدلها أحد عليها وقالت: كانت فتاة رقيقة سمراء مصرية الملامح تمامًا.
أما السيدة « زينب البيلي » فهي الآن زوجة للصحفي السويسري أحمد هدير وهي تعمل في القسم العربي بالإذاعة السويسرية وهي أم لولدين.
ولما سُئلت السيدة أوفير نافون عن ذكرياتها مع الفتاة المصرية قالت: كانت بلادنا في حالة حرب ولكن لم يكن لنا شأن بذلك، فنحن بشر، ونحن نتمني أن يتحقق السلام لولا أن الأمر ليس بيدنا وإنما هو بيد الساسة علي حافتي قناة السويس ونهر الأردن والجولان.
نشر بمجلة أكتوبر في يونيو 1978م – 1398هـ