قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، إن العالم وقف عاجزًا أمام ما يحدث في غزة، وتستر خلف مواقف خجولة لا ترتقي لأدنى حدود المسئولية، وتسبب العدوان في تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في عموم قطاع غزة، والأراضي المحتلة، التي تعاني بالأساس من مشكلات اقتصادية نتيجة انتهاكات الاحتلال المستمرة.
وقال السوداني -في كلمته خلال فعاليات المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، وتستضيفه المملكة الأردنية الشقيقة بالبحر الميت-: "نجتمع اليوم لتحديد سبل تعزيز وتنسيق استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية التي لا تزال تتسع بسبب العدوان على غزة".
وأضاف أنه لن يتطرق إلى حجم المساعدات التي أرسلها العراق أو التي يستعد لإرسالها، لأنها أقل مستويات الواجب، مؤكدا المبادرة التي أطلقها بلاده في مؤتمر السلام 2023 في القاهرة لإنشاء صندوق لدعم غزة بعد العدوان، ولوضع تقييم مدروس يحدد الاحتياجات ويقسم الالتزامات بطريقة منهجية.
وأشار إلى أن العدوان على غزة كشف هشاشة النظام الدولي، وعدم القيام بواجباته ومسئولياته في ظل حملة التطهير والإبادة الجماعية، والخروقات الواضحة لكل القوانين والشرائع والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان من قبل سلطات الاحتلال، إذ باتت أعداد الضحايا مرعبة.
وأوضح أن عدد النازحين بقطاع غزة بلغ أكثر من 80% من مجموع سكانه، حيث ترك 500 ألف عامل أعمالهم بسبب الحرب، كما أدى العدوان إلى تدمير 370 ألف وحدة سكنية في غزة، وتضرر أكثر من 53% من منشآت المياه والصرف الصحي من مجموع أكثر من 600 منشأة، وتوقف محطة كهرباء غزة عن العمل منذ أكتوبر 2023، والتي تحتاج إلى 400 ألف لتر من الوقود يوميًا.
وتابع :"كما دمرت البنى التحتية لقطاع التربية والتعليم بشكل متعمد، وهدمت المئات من المدارس والجامعات، وتضاعفت أعداد الطلبة الذين فقدوا مقاعدهم الدراسية فخرجت 82% من المدارس عن الخدمة، وحرم قرابة 625 ألف طالب وطالبة من التعليم في جميع المراحل، واستشهد أكثر من 5500 طالب وطالبة، و261 معلما و95 أستاذا جامعيا وأصيب أكثر من 8 آلاف طالب وطالبة".