تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور هشام عزمى، نظمت لجنة فنون الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان: (أدب الطفل والرقمنة)، أدارتها مقررة اللجنة الدكتورة رشيدة الشافعى؛ أستاذة الرسوم المتحركة بالمعهد العالى للسينما بأكاديمية الفنون، واُقيمت هذه ال ندوة بالتعاون مع لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية، ومقررها الدكتور محمد خليف، وتحدث فيها: الأستاذة إيمان بهى الدين، مديرة إدارة الإعلام فى المجلس العربى للطفولة والتنمية، وعضوة لجنة فنون الطفل، والمهندس محمد عزام؛ استشارى الابتكار والتحول الرقمى وعضو لجنة الثقافة الرقمية، والدكتور محمد عطا، الأستاذ بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة القاهرة.
تحدثت الدكتورة إيمان بهى الدين مقدمة صورة عامة حول الرقمنة وأدب الطفل، مشيرة إلى مراحل الثورة الصناعية، بداية من المرحلة الأولى فى الماضى وصولًا إلى المرحلة الرابعة التى نعاصرها الآن، وأضافت تعريف الأجيال بداية من جيل إكس "X" الذى يضم مواليد: (1980) - (1965)، يُقدر العمل ويميل إلى التمسك بالقيم التقليدية، ويبحث عن وظائف مستقرة، كما يفضل التواصل المباشر والواضح، ويستخدم التكنولوجيا بشكل أساسى للعمل والتواصل، ويعقبه جيل "Y" الذى يضم مواليد: (1981) - (1996)، ويتميز هذا الجيل بقدرته على إنجاز العمل الذى يُحدث فرقًا، ويبحث عن وظائف ذات معنى وتأثير، ويفضل التواصل عبر الإنترنت، وأضافت أن جيل الألفية يمتلك مهارات تقنية عالية وأخيرًا يأتى جيل زد "Z"، الذى يضم مواليد: (2015) - (1996)، وهو جيل لا يعرف الحياة قبل الإنترنت، ويُعد جيل أكثر حرية وصراحة وطموح، يتعامل بنيه مع البيئة الرقمية بشكل أسهل وأيسر وأكثر تفاعلًا، ويقدروا العمل الذى يتاح لهم فيه التعبير عن أنفسهم وإبداعاتهم، وعادة ما يبحثوا عن وظائف مرنة تتيح لهم التوازن بين العمل والحياة الشخصية، كما يميلون إلى تفضيل العمل الحر أو العمل عن بعد، ويفضلوا التواصل عبر المنصات الرقمية والرسائل الفورية، ويميلون إلى استخدام أحدث المنصات مثل: Snapchat و TikTok للتواصل مع أصدقائهم وزملائهم فى العمل، وفيما يتصل بالتكنولوجيا يمتلك أبناء هذا الجيل مهارات تقنية متقدمة، ويستخدمون التكنولوجيا بشكل متكامل فى مختلف جوانب حياتهم، ويعتبرونها أداة أساسية للتعلم والعمل والتواصل، وأوضحت أن أبرز مهارات القرن الحادي والعشرين تتلخص فى حل المسائل المركبة، والتفكير النقدى، والإبداع، وإدارة البشر، والتعاون مع الآخرين، والذكاء العاطفى، والحكم واتخاذ القرارات، والتفاوض، والمرونة المعرفية، وفى مختتم حديثها أكدت أن اصطلاح الجاهزية للرقمنة يمثل استعداد الأفراد أو المجتمعات أو المؤسسات لوظائف ومهام وبيئات متوقعة أو غير متوقعة، وهى الأساس فى العمليات التنموية، والسمة الأساسية المنشودة التى غالبا ما تشكل الفرق بين النجاح والفشل، وأشارت إلى أنه من المتوقع أن حوالى 65% من الأطفال فى المرحلة الابتدائية حاليًا سيجدون أنفسهم مستقبلًا يشغلون وظائف أو أعمال لم تستحدث بعد؛ لذلك يجب الاستثمار فى الرقمنة والذكاء الاصطناعى لإكساب الأطفال المهارات الحياتية والقيم الإنسانية لهذا العصر؛ حيث أن وظائف المستقبل هى تلك التى لا تنجزها الآلات، والتى تعتمد على التعبير الإبداعى والتفاعل الاجتماعى والبراعة الجسدية والتعاطف والابتكار والتعاون، الخلاصة أنه هناك شىء واحد مؤكد سوف يحدث سواء أردنا ذلك أم لا؛ فمن الأفضل دائمًا أن نجعل أطفالنا مستعدين لهذه الثورة الرقمية المتطورة بشكل مستمر.
تحدث الدكتور محمد عطا حول تقنيات الذكاء الاصطناعى وبداية نشأتها منذ ستينيات القرن المنصرم، وصولًا إلى آخر نماذج التطبيقات المنبثقة من تقنيات الذكاء الاصطناعى التى برغم ما بلغته من مراحل متقدمة تعج بتقديم العديد من الخيارت وإنجاز الكثير من مهام بنى البشر، إلا أنه قد يعتبر حتى الآن بكل هذه القدرات الاستثنائية، مثل تأليف القصص باستخدام الذكاء الاصطناعى؛ حيث يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعى معالجة اللغة الطبيعية، وإنشاء نصوص قصصية بشكل آلى تام، وذلك استنادًا إلى قواعد بيانات ضخمة من النصوص الموجودة، مما يسمح له بتوليد قصص جديدة بأسلوب بشرى، وفيما يلى بعض الطرق التى يمكن أن يستخدم بها الذكاء الاصطناعى لتوليد نصوص قصصية: النماذج اللغوية المتقدمة استخدام نماذج مثل GPT التى تم تدريبها على مجموعة واسعة من النصوص لتوليد نصوص جديدة مشابهة للأسلوب الأدبى البشرى، وتخصيص القصص عبر تعديل نماذج القصص بناءً على متغيرات محددة مثل اسم الطفل، تفضيلاته، أو عناصر معينة يرغب الأهل فى تضمينها، مما يؤدى إلى إنشاء قصص مخصصة لكل طفل، تحليل التفاعل واستخدام البيانات لتحسين القصص؛ حيث يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعى تحليل تفاعل الأطفال مع القصص من خلال التطبيقات أو الأجهزة الذكية، ويشمل هذا التحليل تعقب القراءة وتحليل الوقت الذي يقضيه الطفل فى قراءة كل مقطع من القصة لتحديد الأجزاء الأكثر جاذبية، وكذلك يتم رصد ردود الفعل العاطفية، بواسطة استخدام تقنية التعرف على الوجوه لتحليل تعابير الوجه وتحديد ردود الفعل العاطفية للأطفال أثناء القراءة، وفيما يخص الاستطلاعات والتقييمات، يتم جمع التغذية الراجعة من الأطفال والأهل حول القصص من خلال استطلاعات الرأي المدمجة فى تلك التطبيقات، وفى مختتم حديثه تناول عدة نماذج للكتب التفاعلية والإلكترونية، مشيرًا إلى أنه بات فى إمكان تطبيقات الذكاء الاصطناعى إنشاء كتب تفاعلية؛ حيث يمكن للأطفال التفاعل مع القصة من خلال الأوامر الصوتية وكذلك اللمس أو حتى الحركات، ولا شك أن هذه التفاعلات تعزز من تجربة القراءة وتجعلها أكثر إمتاعًا، وتحتوى هذه القصص على ميزات تقدمها تطبيقات الذكاء الاصطناعى مثل: القراءة بصوتٍ عالٍ، وإنشاء الرسوم المتحركة والمؤثرات الصوتية والتعليقات التوضيحية، كما يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعى تخصيص هذه الكتب بناءً على مستوى القراءة والاهتمامات الخاصة بكل طفل.