قالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية "NOAA"، إن درجات حرارة المحيط الهادئ انخفضت بدرجة كافية لإعلان انتهاء ظاهرة "النينيو"، وأنه من المتوقع أن تتطور ظاهرة "النينيا" هذا الخريف، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى موسم من الأعاصير في المحيط الأطلسي.
وفقًا لميشيل لوريوكس، رئيسة وحدة التنبؤ بظاهرة "النينيو" في مركز التنبؤ المناخي، من غير المرجح أن تكون ظروف ظاهرة "النينيو" و"لا نينيا" (المعروفة باسم "الظروف المحايدة لظاهرة النينيو")، موجودة خلال شهر أغسطس، مع احتمالات زيادة ظاهرة "النينيا"، حسب موقع "أكسيوس".
وتضيف لوريوكس أن خبراء الأرصاد الجوية أصبحوا الآن أكثر ثقة في أن ظاهرة "النينيا"، التي تتميز بدرجات حرارة محيطية أكثر برودة من المتوسط في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ، ستتشكل في وقت متأخر قليلًا عما أظهرته التوقعات السابقة، إذ ستتشكل خلال الإطار الزمني من يوليو إلى سبتمبر.
واحتمالات هذا الإطار الزمني، حسبما أفادت نشرة جديدة، صدرت اليوم الخميس، هي 65%.
وقالت: "جزء من سبب هذا التحول هو أننا لاحظنا تباطؤًا مؤخرًا في معدل تبريد المحيطات، وما زلنا واثقين إلى حد ما من أن "النينيا" ستظهر في نهاية المطاف".
ولفتت إلى أن هناك فرصة 85% حددتها إدارة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) لحدوث ذلك بحلول أوائل الشتاء المقبل.
ووفق "أكسيوس"، يساعد تغير مناخ المحيط الهادئ في وقت لاحق قليلًا في منع موسم الأعاصير ب المحيط الأطلسي من أن يكون مفرط النشاط كما كان متوقعًا. ويمكن أن يعوض تأثير الذروة حتى بعد الفترة الأكثر ازدحامًا في الموسم، التي تبدأ من منتصف أغسطس حتى سبتمبر.
ظاهرة "النينيو"
لوحظت الظاهرة للمرة الأولى من قبل صيادي السمك في بيرو بداية القرن السابع عشر، الذين لاحظوا أن المياه الدافئة تصل إلى ذروتها بالقرب من الأمريكيتين في ديسمبر. وأطلقوا عليها اسم "إل نينودي نافيداد" وتعني باللغة الإسبانية "فتى عيد الميلاد".
وتعتبر الظاهرة جزءًا من ظاهرة مناخية طبيعية تدعى "نينو التذبذب الجنوبي"، وهذه الظاهرة لها حالتان، هما "إل نينو" و"لا نينا"، وكلاهما تغيران الطقس العالمي كثيرًا.
ويمكن التعرف على "النينو" من خلال عدد من القياسات المختلفة، من بينها تسجيل درجات حرارة سطحية لماء البحر تكون أسخن من المعتاد في مناطق شرق المحيط الهادي الاستوائية؛ وكذلك ضغط جوي فوق المعتاد في داروين، في أستراليا - غربي المحيط الهادي - وضغط جوي أقل من المعتاد في تاهيتي في بولينيزيا الفرنسية - وسط المحيط الهادي - بينما في ظروف محايدة، تكون المياه السطحية في المحيط الهادي أبرد في الشرق وأسخن في الغرب.
وتهب "الرياح التجارية" من الشرق إلى الغرب، بينما تعمل حرارة الشمس على تسخين المياه تدريجيًا مع تحرك الرياح بهذا الاتجاه.
وخلال ظاهرة "النينو"، تضعف هذه الرياح أو تعكس اتجاهها، ما يرسل المياه السطحية الأسخن باتجاه الشرق بدلًا من الغرب.
أما خلال ظاهرة "لا نينا"، فإن الرياح الاعتيادية التي تهب من الشرق إلى الغرب تصبح أعتى قوة، ما يدفع المياه الأسخن أكثر باتجاه الغرب. وهذا يتسبب في صعود الماء البارد من أعماق المحيط، وهو ما يعني أن درجات حرارة المياه السطحية تصبح أبرد من المعتاد في منطقة شرقي المحيط الهادي.
في المقابل، تميل ظاهرة "النينيا" إلى تقليل قوة وانتشار قص الرياح عبر حوض شمال المحيط الأطلسي، وهذا يجعل البيئة أكثر ودية لتشكل العواصف الاستوائية والأعاصير.
وخلال ظاهرة "النينيو" الأخيرة، سجل متوسط درجات الحرارة العالمية أرقامًا جديدة، الأمر الذي أثار انزعاج العديد من العلماء مع تساؤلات حول ما إذا كان تغير المناخ يتسارع.