وجهت اللجنة القضائية ب مجلس الشيوخ الأمريكي انتقادات لاذعة لكبار مسؤولي الصحة وإنفاذ القانون بوزارة العدل، بسبب استمرار ظهور السجائر الإلكترونية غير القانونية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي فشلت جهود مكافحتها مما أدى إلى ازدهار تجارتها بمليارات الدولارات سنويًا.
وتعتبر الجلسة التي اشترك فيها المشرعون الديمقراطيون والجمهوريين الأربعاء، هي الأولى منذ عام 2019، والتي قاموا خلالها بحسب شبكة بي بي إس الأمريكية بالتركيز على شركة جوول الأمريكية والتي ألقوا عليها اللوم في انتشار التدخين الإلكتروني دون السن القانونية في أمريكا.
سخط وإحباط
وأعرب الديمقراطيون والجمهوريون في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ عن سخطهم وإحباطهم أثناء استجواب مسؤولين من إدارة الغذاء والدواء و وزارة العدل حول بقاء صناعة السجائر الإلكترونية، والتي نمت لتشمل الآلاف من السجائر الإلكترونية المنكهة وغير المصرح بها والتي نشأت في الصين.
وكان المتهم هذه المرة العلامة التجارية إلف بار، والتي باتت الخيار الأكثر شعبية بين المراهقين دون السن القانونية في الولايات المتحدة، وأكد رئيس السلطة القضائية ديك دوربين أن آلاف المنتجات غير المصرحة أصبحت متواجدة على أرفف المتاجر، رغم عدم حصولهم على تصاريح بذلك.
ارتفاع المبيعات
وتضاعف عدد أجهزة السجائر الإلكترونية المختلفة المباعة في الولايات المتحدة والتي يمكن التخلص منها، ثلاث مرات تقريبًا ليصل إلى أكثر من 9000 جهاز منذ عام 2020، وأظهرت الأرقام عدم قدرة إدارة الغذاء والدواء على السيطرة على السوق بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحملة على النكهات المناسبة للأطفال.
ووجه رئيس اللجنة انتقادات لاذعة للمسؤولين عندما قام نائب ديمقراطي بعرض صورة للسجائر الإلكترونية ذات الألوان الزاهية، بما في ذلك السجائر بنكهات فاكهة التنين وعلكة البطيخ، تباع بالقرب من حرم إدارة الغذاء والدواء بولاية ماريلاند.
أرقام صادمة
ورد رئيس إدارة التبغ في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بريان كينج، بأن الوكالة تباطأت بسبب ملايين الطلبات المقدمة من شركات السجائر الإلكترونية التي تسعى للحصول على موافقة، والتي يتعين على المنظمين قانونًا مراجعتها، لافتًا إلى أن الحجم الهائل لهذا المنتج يتطلب أن نأخذ الوقت الكافي لإجراء مراجعات علمية وقانونية والتي وصلت لـ 27 مليون طلب.
وفي آخر حملة تم شنها على تلك المنتجات غير المرخصة، بحسب أسوشيتد برس، صادر عملاء أمريكيون أكثر من 1.4 مليون سيجارة إلكترونية غير قانونية من الشركة الصينية التي تقف وراء Elf Bar، والتي أصبحت العلامة التجارية الأولى بين المراهقين الأمريكيين، تقدر قيمتها بـ 18 مليون دولار.
سوق ضخم
وتشكل صناعة السجائر الإلكترونية التي يتم استخدامها لمرة واحدة ما بين 30% إلى 40% من سوق السجائر الإلكترونية التي تبلغ قيمتها حوالي 7 مليارات دولار، ووفقًا للشبكة الأمريكية فقد حققت أكبر شركتين منها إليف بار الصينية مبيعات تزيد على 500 مليون دولار خلال العام الماضي.
وتعهد المشرعون خلال الجلسة بالعمل ضد تلك السجائر التي لا يمكن بيعها في الصين إنما يمكن بيعها في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعدما ألقى المسؤولون في إدارة الغذاء والدواء باللوم على الخلافات البيروقراطية بين وكالتهم وسلطات إنفاذ القانون في بطء وتيرة الإجراءات القانونية.